أسفرت قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا عن مواجهة متجددة ومثيرة بين برشلونة الإسباني وآرسنال الإنجليزي، إذ يمثل الفريق "الكاتالوني" كابوساً دائماً لـ"المدفعجية".
فالقرعة التي أجريت في مدينة نيون السويسرية، اختارت فريقان يراهنان دائماً على تقديم كرة قدم جميلة، لكن بالرغم من ذلك لم ينجح الفريق الإنجليزي مطلقاً في تجاوز الكاتالان بالمنافسة الأوروبية الأرقى على مستوى الأندية.
فالفريقان تواجها وجهاً لوجه من قبل في 7 مناسبات بالتشامبيونز ليغ، فشل خلالها الفرنسي المخضرم آرسين فينغر في تجاوز عقبة البرسا، الذي لم يتعثر مطلقاً في دور الـ16 خلال المواسم الثمانية الأخيرة.
فالمرة الأولى التي تقابل فيها الفريقان كان في موسم 1999-2000 بدور المجموعات، بالبطولة التي كان فيها برشلونة قريباً من النهائي، بينما ارتضى آرسنال بالانتقال للعب في كأس يوفا (الدوري الأوروبي حالياً).
وفي لقاء الذهاب نجح لاعبو آرسنال في الخروج بتعادل ثمين من ملعب كامب نو 1-1ـ في المباراة التي سجل فيها مدرب الفريق "الكاتالوني" الحالي، لويس إنريكي هدف التعادل، بعد تقدم النيجيري كانو أولا لـ"الغانرز"، وكان يدرب البرسا حينها الهولندي لويس فان غال.
وفي اللقاء الآخر على ملعب ويمبلي، قدم برشلونة أفضل عروضه وفاز 4-2، شارك لويس إنريكي أيضاً في التسجيل.
ولم يصطدم الفريقان بعدها حتى موسم 2005-2006، بنهائي البطولة في باريس.
وحينها فاز الفريق الكاتالوني الذي كان يدربه الهولندي الآخر فرانك رايكارد 2-1، في نهائي تألق فيه البرازيلي رونالدينيو، ليحرز برشلونة لقبه الثاني في تاريخه بعد موسم 1991-92 ، بينما استمر حزن النادي اللندني ليواصل بحثه عن أول ألقابه بالبطولة.
والتقى فينغر مجدداً بكتيبة برشلونة، لكن هذه المرة تحت قيادة الإسباني الشاب بيب غوارديولا، وتألق في صفوف "البلوغرانا" خلال هذه المواجهة المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وكانت المواجهة في ربع نهائي موسم 2009-10، إذ تعادل الفريقان ذهاباً في لندن 2-2، رغم تقدم الفريق الكاتالوني بهدفين وقتها للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، لكن والكوت وفابريغاس أعادا الأمور إلى نصابها، لتبقي الأجواء مشتعلة.
لكن في لقاء الإياب بملعب كامب نو، لم يكن اللندنيون قادرون على إيقاف المتالق ميسي، الذي سجل 4 أهداف "سوبر هاتريك" منحت فريقه بطاقة العبور لنصف النهائي، الذي أقصي منه البرسا على يد إنتر ميلان لاحقاً.
وتكرر الأمر في موسم 2010-11 بين الفريقين، لكن هذه المرة في دوري الـ16 النهائي، الذي نجح فيه آرسنال في الفوز ذهاباً 2-1 على ملعبه، وهو يعد الانتصار الوحيد له أمام برشلونة في مواجهاتهما الـ7، وسجل وقتها للغانرز على ملعب الإمارات كل من فان بيرسي وآرشافين، ليحولا تأخر فريقهما إلى فوز، بعد تسجيل ديفيد فيا للهدف الافتتاحي للقاء، الذي أضاع فيه فريق غوارديولا أكثر من فرصة للتسجيل.
وعانى برشلونة في لقاء العودة أكثر من المتوقع لخطف بطاقة التأهل لربع النهائي، بالبطولة التي توج بها لاحقاً على حساب مانشستر يونايتد (3-1).
وسجل ميسي هدفين، وأضاف تشافي هدفاً ثالثاً، للمرور إلى ربع النهائي، في اللقاء الذي انتهى لصالح البرسا 3-1، بعدما أفزع آرسنال الكتيبة الكاتالونية بسبب الهدف الذي سجله بوسكيتس في مرماه بالخطأ.
ويتقارع الفريقان مجدداً بعد 5 مواسم في أوروبا، وكلاهما يمتلك صفات مشابهة بالرغبة في السيطرة على الكرة.
ولايزال فينفر على رأس آرسنال، الذي باع لبرشلونة العديد من اللاعبين (8 لاعبين) بإجمالي 170 مليون يورو.
وكان آخر هؤلاء المدافع البلجيكي توماس فيرمايلين، لينضم إلى إيمانويل بيتي ومارك أوفرمارس وجيوفاني فان برونكهورست وتيري هنري وألكسندر هليب وسيسك فابريغاس وأليكس سونغ، جميعهم سافر من لندن إلى برشلونة.
كما يضم آرسنال اثنين من اللاعبين السابقين لبرشلونة، وهما الظهير هيكتور بايارين (تأهل في أكاديمية لاماسيا) والمهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز.
ورغم البداية غير المستقرة للبريميير ليغ بسبب الإصابات، إلا أن أليكسيس يعد إلى جانب الفرنسي أوليفييه جيرو، من أبرز مهاجمي الغانرز.
أما برشلونة حامل لقب التشامبيونز ليغ والمرشح للفوز على حساب آرسنال الذي سيواجهه ذهاباً في 23 فبراير (شباط) على ملعب الامارات، والذي يتصدر الليغا أيضاً، فينبغي عليه الحذر من كتيبة فينغر، التي تتطلع حتماً للقضاء على العملاق الكاتالوني، وإنهاء هذا الكابوس.