بدأ قطار فريق برشلونة الذي عبر بسرعة الصاروخ ودون توقف 39 محطة بمختلف المسابقات دون هزيمة، وسط هيمنة تامة على أول ثلثين من مشوار هذا الموسم، في التباطؤ وسط انخفاض غريب في المستوى بالمنعطف الأخير من منافسات الألقاب الثلاثة التي يصارع عليها.
وجاء تعطل محرك قطار البرسا أمس السبت، في ملعب أنويتا، الذي لم يتمكن الفريق الكاتالوني من حصد سوى نقطة واحدة عليه من أصل 18 ممكنة، منذ عودة ريال سوسييداد للدرجة الأولى قبل 6 مواسم، ليؤكد أن الفريق يمر بلحظة سيئة.
ولم يفز الفريق في آخر 3 مباريات له بالليغا، إذ حصل على نقطة واحدة من أصل 9 ممكنة، وذلك بالتعادل مع فياريال بهدفين لمثلهما، والخسارة في كامب نو من الغريم الأزلي ريال مدريد بهدفين لواحد والخسارة أمس أمام النادي الباسكي.
ويعد هذا الأمر سابقة في حد ذاته، إذ أن البرسا مع لويس إنريكي لم تمر عليه أبداً 3 جولات دون تحقيق أي فوز في هذا الموسم وذلك الماضي.
هذا الأمر يعد فألاً سيئاً في حد ذاته، لأنه لكي يظهر حدث مماثل يجب العودة إلى موسم 2013-2014 حينما تعادل الفريق في آخر 3 جولات بالليغا، ليذهب اللقب لأتلتيكو الذي تمكن في الجولة الأخيرة من التتويج بعد التعادل مع البرسا في كامب نو.
وهناك دليل آخر على وجود عطب ما بتروس محرك القطار الكاتالوني، فبرشلونة مرت عليه أيضاً 5 مباريات متتالية (آرسنال وفياريال وريال مدريد وأتلتيكو مدريد وريال سوسييداد)، دون الحفاظ على نظافة شباكه.
الحقيقة أن الدفاع، أكثر الخطوط التي يجري عليها إنريكي تعديلات، ليس هو المشكلة الرئيسية التي تواجه الفريق الحالي لبرشلونة، بل أن الأمر يتعلق كثيراً بثلاثي الـ"إم إس إن" الهجومي، الذي فقد شيئاً من نجاعته في المنعطف الأخير بالموسم.
على سبيل المثال، فإن الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يسعى لتسجيل الهدف رقم 500 في مسيرته، لم يسجل منذ 4 مباريات، ويظهر في المباريات الأخيرة أن مركزه في الملعب تراجع عن قصد، وبالتالي مشاركته في الأمتار الأخيرة، الأمر الذي لا يجعل الاتصال بينه ولويس سواريز ونيمار قائماً بنفس الصورة التي كان عليها الأمر قبل ذلك بعدة أسابيع.
من ناحية أخرى يبدو أن نيمار، الذي تولى مسؤولية لعب دور البطولة أثناء إصابة ميسي لمدة شهرين دون أي مشكلة، فقد حالة الانتعاش التي كان عليها للحسم في مواجهات "واحد ضد واحد"، وهي الموهبة التي عادت بالنفع بصورة كبيرة على الفريق الكاتالوني هذا الموسم.
وحده سواريز يبدو الترس الذي لم يصبه عطب في هذا المحرك، إذ يمر بحالة مثالية في المنعطف الأخير من الموسم، فهو الذي أنقذ القطار الكاتالوني من حادث صعب كان من الممكن أن يتعرض له البرسا أمام أتلتيكو في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، إذ سجل هدفين ليقلب تأخر فريقه لفوز بنتيجة 2-1.
ولم يتمكن الأوروغوياني من المشاركة أمس السبت، على ملعب أنويتا بسبب عقوبة الإيقاف المفروضة عليه لتراكم البطاقات.
يرى إنريكي إنه وفقاً للبيانات الموجودة بين يديه، فإن الفريق يصل للمنعطف الأخير للموسم في حالة بدنية أكثر انتعاشاً، مما كان عليه الأمر الموسم الماضي في نفس الفترة، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً، فالفريق بدا عليه قدر من الإنهاك في المباريات الأخيرة.
تتمثل المشكلة الرئيسية في أن برشلونة لويس إنريكي الذي يعيش على الهجوم والضغط والاستعادة السريعة للكرة عقب فقدانها يعاني من انخفاض في حدة اللعب وتقييد الخصم، ويمكن ترجمة غياب هذا الأمر إلى شيء واحد فقط يتمثل في صعوبة بناء الهجمة.
ولم يساعد جدول المباريات كثيراً، إذ جاءت مباراة الكلاسيكو عقب فترة توقف المباريات الدولية مع المنتخبات وقبل ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال.
يجب إضافة الجانب الذهني للأمر، ففي الكلاسيكو حينما سجل بيكيه هدف التقدم احتفل لاعبو البرسا كما لو كانوا ضمنوا الفوز، ثم جاءت عودة الفريق الملكي، وأمس في أنويتا تواصلت عقدة الملعب الباسكي.
وستمثل مواجهة أتلتيكو مدريد في إياب ربع النهائي على ملعب فيسينتي كالديرون نقطة فاصلة في الموسم بالنسبة للبرسا، خاصة وأن الفريق المدريدي هو المنافس المباشر لبرشلونة أيضاً على لقب الليغا، ولا تفصله عنه سوى 3 نقاط، مع العلم بأن إشبيلية خصم النادي الكاتالوني في نهاية الكأس لا يمكن الاستهانة به.. قطار البرسا لا يحتاج لأعطال جديدة، وإلا فسيتحول الأمر لكارثة.