العمود الفقري محور نقاش طبي

العمود الفقري محور نقاش طبي

المغرب اليوم -

العمود الفقري محور نقاش طبي

فايـز أبو حميـدان

ان رفض الناس العيش بأوجاع الظهر ورغبتهم في ممارسة الحركة ووعيهم الرياضي المستمر وخاصة في سن متأخر كل هذه العوامل جعلت الانسان لا يتقبل استمرار الحياة بوجود أوجاع للظهر، والتي ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجةً لعادات وتقاليد اكتُسِبت بفضل التقدم بالتكنولوجيا كالجلوس لساعات طويلة وخاصة أمام أجهزة الكمبيوتر أثناء العمل وفي البيت.

كشفت احصائيات أجريت مؤخراً أن حوالي 40% من الناس يعانون من أوجاع الظهر بشكل مزمن أو غير مزمن، وأحياناً تزول هذه الأوجاع دون علاج وبعضها يصبح مصدر قلق دائم ويؤدي إلى حدوث اضطرابات في الحركة والنوم.

فعلى الرغم من تطور عمليات جراحة العمود الفقري بشكل واضح في السنوات الأخيرة، نتيجة التطورات التي طرأت على الأجهزة والمعدات وطرق التخدير المختلفة والتي بفضلها أصبحت الأساليب الجراحية بسيطة وغير معقدة وأصبح بالمقدور معالجة كبار السن والحالات الصعبة والمعقدة، إلا أن هناك انتقادات عديدة للتسرع في اتخاذ القرار لإجراء العملية سواءً من قبل المريض نفسه أو الطبيب والتي مازالت نقطة خلاف حادة، وهنا يتم طرح سؤال هام وهو هل كل شيء ممكن مفيد ؟؟

أثبتت دراسة صادرة عن شركة بارمر الألمانية للتأمين الصحي وجود زيادة ملحوظة في عدد عمليات الظهر بنسبة 50% من عام 2006 إلى عام 2014، وزيادة في عمليات الديسك بنسبة 12.2%، وزيادة واضحة في عمليات تثبيت وتوسيع فقرات العمود الفقري، ويتم البحث الآن عن الأسباب التي بدروها أدت إلى ازدياد أعداد العمليات لإيجاد حلول مناسبة.

فعند الحديث عن الأسباب لا شك بأن السبب الأول وراء الإقبال الكبير على العمليات الجراحية وازديادها بشكل كبير وملحوظ هو تولد الرغبة لدى المرضى في التخلص من الأوجاع بسرعة وبأي طريقة، الأمر الذي يدفع الأطباء أيضاً لاتخاذ قرار جراحي سريع، فتآكل الغضاريف والعظام مسألة طبيعية تتزامن مع التقدم في السن، كما ان نشوء ما يسمى بالديسك أمر عادي أيضاً، ولكن يجب إيجاد علاج لهذه التغيرات والتعامل معها على أنها أمر طبيعي نتيجة التقدم في السن ليس أكثر، وأن نبذل كل ما بوسعنا لاتخاذ القرار الصحيح وإشراك اختصاصات متعددة في ذلك كالعلاج الطبيعي مثلاً، لذا يجب ان يكون الخيار الأول للعلاج هو جعل الاجراء الجراحي هو المرحلة الأخيرة وفسح المجال للعلاجات الأخرى وفي حال فشلها يمكن ان نتخذ قرار بالإجراءات الجراحية، فالحركة وممارسة الرياضة بشكل مستمر هي الخيار العلاجي الأول، أما بالنسبة للإجراءات الوقائية الأخرى فهي تتمثل في الجلوس بشكل صحيح وذلك بأن يكون الظهر معتدلاً وخاصة عند الجلوس لساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، بالإضافة إلى مراعاة وضعية العمود الفقري أثناء حمل الأشياء الثقيلة، وتخفيض وزن الجسم .

وهناك أيضاً توجهات ونصائح للمرضى لأخذ آراء مختلفة من عدة جهات للتأكد من أنه تم اتخاذ القرار الصحيح وهل بالإمكان الاستعاضة عن الجراحة ببدائل أخرى، فالمطلوب من المريض أيضاً التحلي ولو قليلاً بالصبر وعدم الضغط على الطبيب لاتخاذ قرار جراحي قد تكون نتائجه غير مرضية وتبقى الأوجاع رغم العملية الجراحية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمود الفقري محور نقاش طبي العمود الفقري محور نقاش طبي



GMT 08:21 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

عملية حلقة المعدة وعملية التكميم

GMT 10:38 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اداب استخدام التراسل عبر الواتس اب

GMT 21:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مضاعفات تعاطي الحشيش

GMT 07:47 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

كيمياء العطاء

GMT 09:53 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ملفات في الدماغ

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya