بعد مرور عامين على تتويجه بلقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا في لشبونة، يسعى ريال مدريد غداً السبت، في ميلانو أمام نفس الخصم وهو أتلتيكو مدريد لاقتناص اللقب الـ11، بفريق طرأت عليه اختلافات جذرية مقارنة بنهائي 2014، فتغير دور الفرنسي زين الدين زيدان ويحرس عرينه بإحكام كيلور نافاس كما أن هناك 5 وجوه جديدة في تشكيلته الأساسية وثلاثي هجومه "بي بي سي" في أوج تألقه.
زيدان في دور جديد:
في لشبونة كان زيدان مساعداً للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في موسم استطاع خلاله أن يتأقلم بشكل جيد للغاية مع الفريق بفضل إعجاب اللاعبين به.
وربما يتذكر كثيرون من عشاق الساحرة المستديرة ومشجعي "الملكي" تحديداً مشهداً لا ينسى خلال نهائي دوري الأبطال في 2014، عندما كان أنشيلوتي في حالة من الجمود، واضعاً يديه في جيوبه ينتظر ردة فعل من فريقه المهزوم، وينظر لزيدان الأجش الذي كان يحاول تصحيح تكتيك الفريق بحثاً عن هدف التعادل المعجزة، الذي أحرزه في اللحظة الأخيرة سيرجيو راموس، ما فتح الطريق لفريقه لإضافة ثلاثة أهداف في الوقت الإضافي ليتوج باللقب بعد غياب دام 12 موسماً.
والآن يتولى زيدان دور القائد ورغم أن توليه منصب المدير الفني للريال محل رافائيل بينيتز قوبل بانتقادات لقلة خبرته، استطاع "زيزو" أن يستعيد ثقة المشجعين ووحدة اللاعبين لبدء معركة إنقاذ الموسم.
وتمكن زيدان من إعادة فريقه للمنافسة على لقب الدوري الإسباني حتى الجولة الأخيرة، واختتم الموسم وصيفاً، محققاً أفضل ختام لفريق في تاريخ الليغا بـ12 فوزاً متتالياً، وها هو يقود "الملكي" مجدداً لنهائي التشامبيونز ليغ، الذي سيكون التتويج به إنجازاً لـ"زيزو" الذي سبق وقاد الريال كلاعب للفوز بالكأس ذات الأذنين في 2002 بهدف طائر محفور في الأذهان.
من كاسياس المتذبذب لثقة كيلور:
كان إيكر كاسياس في نهائي لشبونة اقترب من إنهاء مسيرته الحافلة مع ريال مدريد وبأسوأ صورة، فثقته بنفسه كانت تراجعت منذ عهد المدرب جوزيه مورينيو، وتعرض للكثير من الحملات المضادة، الأمر الذي انعكس على أدائه في الملعب، وتحديداً في نهائي التشامبيونز ليغ، عندما ارتكب خطأ بخروجه من المرمى وسمح لدييغو غودين بتسجيل هدف كان لولا سيرجيو راموس، سيمنح الفوز لأتلتيكو وكانت هذه ستكون النهاية الحزينة لقائد "الملكي"، إذ أنه استمر موسماً آخر مع الفريق لم يحقق فيه "الملكي" إنجازات سوى التتويج بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، قبل أن ينتقل لبورتو البرتغالي.
وخلف كاسياس في حراسة عرين "الملكي" الكوستاريكي كيلور نافاس، الذي استطاع سريعاً أن يثبت نفسه وينقل الثقة لزملائه ومشجعي ريال مدريد.
ويعد كيلور نافاس أقل حارس تلقت شباكه أهداف خلال هذه النسخة من دوري الأبطال، إذ دخل هدفان فقط في مرماه، مقابل ثمانية تلقاها كاسياس قبل أن يخوض نهائي لشبونة.
وفي حال توج نافاس مع الريال باللقب، فسيكون أول لاعب كوستاريكي يحصد البطولة.
5 وجوه جديدة في التشكيلة الأساسية:
ستشهد التشكيلة الأساسية التي يراهن عليها زيدان في النهائي خمسة وجوه جديدة مقارنة بتشكيلة أنشيلوتي، فيغيب عنها كاسياس وفابيو كوينتراو وسامي خضيرة وأنخل دي ماريا، فضلاً عن رافائيل فاران للإصابة.
أما الخمسة الجدد الذين سيدفع بهم "زيزو" هم كيلور نافاس وبيبي ومارسيلو وكاسيميرو وتوني كروس.
ورحل عن صفوف "الميرينغي" أيضاً لاعبون آخرون توجوا بالكأس العاشرة، مثل الحارس دييغو لوبيز وتشابي ألونسو وآسيير إيراميندي وألفارو موراتا.
خط وسط بروح جديدة:
بالحديث عن لاعبي خط الوسط الأساسيين، يعد لوكا مودريتش الوحيد الذي خاض نهائي لشبونة، وسيشارك غداً السبت أيضاً، ولكن انضم إليه زملاء جدد، فمركز لاعب الوسط المدافع الذي لعب فيه سامي خضيرة، مفاجأة أنشيلوتي في نهائي 2014 للدفع به رغم عدم تعافيه من إصابته، سيشغله كاسيميرو، ويدعم الكراوتي أيضاً كروس.
وبالإضافة إلى هؤلاء، كتيبة "زيزو" مسلحة بالكولومبي جيمس رودريغيز والكرواتي ماتيو كوفاسيتش ولوكاس فاسكيز الذين قد يغيروا المشهد إذا لم تسير الأمور كما يريدها زيدان.
ثلاثي "بي بي سي" في أوج تألقه:
بين ثلاثي هجوم "الملكي" كان الويلزي غاريث بيل الوحيد الذي خاض نهائي لشبونة في حالة جيدة، فالفرنسي كريم بنزيما جعل مشاركته مع منتخب "الديوك" في مونديال البرازيل على المحك بعدما خاض اللقاء وهو يعاني من تمزق عضلي، أما نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو فاعترف هذه الايام أنه كان يعاني وقتها من آلام في آوتار الركبة حالت دون تمكنه من تنفيذ ما كان يأمل فيه.
وفي ميلانو يخوض الثلاثي النهائي وهم في أفضل حالاتهم، فبنزيما تعافى من إصابته الأخيرة ويأمل في التتويج بلقب كبير في ظل الفضائح الشخصية التي تعصف به، وأدت لاستبعاده من المشاركة مع المنتخب الفرنسي في كأس الأمم الأوروبية التي تستضيفها بلاده.
وكريستيانو يسعى لتحطيم الرقم القياسي من الأهداف في نسخة واحدة من دوري الأبطال، والمسجل باسمه أيضاً بـ17 هدفاً (في موسم 2013-2014)، علماً بأن رصيده الحالي من الأهداف 16 ويعد الهداف التاريخي للبطولة بـ94 هدفاً.
ويخوض "صاروخ ماديرا" اللقاء بعدما تعافي من إصابة عضلية هو الآخر طالته في نهاية موسم الليغا، واحتكاك قوي تعرض له خلال التدريبات قبل أربعة أيام من اللقاء المنتظر.
أما بيل فهو رجل المهام الصعبة هذا الموسم ويعد صاحب هدف الريال أمام مانشستر سيتي، والذي منحه بطاقة التأهل للنهائي رغم أنه احتسب للاعب "السيتيزنز" فرناندو الذي لمس الكرة قبل أن تدخل الشباك.