استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل

استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل

المغرب اليوم -

استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل

بقلم : عطاف الروضان

ما زال الطريق طويلا أمام حلم "وصول المرأة إلى العدالة" ، فالممارسات اليومية التي تقابلنا في أغلب المواقف: في  الشوارع والفضاءات والعامة وأماكن العمل وحتى المنازل ، تفصلنا سنوات عديدة بأن يتم التعامل مع المرأة  كأنسانة مواطنة  مساوية في الحقوق والواجبات  كما ينص الدستور.
وكما أن ليس كل ما يلمع ذهبا، فلا تعني الإحصاءات والدراسات والمناصب العليا والمؤشرات لتمكين النساء في الوطن العربي  الشيء الكثير، ولا تحمل الأرقام على -أهميتها - العمق المطلوب  بتمتع النساء بفضاء عام مسالم وعادل .
لا أتحدث عن جريمة قتل بسبب هاتف خلوي، طهّر على إثرها الأخ الغاضب شرف العائلة الذي ظن أنه تلطخ بسبب مكالمة هاتفية مجهولة، ولا أتحدث عن حبس في المنزل، أو ضرب وتعنيف  لزوجة أو أخت أو أم لمجرد أنها تفوهت برأي يخالف رأي الذكر العتيد في العائلة. ولا أتحدث عن عنف اقتصادي تعاني منه النساء العاملات يوميا بسبب استيلاء الأزواج أو الآباء على رواتبهن، فمكافأتهن هي السماح بالخروج من المنزل، ولا يهم إن تعرضت لتحرش  من  مختلّ في الطريق، أو عنفت من زميل أو مدير أو تعرّضت لاستغلال، فالشرف لا يمس أن لم يعرف حامي حمى الشرف بذلك!!!!
أتحدث عن أمر ابسط بكثير لكنه سببا ونتيجة لما تمر به نساءنا من المحيط للخليج من تهميش وتعنيف واستغلال، وهو لغة الخطاب المهينة والمعنفة للمرأة في أبسط الحوارات ، أو المعاملات اليومية، تهان وتسب أمام أفراد العائلة ولا يجرؤ أحد أن يدافع إذا كان المعتدي ذكرا .. أليس له حق الوصاية والرعاية  والملكية!!!
في ظل كل ما تتعرض له النساء في كل مكان، ما زال هناك إعلاميين ومواطنيين عاديين يصفون النساء ويروون قصصهن بلغة مسيئة وغير عادلة تبرر التهاون في قضاياهن وتسخفها، وتقلل من أهميتها. وما زالت نساء يشاركن منشورات مهينة ومسيئة للمرأة ويشاركن العالم السخرية من نساء بسبب شكلهن أو لونهن أو لمجرد أنهن نساء!!!! كل ذلك يجعلنا كمجتمع وكأفراد نرى أن العنف تجاه المرأة هو نكتة أو ممارسة عادية ومبررة!!
 
تبدأ القصة بأن لا مجال لأن يسمح لها أن تأكل على نفس المائدة، أو أن تشارك بحديث أو تدلي برأي أو تساهم بقرار، وإن درست فمن الصعب أن تكمل تعليمها، وأن أكملت من الصعب أن تعمل، وإن عملت فعليها حصار مطبق، وهي تعمل داخل البيت وخارجه ولا يجب أن تتعب أو تكل أو تمل.
طفل في العاشرة وصيّ عليها يتحكم بإرثها ومالها ومآلها، ويقرّر عنها، ويوقع باسمها، وهو ربما آخر الليل يطلب الحماية بحضنها خوفا ورعبا،  لأنها ببساطه هي أمه وهي من المفترض أن تكون مسؤولة عنه لا العكس، وممنوع عليها الإختلاط ، ويجب عليها أن تحشر بالسيارة مع سائق ولكن من المحرّم أن تسوقها.
وكل ذلك يهون في الحرب والفتن فهي أول الضحايا وآخر الهاربين،لأنها هي من تبقى في البيت متمسكة به للمحافظة على عائلتها، وفي دول اللجوء والمنفى هي أكثر الضحايا استغلالا وقهرا وتعرضا للعنف والاستغلال ،يشعل الرجال فتيل الحروب ويحترق بنارها النساء والأطفال وسائر الضعفاء ، لا نستطيع إيقاف حرب دموية بكلمة، لكننا نستطيع تغيير الواقع بتكرار الدعوة للإنصاف والعدالة  في المعاملة، والحقوق ولغة الحوار والخطاب، ليس للنساء فقط وإنما لكل الضعفاء في العالم .
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل



GMT 22:19 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى متى ستبقى المرأة في عالمنا العربي الحلقة الأضعف .

GMT 11:17 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

النساء في الانتخابات أرقام صادمة

GMT 16:11 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

أنا امرأة

GMT 16:54 2017 الأحد ,12 آذار/ مارس

امرأة وفقط

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya