وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك
أخر الأخبار

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

المغرب اليوم -

وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك

بقلم - محمد داودية

كبرت أسرة "فيسبوك" عندي واصبح عددنا 4961 صديقًا، وبقدر سعادتي بالعلاقة المحترمة التي تربطني بأصدقائي على "فيسبوك"، بقدر ما يسعدني أن أرى العلاقة المحترمة موجودة بين الكثيرين من الأخوة والأصدقاء والأبناء.

وحقق "فيسبوك"  خاصة ووسائل التواصل الاجتماعي على العموم ثورة في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وأتاح فرصًا خرافية لبني البشر للتعارف والتواصل والعثور على بعضهم البعض بعد عقود طويلة من الانقطاع، كما حصل معي، فقبل ذهابي إلى أميركا في آب 2011 مع ابن أخي زيد أبو عابد وابن صديقي سيف مهند العفوري وابني حسن أبو علي الطفيلي، لتسجيلهم في الجامعة، صادف أن وجدني على "فيسبوك"   الاستاذ عيسى بطارسة، الشاعر المهجري العذب والناشط الثقافي البارز، صديق الطفولة في المفرق، ولما أضافني وأضفته، عثرت في صفحته على منجم حقيقي من أصدقاء الطفولة.

ووجدت في قائمة أصدقاء عيسى بطارسة ، أصدقاء الطفولة في المفرق: الشاعر المتميز سرحان النمري والروائي البارز سمير اسحق والكابتن الوسيم الطيار فراج فراج والأب المتفاني اميل حداد، وتكلمت هاتفيًا وأنا هناك مع الإعلامية والشاعرة الكبيرة سلوى السعيد، كما أتيح لي أن أقابل عددًا من الأردنيين في كاليفورنيا، زرتهم في جمعيتهم – جنوب كاليفورنيا للعرب الأميركيين - وتعرفت في الزيارة على نماذج أردنية باهرة مثل  الفريد في انتمائه وعطائه الشيخ فارس حداد رئيس الجمعية والناشط القومي التقدمي يعقوب خوري ورجل الأعمال الرائع بطل رياضات الدفاع عن النفس سمير جبر، ورجل الأعمال البارز عماد ملحم، والخلوق الكريم على العطيات والرجل النشمي عصام الربضي، وجددت صلتي بالأصدقاء الآخرين بعيدي مكان الإقامة.

وانعقدت صداقات عزيزة عليّ في شيكاغو، بفضل "فيسبوك"  والواتساب، مع القنصل الفخري الأردني في شيكاغو السيد إحسان الصويص والشيخ عصام العوران والشيخ غازي أبو شلفة ورجل الامن البارز نصري الربضي والمصرفي مايكل أدولف الصويص، وكما في كل منتجات العلم والتقنيات في العالم، فحيث تتوفر منافع تقنية مذهلة،  لا بد من ضريبة تقابلها، أي في مقابل التمتع بالمزايا لا بد من دفع الاثمان والضرائب، ويظل الدفع أقل بما لا يقارن مع القبض.

قدمت لنا التكنولوجيا الطائرة التجارية التي تحملنا إلى أحبائنا واشواقنا في ما وراء الشمس والقمر والبحار، وقدمت لنا إلى جانبها، الطائرة الحربية المقاتلة التي تحمل القذائف المدمرة والصواريخ بالغة الدقة وفائقة التدمير، وللانسان أن يأخذ ما يتفق مع مصالحه وأهدافه، وقدمت لنا التكنولوجيا "الانترنت"، فصار ممكنًا إنشاء الويكيبيديا التي تقدم لنا مكتبة من المعلومات، بكبسة زر. وصار ممكنًا إنشاء منصات التواصل الاجتماعي والحصول على المعلومات والأخبار بلمح البصر، وبالطبع جعلتنا التكنولوجيا أكثر دقة وأكثر تنظيمًا، وقدمت لنا التكنولوجيا، خيرات الطب والزراعة والمعرفة والاتصال والتسلية والمواصلات وغزو الفضاء والمحيطات والبناء وتكثير الطعام وحفظه والتبريد والتدفئة ...الخ، من الخيرات التي لا تحصى. 

والوجه الآخر للتقدم العلمي، هي الكوارث التي تقع نتيجة سوء استخدام هذه التكنولوجيا ومنها حوادث السير وسقوط الطائرات والقدرات التدميرية الهائلة المتمثلة في السلاح النووي، ومن طرائف ما يروى في هذا الباب أن الرئيس الأميركي جون كندي قال للرئيس الروسي نيكيتا خروتشوف: عندي أسلحة نووية أستطيع بها تدمير العالم مرات عدة، رد عليه خروتشوف: لا حاجة لتدمير العالم مرات عدة، عندي ما يدمره مرة واحدة.

وفي جزئيتنا البسيطة، من عالم التكنولوجيا المنفلت من عقاله، وهي وسائل التواصل الاجتماعي عمومًا ، وفيسبوك خصوصًا، فإنها لا تشذ عن القاعدة، التي تقول إن التكنولوجيا خير عميم فيها شر قليل، وطبيعي أن تبرز أحيانًا مؤشرات وسلبيات تؤثر على السلم الاجتماعي، وعلى الحريات العامة وعلى القانون والدستور، جراء الاستخدام غير الرشيد وغير القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى استغلالها في التحريض والإساءة الى الثوابت الوطنية واستخدامها من قبل البعض لاغتيال الشخصيات وتصفية الحسابات وإثارة الفتن الطائفية والإقليمية والجهوية والعرقية.

وفي المقابل يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة الغلو والتعصب وخطاب الكراهية ومشروع التطرف وتعميم الثقافة السياسية والمدنية وقيم المواطنة والديمقراطية والتسامح والمحبة والاعتدال والوسطية واحترام التعددية والتنوع والرأي الآخر وتفعيل الجوامع الوطنية المشتركة وتعظيم قيم الحوار الوطني والتعريف باهمية الدولة المدنية واليقظة على أهداف المُغرِرين والمحرضين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك



GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 12:47 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

صحافة المنزل

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:36 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

بين إعلام الحقيقة وإعلام المنتفعين

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:54 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة للديكورات الخاصة بـ"ممرات المنزل"

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 05:42 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة بندريس السعيد الصحافي السابق بوكالة الأنباء

GMT 19:20 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

عرض ميسي المُذهل وعودة بيل الأبرز في جولة الليغا

GMT 08:17 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

النيابة تطالب بسجن مروّجي كفتة الكلاب 10 سنوات

GMT 21:31 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

خريبكة تحتضن الملتقى الجهوي الأول للإعلام والتواصل

GMT 07:26 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أفضل 5 شواطئ في العالم لعام 2018

GMT 07:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار عملية لتنظيم "غرفة الغسيل" بشكل مثالي

GMT 22:14 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

"بي إم دبليو" تستعرض سيارة الأحلام الكهربائية "iNext"

GMT 11:00 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات تحديث أكتوبر "Version 1809" الخاص بنظام ويندوز 10

GMT 04:26 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

طرق الحفاظ على بريق المجوهرات المصنوعة من الألماس

GMT 19:29 2018 الجمعة ,27 تموز / يوليو

صلاة الكسوف والخسوف بين الحكمة والأحكام

GMT 01:44 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى توضح عادتها السيئة قبل السفر بساعات
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya