أفريكوم واختبار الأمن الأفريقي

أفريكوم واختبار الأمن الأفريقي

المغرب اليوم -

أفريكوم واختبار الأمن الأفريقي

بقلم : إدريس الكنبوري

الاستراتيجية المقبلة للقيادة العسكرية الأفريقية سوف تركز في تعاونها مع بلدان القارة، على التدريب وتبادل المعلومات، والنأي بنفسها عن الاحتكاك المباشر مع الإرهاب.
قيادة "أفريكوم" تضع في حسابها أكثر التوقعات كارثية للحيلولة دون حصول السيناريو الأسوأ

في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات الأمنية في القارة الأفريقية، في ضوء التطورات الأمنية الخطرة في ليبيا وعودة جماعة بوكو حرام إلى استهداف بلدان غرب أفريقيا، كما حصل قبل أيام في بوركينا فاسو، وكذا تعثر إنشاء قوة الدفاع المشترك بين خمسة بلدان في إقليم الساحل بعد سنوات من الانتظار، اختار أركان القوات الجوية من أربعين بلدا أفريقيا، بمشاركة قيادة “القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا” (أفريكوم)، عقد اجتماع مغلق على مدى يومين في مراكش المغربية، من أجل معالجة قضايا الأمن والاستقرار في القارة وسبل تطوير التعاون العسكري لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.

الواضح أن التركيز في الوقت الحالي لم يعد ينصب على مطلب ضمان الاستقرار فحسب، بقدر ما صار يركز على منع تمدد الجماعات الإرهابية وتحويل منطقة شمال وغرب أفريقيا إلى ملاذ جديد لها، بعد تراجع قوة تنظيم داعش في سوريا والعراق؛ ولعل هذا ما يفسر دعوة “أفريكوم” إلى عقد هذا الاجتماع في المغرب، الذي يعد بلدا نموذجيا في مكافحة الإرهاب. فالإدارة الأميركية شديدة القلق في الوقت الراهن إزاء احتمالات التمدد لدى الجماعات الإرهابية المسلحة، واستغلال حالة عدم الاستقرار في ليبيا، وهشاشة بلدان منطقة الساحل، من أجل خلق “كيان إرهابي” جديد يقوم مقام مسمى الخلافة الإسلامية في أجزاء من سوريا والعراق، التي أجهضها التحالف الدولي. وفي هذا السياق تضع قيادة “أفريكوم” في حسابها أكثر التوقعات كارثية، بهدف الحيلولة دون حصول السيناريو الأسوأ، وهو توحد داعش والقاعدة وبوكو حرام في شمال وشرق أفريقيا، خصوصا في ليبيا ومنطقة الساحل وبحيرة تشاد، والسيطرة على بقعة من الأرض هناك وجعلها منصة ضد المصالح الغربية في المنطقة.

هذه الرؤية الأميركية تبلورت في شهر مارس الماضي، على لسان توماس وولدهاوسر، قائد القوات الأميركية في أفريقيا، عندما أعلن أمام لجنة الدفاع في الكونغرس الأميركي الخطوط العسكرية العريضة للاستراتيجية التي تنوي الإدارة الأميركية اتباعها في أفريقيا مستقبلا. وولدهاوسر ذكر بأن 15 من أصل 25 دولة الأكثر هشاشة في العالم توجد في أفريقيا، ما يعني مخاطر أكثر وجاهزية أقل.

توقعات قائد “أفريكوم” تقول أيضا إن تنظيم الدولة الإسلامية، قد يبحث مجددا عن إعادة التمركز في ليبيا خصوصا في المناطق الشرقية، عبر التحالف مع الميليشيات المسلحة المحلية والبنيات القبلية، ويمكنه استخدام عائدات النفط لتمويل عمليات إرهابية أوسع تشمل منطقة شمال أفريقيا وربما أوروبا.

بيد أن هذه التوقعات والمخططات العسكرية التي يحملها معه قائد “أفريكوم”، قد تصطدم برغبة البيت الأبيض التي تسير في المسار المعاكس. ففي شهر سبتمبر الماضي ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز″ أن الإدارة الأميركية تبحث إمكانية التقليص من وجودها العسكري في عدد من الدول الأفريقية، بما فيها تلك التي توجد بمنطقة الساحل مثل النيجر، بل ذهبت الصحيفة إلى القول إن واشنطن تسعى إلى إغلاق قواعدها العسكرية في تونس وكامرون وليبيا وكينيا، وسبع من أصل ثمان من الوحدات العسكرية المكلفة بمحاربة الإرهاب، لم تذكر مواقعها.

وبحسب الصحيفة فإن الهدف من ذلك بالنسبة للإدارة الأميركية هو التركيز بشكل أكبر على الصين وروسيا اللتين تتوسعان في القارة الأفريقية على حساب النفوذ الأميركي، كما أنه من بين الأهداف الأخرى تقليص النفقات العسكرية الأميركية، حيث يقدر البنتاغون حجم الإنفاق على الوحدات العسكرية بحوالي مئة مليون دولار سنويا.

ويبدو واضحا في ضوء ذلك أن الاستراتيجية المقبلة للقيادة العسكرية الأفريقية سوف تركز في تعاونها مع بلدان القارة، على التدريب العسكري وتبادل المعلومات، والنأي بنفسها عن الاحتكاك المباشر مع الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفريكوم واختبار الأمن الأفريقي أفريكوم واختبار الأمن الأفريقي



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya