أخنوش يشارك في سيناريو ما بعد بنكيران

أخنوش يشارك في سيناريو ما بعد بنكيران

المغرب اليوم -

أخنوش يشارك في سيناريو ما بعد بنكيران

بقلم : توفيق بو عشرين

ما الذي يجمع بين بودريقة وبوصوف ولقجع ولقباج والبهجة وأخنوش؟ الأول (بودريقة) وجه رياضي وتاجر عقارات بالبيضاء، لم يعرف عنه أي اهتمام بالسياسة، وقبل أن ينتمي إلى الأحرار، كان يعيش مشاكل مع القضاء، والثاني (بوشتى بوصوف) رجل متدين، كان مرشحا على قوائم العدالة والتنمية لانتخابات أكتوبر، قبل أن يهرب إلى مكة المكرمة بعدما نزلت على رأسه ضغوطات رهيبة للابتعاد عن بنكيران. وقبل أن يقترب من المصباح، كان يركب الجرار مكرها لا مختارا، والثالث (لقجع) إطار تقنوقراطي تربى في وزارة المالية قبل أن ينسج علاقات مع الدوائر النافذة، وهو الآن مدير للميزانية (بلا ظهير ولا مرسوم)، ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم. كان يتقرب من البام قبل انتخابات أكتوبر 2016، وصار عضوا قياديا في الأحرار في ظرف أسابيع، أما الرابع فهو محمد القباج، رجل أعمال كبير من مراكش بدون أي سجل سياسي أو حزبي، ومع ذلك وضعه أخنوش منسقا عن جهة مراكش-آسفي ليدير الحزب بواسطة دفتر شيكاته، أما الخامس (حاميد البهجة) منسق جهة سوس-ماسة، فهو رجل أعمال من تارودانت، سبق وأدين بجناية محاولة الاختطاف والضرب والجرح والهجوم على مسكن الغير، وحكم عليه بسنة حبسا نافذا، ثم تمتع بالعفو الملكي، لكن المجلس الدستوري جرده من مقعده البرلماني لأنه ترشح للانتخابات بدون أهلية. السادس هو أخنوش، رجل أعمال لم يختر الحياة السياسية طريقا للحفاظ على مصالحه، بل اختار طريق التقرب من السلطة، ونسج شبكة مصالح معقدة معها. كان سيدخل إلى الوزارة مع حزب الحركة الشعبية في حكومة عباس الفاسي الأولى، ولما وقع إبعاد العنصر في البداية عن المشاركة في الحكومة، حمل أخنوش قميص الأحرار، ثم لما انتهت ولاية الفاسي، خرج من حزب الأحرار وعاد إلى وزارة الفلاحة كتقنوقراطي في حكومة بنكيران، وفي 2016 قام بحملة انتخابية غير مسبوقة في العالم، حيث أيد في منطقة سوس مرشحين لحزبين مختلفين، إذ قام بالدعاية لمرشح في الأحرار وآخر من البام! وبعدما طلق الانتماء الحزبي، نودي عليه، بعد أيام قليلة من ظهور نتائج الانتخابات، لكي يقود الأحرار بعد انتكاسة «المفعفع»، في محاولة لخلق قطب سياسي يجمع الأحزاب المهزومة في الانتخابات، يشكل منه أداة للبلوكاج السياسي في وجه تشكيل الحكومة، وذلك لإفساد فرحة بنكيران بالنصر الذي حققه، والحؤول دون ميلاد حكومة من صناديق الاقتراع.

الذي يجمع بين هذه العينة من الوجوه، المختلفة في توجهاتها ونمط عيشها ومصدر ثروتها وخلفيتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، شيء واحد هو «إرادة المخزن» لإعادة تشكيل وتقوية حزب الدولة، بعدما فشل الرهان على البام الذي، رغم حصوله على 102 مقعد في مجلس النواب، لا يستطيع أن يلعب أدوارا مفيدة في الحقل السياسي، لا في الحكومة ولا في المعارضة، لأنه، من جهة، تعرض للقصف من طرف بنكيران وآلته التواصلية التي دمرت السمعة السياسية للجرار، وأصبح اسمه الحركي هو «التحكم»، ومن جهة أخرى، لأن تدخل السلطة لمساعدة مرشحي الأصالة والمعاصرة في الفوز في الاقتراع الأخير، والذي قبله، دمر مشروعيته السياسية، ولم يعد الحزب صالحا إلا ليكون أداة تكميلية في مخططات أخرى، مثل إعطاء أصواته للحبيب المالكي ليصل إلى رئاسة مجلس النواب، وغيرها من الأدوار الصغيرة التي سيلعبها مستقبلا.

لماذا تريد الدولة أن تضخ منشطات جديدة في عروق حزب عصمان، وإعادة تجميع الأعيان ورجال الأعمال تحت مظلة الحزب الأزرق، وهذه المرة بدون وجوه يسارية ولا توابل إيديولوجية، كما حصل مع البام؟ وما هي القيمة المضافة التي سيلعبها حزب يعيد للأعيان القوة التي كانت لهم قبل ظهور التصويت السياسي سنة 2011؟ وكيف سيمثل هذا الحزب المواطنين ويدافع عنهم، وهو مشكل من أصحاب المصالح وزبناء الريع وحلفاء الإدارة، الذين يشكلون جزءا من مشاكل المغرب وليس جزءا من حلها؟

الجواب بسيط، الدولة تستعد لكل السيناريوهات، وتهيئ لاحتمال أن تضطر إلى إعادة الانتخابات التشريعية هذه السنة بعدما خرجت نتائج الاقتراع مخالفة لتوقعاتها، وهذا ما يفسر السرعة التي يتحرك بها أخنوش لإعادة ترميم الحزب المنهك، واستقطاب الأعيان ورجال الأعمال الذين يستطيعون ربح الأصوات بدون برنامج ولا سياسة ولا اختيارات ولا إقناع، والغرض هو امتصاص التصويت السياسي الذي استفاد منه حزب العدالة والتنمية، وذلك عن طريق مسلكين؛ الأول هو إطالة أمد البلوكاج حتى تيأس الطبقة الوسطى من المشاركة السياسية، ومن قدرة صندوق الاقتراع على فرز حكومة تباشر الإصلاحات، والمسلك الثاني هو تهييء آلة انتخابية جديدة تضاف إلى الآلة الانتخابية للبام، تستفيد من تدمير حزب الاستقلال، ومن تراجع نسبة المشاركة، وبذلك يتم تخطي عقبة بنكيران بـ«وسائل ذكية» وتحت شعار “أغاراس أغاراس”.

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخنوش يشارك في سيناريو ما بعد بنكيران أخنوش يشارك في سيناريو ما بعد بنكيران



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

اتحاد كرة القدم يكشف رغبة ريال مدريد في ضم محمد صلاح

GMT 04:38 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين سهرة للمحجبات من أحدث صيحات موضة الشتاء

GMT 01:05 2012 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حناج عيين با بنيه - نقوش بحرينية يتناول انواع نقوش الحناء

GMT 13:28 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

أفضل ستة فنادق في مراكش للاستمتاع بالرفاهية

GMT 03:24 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بالتعامل مع زملاء العمل

GMT 00:53 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يعود للغناء مرة أخرى بعد ثبوت صحة موقفه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya