قائد بقبعتين

قائد بقبعتين

المغرب اليوم -

قائد بقبعتين

بقلم : توفيق بو عشرين

بـ93% صعد إبراهيم غالي إلى قيادة جبهة البوليساريو في أول مؤتمر بعد رحيل محمد عبد العزيز، هذا معناه أن الأمر كان محسوما، وأن غالي كان مرشح التوافق بين التيارات السياسية والقبلية التي تخترق الجبهة، من جهة، وبين الراعي الرسمي لمشروع الانفصال في الصحراء الجزائر، من جهة أخرى.
غالي يحمل قبعتين، فهو عسكري جرب حرارة الحرب في رمال الصحراء الحارقة، وتدرج في صفوف القتال إلى أن صار وزيرا للدفاع دون وزارة، وهو أيضا يحمل قبعة الدبلوماسي، لأنه جرب تمثيل قضيته في مدريد ممثلا للبوليساريو في إسبانيا التي ترتبط تاريخيا بملف الصحراء المعقد… فهل يتصرف غالي كعسكري أم كدبلوماسي في إدارة جبهة البوليساريو، التي تمر بمرحلة دقيقة من عمرها بعد فشل الخيار العسكري في تحقيق انفصال الصحراء عن المغرب، وفشل الخيار الدبلوماسي في الوصول إلى حل متوافق عليه، حيث تجمد الصراع عند نقطة معينة لا يتجاوزها؛ مناوشات في الأمم المتحدة، وحرب إعلامية ترتفع وتنخفض حسب الظروف والأحوال، إلى درجة أن كلفة إدارة نزاع الصحراء صارت مقبولة لدى كل الأطراف، وعلى رأسها الرباط والجزائر، أكثر من كلفة القبول بحل نهائي لا تعرف أطراف النزاع كم سيكلفها.
السيد غالي رجل عسكري، والعسكريون يعرفون حقيقة الحرب، وآلام الحرب، ومآسي الحرب، وكلفة الحرب البشرية والمادية في النصر والهزيمة، لهذا قليلون هم العسكريون الذين ورطوا شعوبهم في حروب عبثية بدون أفق، ودون قدرة على الحسم، ودون أمل في السلام الدائم.
السيد غالي.. إذا كان طموحك أن تكون مثل سلفك مقاتلا بلا مجد، ومحاربا يضع قضيته رهن إشارة عسكر الجزائر، ورئيسا يحكم مخيمات بئيسة ومواطنين محبطين، فإن الأمر سهل، ليس عليك إلا اتباع خطى السلف، والاستماع إلى الأوامر الصادرة عن قصر المرادية، أما إذا كنت تريد أن تكون زعيما، فعليك أن تخط مسارا جديدا لقضيتك، وأن تمتلك جرأة التفكير الواقعي، والواقع يقول اليوم إن انفصال الصحراء عن المغرب شبه مستحيل، وإن الرهان على إضعاف المغرب من أجل بتر الصحراء من جسمه أمر بعيد المنال، لأن الإجماع الموجود حول قضية الصحراء في المغرب أصبح شبه عقيدة وطنية للمغاربة، أما الذي يضعف كل يوم فهو الدولة الراعية لمشروع الانفصال والمؤسسة العسكرية الجزائرية التي تتفكك كل يوم.
الذي يريد أن يكون رئيسا يتبع شعبه، والذي يريد أن يكون زعيما يدفع شعبه إلى أن يتبعه، ويقنع مواطنيه بالحلول الصعبة، وبابتلاع السم إن كان هذا السم يضع حدا لمآسٍ تاريخية وجروح غائرة.
الموجود اليوم على الطاولة هو حكم ذاتي موسع، يفتح المجال واسعا للصحراويين، كل الصحراويين، للمشاركة في بناء مستقبل أبنائهم وأحفادهم، ولهذا فإن المطلوب من القيادة الجديدة أن تقود المفاوضات على مسارين؛ الأول مع المغرب لإيجاد أرضية للتوصل إلى حل لا غالب فيه ولا مغلوب، والمسار الثاني مع الجزائر لتحرير القرار الصحراوي من التبعية لموقف الدولة الراعية، ولإقناع بوتفليقة بأن الوقت حان لإخراج ملف الصحراويين من الحذاء المغربي، والتوقف عن جعل معاناة السكان في المخيمات مجرد حصاة تحت رجل المغرب… كما كان يقول هواري بومدين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قائد بقبعتين قائد بقبعتين



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya