الرباط-المغرب اليوم
لم ينه أتلتيكو مدريد الإسباني الدور الأول من الدوري في صدارة الليجا فحسب، بل إنه كان في مصاف أقوى الفرق دفاعيا في دوريات أوروبا، إن لم يكن الأقوى في القارة العجوز، حيث مني مرماه ثمانية أهداف فقط في 19 مباراة.
فلا يتفوق على أتلتيكو مدريد دفاعيا في أوروبا سوى دينامو كييف الأوكراني وزرينيسكي البوسني ولينكولن، الذي ينافس في دوري جبل طارق لكرة القدم.
مني مرمى دينامو كييف بستة أهداف في 16 مباراة خاضها، ولينكولن اهتزت شباكه أربع مرات في 14 لقاء خاضها في الدوري، وزرينسكي دخل مرماه سبعة أهداف في 18 مباراة خاضها.
ويأتي أتلتيكو مدريد خلف هذه الأندية، ومتساويا مع فيرينكفاروسي، متصدر الدوري المجري الذي مني مرماه بثمانية أهداف في 19 مباراة خاضها، ولكن هذا ليس كل شيء.
فإن مجرد مقارنة بسيطة بين مستوى الليجا وباقي هذه الدوريات، ذلك الذي يقام في جبل طارق على سبيل المثال يحل في المركز قبل الأخير في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، تجعل دفاعات "الروخيبلانكوس" هي الأقوى في القارة بلا منازع.
فعلى مستوى الدوريات الخمسة الكبرى في القارة العجوز: إسبانيا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا لا يوجد من يقارع أتلتيكو دفاعيا، ولا حتى في البرتغال وروسيا.
فقد مني مرمى بايرن ميونخ، متصدر الدوري الألماني، بثمانية أهداف فقط في البوندسليجا، لكنه خاض مباراتين أقل مقارنة بأتلتيكو مدريد، ورغم أن باريس سان جيرمان يحلق منفردا في الليج آ، فإن مرماه اهتز في تسع مناسبات من أصل 20 لقاء خاضها في البطولة.
لا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لتوتنهام الإنجليزي، حيث مني مرماه بـ16 هدفا في 20 مباراة، وإنتر ميلانو الإيطالي الذي دخل عرينه 12 هدفا في 19 لقاء، وسبورتينج لشبونة (9 أهداف في 17 مواجهة).
هذا يعكس تفوقا كبيرا لأتلتيكو مدريد، لكنه لم يأت من فراغ، فالأرجنتيني دييجو سيميوني أولى اهتماما كبيرا بالجانب الدفاعي منذ توليه مهمة قيادة "الروخيبلانكوس" بنهاية 2011، ما جعل من القوة والحسم أحد أبرز ملامح "الكولشينيروس"، التي مكنته إلى جانب خصائص أخرى من التتويج بخمسة ألقاب، والوصول إلى نهائي دوري الأبطال الأوروبي.
ويلخص سيميوني فكر أتلتيكو الدفاعي بتصريح أدلى به في الرابع من ديسمبر/كانون أول الماضي، قائلا "ننظر إلى الفرق من منظور الصلابة الدفاعية، وهو أمر لا يقتصر على الدفاع، وانما يشمل كل الفريق، والحسم الهجومي، وهو أمر ليس منوطا فقط بلاعبي الهجوم".
ويهتم "التشولو" قبل كل موسم بصورة خاصة بالتحركات التكتيكية، بهدف أن يحافظ الفريق على تماسك خطوطه وشغل المساحات بصوة تعود على الفريق بالنفع هجوميا ولا تتيح لمنافسه فرصة الاقتراب من مرماه، وهو ما جعل من أتلتيكو مدريد أقوى الدفاعات أوروبيا.