البرامج الإذاعية الصباحية

البرامج الإذاعية الصباحية

المغرب اليوم -

البرامج الإذاعية الصباحية

بقلم - علي حياصات

يتشابه الصباح تقريبا في كل أقطار الوطن العربي  من خلال الاستماع للبرامج الإذاعية المختلفة ولكن تبقى برامج الصباح سواء على الفضائيات أو من الإذاعية تغرد منفردة بتلونها من خلال ما تقدمه من برامج متنوعه تخاطب فئات المجتمع باختلاف مضمونها  وتجددها الدائم؛ 

ونظرا لارتباط الصباح دائما بالذهاب إلى مكان العمل أو العودة منه من خلال وجودنا في السيارات أو وسائل النقل العمومية الأمر الذي يجعل  التنقل من إذاعة إلى أخرى أمر طبيعي للبحث عن المحتوى الذي نحب أو يناسب فكرنا وتفكيرنا  حيث التنافس الواضح بين البرامج الصباحية سواء الخدماتية  التي تمس قضايا الناس وتعالج مشاكلهم، وبين البرامج الصباحية الحوارية او الناقلة للمعلومة أو الذي يعتبرها البعض للمشاركة والنقاش ؛ 

 هذا النوع من البرامج (الخدماتية) اجتذب فئات واسعة من المجتمع لعدة عوامل من ابرزها حاجة الناس إلى إيجاد حلول لمشاكلهم الخاصة أو عدم معرفتهم بالطرق اللازمة لحل المشكلة ما يجعلهم يلجؤون للإذاعة كأحد الحلول المتوفرة لما للإعلام من جاذبية وسلطة أدبية يمتلكها الإعلاميون بما يعطي شعورا للمواطن بان مقدم البرنامج يمتلك كاريزما تمكنه من حل المشكلة.

 البعض اتهم هذه  البرامج بانها " برامج تنفيسية لا تصنع تغييرا جوهريا، لأنها تعتمد على اتصالات من مواطنين شاكين من مشاكل فردية وثانوية، مثل ماسورة مكسورة أو شارع غير  معبد  وإذا تمت متابعة الشكوى مع المسؤول المعني يكون الحل فرديا لصالح المتصل فقط. "
لكن اعتقد ان مقدم البرنامج الناجح والذي يمتلك الثقافة والمفردة وقوة التأثير يمكن ان يغير في فكر المستمع ويوجهه نحو الإيجابية أو التفكير الإيجابية ويستثمر منبره الإعلامي ليكون زارعا للفكر الصحيح وموجهها للناس وللمواطن نحو الصح بالإضافة إلى تعزيز القيم الدينية  الاجتماعية والأخلاقية من خلال طرحه لمحتوى الشكوى او الموضوع 
ومن هنا لا اعتقد ان نجاح البرنامج فقط من خلال إيجاد الحلول للمشاكل الفردية ولكن من خلال بث الرسائل التوعوية والرسائل التي تعزز الفكر الإيجابي والمسؤولية الاجتماعية عند المستمع .ولا اعتقد أن المستمع يقبل أن يتطاول المذيع على المسؤول بل يجب ان يكون النقد للسلوك وليس للأشخاص ..إضافة إلى الالتزام بأدبيات المهنة الإعلامية من خلال الالتزام بمبدأ الحرية الإعلامية التي يجب أن تكون مؤطرة بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية وان لا تكون مجردة لان الحرية المطلقة تعطي في النهاية مفسدة مطلقة ..

ومن جانب أخر يجب أن تكون لغة مقدم البرنامج لغة بسيطة سهلة ليست مقعرة او شعبية جدا ..ليكون المذيع اقرب للمستمع مما يساهم في تشكيل كاريزما محببه للمستمع ..
والتواضع هو اهم سمه يجب ان تبقى من أساسيات العمل الإعلامي. فالغرور هو بداية النهاية لأي إعلامي 

 لكن للأسف وبسبب الخلل في التواصل أو إمكانية إيصال الملاحظة من  المواطن إلى الأجهزة الرسمية يعطي مبررا للجوء المواطن إلى طلب حقه عبر هذه البرامج وهذا مؤشر خطير  على وجود نوع من ضعف الثقة بين المواطن والحكومة مما يساهم في خلق شعبية لبرامج تسمح بوضع المسؤول أمام واجباته تحت ضغط الإعلام, والأصل في الإعلام بشكل عام أن  يمارس دورا  رقابيا وخدماتيا واجتماعيا واختلاف الفكر وشريحة المستمع كان له اكبر الأثر في استمرار كل أنواع البرامج الصباحية ومن هنا لابد من احترام فكر المستمع من خلال تقديم مضمون إعلامي   هــادف يميل دائمـــا للإبداع الذي يحترم عقل وإنسانية المستمع ، والارتقاء بنوع المادة الإعلامية المُقدمة،  والذي يجب أن نركز عليه هنا أن نجاح أي برنامج إذاعي صباحي يكمن فـي نسبة المستمعين، لان  المُستمع له القدرة على أن يميز الهفوات والأخطاء التي يقع فيها بعض البرامج أو الانحياز لجانب على حساب الآخر أو افتقار المذيع للثقافة ..

بشكل عام اعتقد أن البرامج الصباحية يجب أن تحرص على التنوع والتجديد في الطرح؛ فهذا من شأنه أن يجذب المستمعين بلا شك، حيث الترفيه وبث الثقافة والمعرفة وشتى المواضيع والأحداث الحياتية بشكل مُشوق.

 أن معيار نجاح البرامج الإذاعية عموما، والصباحية منها خصوصا ، احترام المستمع من خلال بث المُفيد كتناول أخبار الصحف، والتطرق للأحداث والقضايا المهمة، إضافة إلى الموضوعات الاجتماعية و التقنية والتكنولوجية.

 للبرامج الصباحية الإذاعية شريحة جماهيرية أكبر وأوسع من التلفزيونية؛ فالإذاعات في معظمها تتّكل على البرامج الصباحيّة لأنّها تتمتّع بنسبة عالية من المستمعين، وسر نجاح أي برنامج صباحي إذاعي يرجع إلى المذيع أولا وأخيرا، من خلال اختياره باقة الموضوعات والقضايا التي سيطرحها في البرنامج. إضافة إلى تميز أسلوبه فـي الطرح؛ فالمذيع يجب أن يطور نفسه لينجح ويتميز وذلك من خلال استغلاله الفترة الصباحية بطرح موضوعات تجمع بين الجدية والترفيهية المُتنوعة، إلى جانب استضافة ضيوف يثرون البرنامج بالمفيد.

فالبرامج الصباحية لا تتشابه، وإنما تخضع لشخصية المعدّ والمقدم اللذين يجب أن يعملا بجد وتناسق لتحقيق نجاح البرنامج وعدم الاستخفاف بهذه الفترة من خلال بث أخبار لا معنى لها أو طرح موضوعات لا قيمة لها أسـاسا. والسلاسة في الطرح، والقدرة على المنافسة من خلال إضافة الجديد دائمـا،

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرامج الإذاعية الصباحية البرامج الإذاعية الصباحية



GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 12:47 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

صحافة المنزل

GMT 22:35 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

الضبط الذاتى للصحافه والاعلام

GMT 03:47 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

ربي يقوي عزايمك يا يمه ...

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 08:28 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:36 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

بين إعلام الحقيقة وإعلام المنتفعين

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya