أوزين ارحل بدون ضجيج

أوزين.. ارحل بدون ضجيج

المغرب اليوم -

أوزين ارحل بدون ضجيج

توفيق بو عشرين

وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، في وضع حرج للغاية، وإذا لم يقدم استقالته، اليوم قبل الغد، فإنه يضع الحكومة كلها في حرج شديد، ويضع حزبه في مأزق كبير، ويضع مستقبله السياسي في خطر. لماذا؟

أولا: الفضيحة التي وقعت الأسبوع الماضي كبيرة، حيث تحول ملعب مولاي عبد الله إلى بركة ماء، واللاعبون الأجانب إلى بط يسبح فوقها، في الوقت الذي صرفت الحكومة من أموال دافعي الضرائب 22 مليار سنتيم لإعادة تأهيل أرضية الملعب والعشب وباقي المرافق. ولأن كرة القدم أصبحت لعبة عالمية، وأصبح اللاعبون هم أكبر السفراء لبلدانهم، فإن فضيحتنا أصبحت عالمية أيضاً، وصارت المملكة مادة للسخرية في كل وسائل الإعلام العالمية، وهذا لا يليق ببلاد كانت تطمح إلى تنظيم كأس العالم، فإذا بها غير قادرة على تصريف بعض الميلمترات من مياه الأمطار في ملعب كلف الكثير.

ثانيا: السيد الوزير الحركي جداً أقر بمسؤولية وزارته عن فضيحة الموندياليتو، وعمد إلى توقيف الكاتب العام للوزارة ومدير الرياضات بها حتى قبل نهاية التحقيق، وهذا معناه أنه يقر بالمسؤولية عما حدث من تلاعب في أعمال الصيانة وإعداد الملعب لاستقبال تظاهرة عالمية مثل هذه، لكن الذي لم يقم به الوزير الشاب إلى الآن هو الذهاب بعيدا في الإقرار بالمسؤولية عما حدث، وأخذ قلم وورقة بيضاء وكتابة الاستقالة، وإرسالها إلى ديوان رئيس الحكومة، لأن المسؤولية السياسية للوزير ثابتة، أما الباقون فيجب أن يذهبوا إلى القضاء للبحث في التهم الموجهة إليهم (عدم مراقبة أعمال الشركة أو السماح بلعب مبارايات أخرى قبل الموندياليتو وعدم ترك العشب يستقر في أرضية الملعب، وعدم التدقيق في دفتر التحملات والالتزامات، واحتمال وجود تواطؤ بين كبار المديرين في الوزارة ومسؤولي الشركة التي حصلت على صفقة بقيمة 22 مليار سنتيم).

ثالثا: الناس يشعرون بالصدمة والإهانة، وشعورهم الوطني مس في الصميم، وإطلالة بسيطة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تعطيك فكرة عن حجم الغضب الذي يشعر به المغاربة على الوزير الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار وأمس «فر» في شجاعة نادرة من مساءلة البرلمان فتغيب بدون عذر في مجلس الأمة، أوزين بدا مرتبكا وهو يوزع التصريحات الخرقاء هنا وهناك، مثل دفاعه عن جودة العشب والأرضية دون أن ينتظر نتيجة التحقيق، ثم رجع وقال: «أنا قلت ما سمعته من أطر الوزارة»، والغريب في كل هذا أن وزارة الشباب والرياضة تريد أن تحمل الشركة التي تكلفت بإصلاح الملعب المسؤولية وحدها، دون أن يتحمل الوزير وفريقه نصيبهما من المسؤولية، فالمغاربة لم ينتخبوا الشركة لتكون مسؤولة عن سلامة الملاعب.. هذه مسؤولية الوزارة التي قالت، في محاولة للتهرب من تحمل المسؤولية: «إن الوزارة لم تتسلم بعد الملعب من الشركة رسميا»، وهذا عذر أقبح من الزلة، إذ كيف تعرض الوزارة أرواح الآلاف من المغاربة والأجانب للخطر، وتنظم مقابلة لكرة القدم في ملعب لم تتأكد من سلامته، ولم تفحص سلامة الأشغال التي تمت فيه ولم تتسلمه رسميا من الشركة…

هذا الارتباك واللعب على الحبال يذكرنا بالطريقة التي أدار بها عبد العظيم الكروج فضيحة الشوكولاتة التي تورط فيها، وجاء زميله موبديع وغطى عليه، ووضع الجميع، الحكومة وحزب الحركة، في حرج شديد. الآن الفضيحة أكبر، وهي عالمية، والمسؤولية يتحملها كذلك رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، المشغول هذه الأيام بالجنائز التي تخرج من بيته، لكن يجب أن ينتبه إلى ألم وحزن المغاربة على وجود وزراء بلا حياء ولا إحساس بالمسؤولية، مستعدين للتشبث بالمنصب ولو على حساب صورة البلد ومشاعر الناس.. وحده غضب الجهات العليا من يخيفهم، أما غضب الشعب فلا يحرك شعرة في رأسهم…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوزين ارحل بدون ضجيج أوزين ارحل بدون ضجيج



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya