ذكاء pps وغباء pjd

ذكاء pps وغباء pjd

المغرب اليوم -

ذكاء pps وغباء pjd

بقلم - توفيق بو عشرين

بذكاء كبير، خرج المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية من مأزق اتهام أمينه العام، نبيل بنعبد الله، والوزيرين الوردي والصبيحي بالتقصير في تنزيل مشاريع «الحسيمة منارة المتوسط»، وبغباء كبير سقط رموز العدالة والتنمية في نهش لحم بعضهم البعض، بعد مصادقة لجنة المساطر على التمديد لبنكيران، فخرج الرباح يرعب مناضلي الحزب من احتمال التجديد للأمين العام الحالي، لأن ذلك معناه أن بنكيران يجب أن يبحث عن قيادة جديدة ومؤسسات جديدة تسير معه في طريق آخر لا علاقة له بالطريق الذي سار عليه المصباح منذ تأسيسه، أما الرميد فرغم أنه تضرر من جملة عابرة في خطاب بنكيران، فقد اختار التوقيت الخطأ ليهاجم بنكيران مباشرة ويضعفه، في الوقت الذي يتعرض فيه البيجيدي لحملة منسقة لشق صفوفه ومعاقبة حلفائه، ووضع تقابل وهمي بين حكومة بنكيران وحكومة العثماني.
رفاق بنعبد الله «دارو الصواب» مع القرار الملكي، لكنهم، في الوقت ذاته، قالوا الحقيقة للجميع، من خلال البيان الذي صدر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب، حيث سجل ثلاثة مواقف؛ الأول هو «التعبير عن التقدير والاحترام لجلالة الملك وقراراته السامية»، والثاني هو الإشادة بوزراء الحزب الذين «أدوا مهامهم العمومية بحرص شديد على الامتثال لما تستلزمه المصالح العليا للوطن والشعب»، بل عبر المكتب السياسي عن «اعتزازه بالأداء المشرف لوزراء الحزب المعنيين»، أما الموقف الثالث فهو الذهاب إلى اللجنة المركزية للبت في موضوع الاستمرار في الحكومة أو النزول إلى المعارضة وانتظار موقف العثماني.
هكذا تعامل الرفاق في pps مع النازلة بذكاء سياسي لحزب صغير، فالحزب يعرف أن فاتورة التحالف مع بنكيران كانت معلقة منذ سنوات، وأن وقت الأداء قد حان، لذلك، فإن أفضل شيء يقوم به رفاق بنعبد الله هو الخروج من حكومة العثماني والرجوع إلى المعارضة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشهد حزبي يتعرض للتجريف، ومشهد سياسي يتعرض للقصف الشديد.
في الجهة المقابلة، اختار الرباح والرميد التوقيت الخطأ لتصفية حساباتهما مع بنكيران، وإعلان القطيعة معه، بعدما صادقت لجنة القوانين والمساطر على إعطاء بنكيران حق الدخول إلى منافسات الأمانة العامة للحزب في المؤتمر المقبل، فلا يمكن المراقب إلا أن يربط بين نتيجة التصويت وهذه الخرجات الإعلامية، التي تعكس إحباط أصحابها من نتائج التصويت في لجنة المساطر في تمرين ديمقراطي. ولأن الرميد يختلف عن الرباح، الذي تحول إلى رأس حربة في «مخزنة الحزب»، فإن موقف وزير العدل السابق فيه تغليب للجانب الشخصي على الجانب الموضوعي، في مرحلة دقيقة لا تهدد، فقط، بيت العدالة والتنمية، بل تهدد مسار التحول الديمقراطي برمته، بعدما جرى الانقلاب على نتائج الاقتراع، ورجوع البلاد بسرعة البرق إلى ما قبل 2011.
إن فتح الطريق لبنكيران للعودة إلى قيادة الحزب ليس مسألة تنظيمية ولا مسطرية، ولا علاقة له بمن مع الديمقراطية الداخلية ومن هو ضدها. الذين يدافعون اليوم عن استمرار زعيم الحزب، عبد الإله بنكيران، في قيادة المصباح، يرون أن هذا التجديد هو الجواب السياسي عن محنة الحزب الراهنة، وأزمته العميقة. ولأن الثقافة السياسية وسط الإسلاميين لا تسعفهم في إيجاد جواب متكامل عن الأزمة السياسية التي يعيشها الحزب والبلد على حد سواء، فإنهم يتشبثون ببنكيران مثلما يتشبث غريق بقطعة خشب، ويراهنون عليه لينقذهم، لأنه أصبح زعيما كاريزميا برهن على أنه يستطيع الوقوف في وجه العاصفة، وأن يضحي بالمنصب الذي يحلم به الكثيرون في حزب المصباح وخارجه من أجل الوفاء للذين صوتوا للمصباح. طبعا هذا ليس جوابا كاملا عن الأزمة، ولا حلا كافيا للخروج من النفق المظلم الذي دخله المشروع الإصلاحي للحزب، لكن ما لا يدرك جله لا يترك كله، كما يقول الفقهاء. فإذا كان للرميد مشروع بديل لإنقاذ الحزب ومشروعه الإصلاحي، فليقدمه، فمعارضته الولاية الثالثة لبنكيران ليست برنامجا، ولا حتى مشروع رؤية لإنقاذ الحزب ولإنقاذ البلد من مخاطر عودة السلطوية، فالذي يقوي اليوم بنكيران ومن معه هو ضعف العثماني ومن معه، والذي يدافع عن أطروحة الولاية الثالثة، يفعل ذلك لأنه يشعر بأن العثماني وحكومته لا يمثلانه في الحزب ولا في الشارع، وأن النتائج التي أظهرتها الانتخابات الجزئية خير دليل على نزول أسهم العدالة والتنمية في الشارع، نتيجة التفريط في الانتصار الذي حصل عليه المصباح في 2015 و2016، ولم يعرف كيف يحافظ عليه، قبل أن يبدد رصيده في حكومة هجينة وضعيفة ومفككة… هذا هو عمق الأزمة، أما الباقي فهو تفاصيل شخصية صغيرة لا تقدم شيئا، لكنها تؤخر أشياء كثيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكاء pps وغباء pjd ذكاء pps وغباء pjd



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya