دمهم في عنق من

دمهم في عنق من؟

المغرب اليوم -

دمهم في عنق من

توفيق بو عشرين

العمارات تنهار في غزة تحت وابل صواريخ المحتل الإسرائيلي، والعمارات في الدار البيضاء تنهار بسبب الإهمال وغياب المراقبة.
الفلسطينيون يستشهدون في غزة تحت أنقاض منازلهم، ويكتبون شهداء في لوح النضال من أجل الحرية والاستقلال، والبيضاويون يموتون تحت أنقاض شققهم، ويُكتبون ضحايا في سجل الوقاية المدنية لمسؤول لم يقم بعمله، وموظف تقاضى رشوة صغيرة أو كبيرة ليجعل أرواح البشر تشبه أرواح الحشرات...
يقول شاهد عيان لهذه الجريدة: «العمارات هنا في بوركون جلها عمره 50 سنة أو أقل، وأغلبها بني على أساس منازل من طابق واحد، ومع مرور الأيام تحولت هذه المنازل إلى عمارات من خمسة وستة طوابق مع أن تصميمها الأول وأساساتها الأولى لا تحتمل كل هذه الطوابق».
من أعطى الترخيص لأصحاب هذه المنازل الصغيرة لتحويلها إلى عمارات، وتحويل العمارات إلى قنابل موقوتة تهدد حياة البشر كل حين؟
الشارع الذي انهارت فيه العمارات الثلاث يوم أمس بالبيضاء يحمل اسم المهدي بنبركة الذي له رنين خاص، ولو كان للمهدي قبر معروف لقلنا إنه تحرك من قبره عندما وصله خبر انهيار العمارات في الشارع الذي يحمل اسمه وفي البلاد التي كان يحلم بها، والبلاد التي ناضل من أجل طرد المستعمر منها، وناضل ضد الاستبداد فيها، بلاد يموت فيها البشر كما تموت الصراصير تحت الأنقاض.
إن هؤلاء الذين قضوا في شارع المهدي بنبركة ليسوا الأولين ولن يكونوا الآخرين، بل سبقهم شهداء وسيلحق بهم شهداء عند ربهم يختصمون مع منتخبين وموظفين ورجال سلطة وإدارة ودولة آخر همها حياة البشر فوق هذه الأرض.
في الدار البيضاء وفاس والرباط وطنجة ووجدة وآسفي وسلا ومكناس ومدن كثيرة آلاف العمارات الآيلة للسقوط، نبتت في قلب الفوضى التي تضرب إدارة المدن المغربية منذ عقود، بنايات كثيرة زرعت خارج مقتضيات تصاميم التهيئة وشروط السلامة وتقاضى القايد والعامل والوالي والمقدم ورئيس الجماعة والمكلف بالتعمير مقابلا ماليا مغريا لكي يتغاضى عنها ومقابل هذا المال بنى هؤلاء منازل فخمة وفيلات وشققا و«شاليهات» وأرصدة غير قابلة للانهيار...
إن الأرواح التي أزهقت والناس الذين مازالوا عالقين بين الأنقاض أول أمس في بورگون ذنبهم ومسؤوليتهم في رقبة سياسات تدبير المدن التي تضع نصب عينيها هواجس الأمن لا حياة البشر، إدارة توقع شيكات على بياض لرجال السلطة فلا يقترب منهم حساب ولا عقاب، دولة تسعى إلى تزوير الانتخابات وبلقنة المجالس المنتخبة فقط لكي لا تسقط إدارة المدن في يد أحزاب تعتبرها الدولة عدوة، والنتيجة ما ترون الآن والأدهى أن المأساة مستمرة وستستمر في 2015.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دمهم في عنق من دمهم في عنق من



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya