إدمان الموبايل

إدمان الموبايل

المغرب اليوم -

إدمان الموبايل

بقلم : عصمت حوسو

يعتبر مرض "النوموفوبيا" من الأمراض نفساجتماعي الحديثة في العصر الحالي، فهو شكل من أشكال القلق ولكن بصبغة حديثة؛ فيظهر بسبب التوتر الناجم عن استخدام أدوات العولمة في العصر الحديث بطرق (سلبية)، ويسيطر شعور الخوف على الشخص المصاب به في حال عدم توافر جهاز (الهاتف الذكي: الموبايل) في متناول اليد بسبب فقدانه أو نسيانه، أو في حال عدم كفاءة الجهاز بسبب نفاذ شحن البطارية، أو انتهاء الرصيد، أو عدم وجود تغطية لشبكة الانترنت. فيبدأ الشخص بالشعور بالقلق لاعتقاده أنه منقطع عن العالم الخارجي بسبب انقطاعه عن شبكات التواصل الاجتماعي وانقطاعه عن التواصل مع العائلة والأصدقاء.

ينتشر هذا المرض بين الرجال والنساء على حد سواء ولكن تفوق نسبة انتشاره بين الرجال عن النساء، كما ويتركز انتشاره في الفئة العمرية ما بين " ١٨-٢٤"

أعراض النوموفوبيا :

- عدم القدرة على إطفاء جهاز الهاتف الذكي بأي حال.

- الاستمرار في التشييك على الرسائل النصية والتلفونات الواردة بشكل هوسي.

- التشييك بشكل مكثف على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى: كالفيس بوك، تويتر، انستغرام، الواتس اب وغيرها. 

- التشييك في التطبيقات الأخرى التي يتم تحميلها في الهواتف الذكية.

- التشييك على شحن بطارية الهاتف باستمرار.

- اصطحاب جهاز الهاتف الذكي في جميع الأماكن حتى أثناء استخدام الحمام.

ومن الأعراض المتقدمة الأخرى للنوموفوبيا:

- التخلي عن أو نسيان مواعيد الأكل والشرب و عدم الاندماج والتمتع في المناسبات الاجتماعية بسبب الانشغال في الهاتف الذكي.

- ظهور حالة من الهلع في حال فقدانه أو نسيانه أو نفاذ البطارية أو كونه خارج التغطية.

- نزول المزاج لأي سبب يرتبط بالهاتف الذكي.

- الشعور بالإرهاق العام أو التعب الجسدي بسبب كثرة استخدامه.

ويتطور النوموفوبيا من القلق "رهاب انقطاع التواصل الاجتماعي عبر أجهزة الهواتف الذكية"، الى الإدمان على استخدام وسائل التواصل الحديثة بجميع أشكالها. ويمكن علاج هذا المرض سواء كان في مستوى القلق أو حتى في مستوى الإدمان، وإذا وصل الشخص إلى حالة الإدمان وأيقن أنه مدمن من "وعيه الذاتي"، وقناعته الشخصية فعندئذ يتم علاجه كما يتم علاج الإدمان مع بعض الاختلافات حسب تقدير الطبيب، وأشارت بعض الدراسات إلى أنه في حال وصول الشخص المصاب بالنوموفوبيا إلى حالة الإدمان فستظهر عليه الأعراض الانسحابية تمامًا كما تظهر في حالة الإدمان على العقاقير أو الهيروين أو الكحول. 

قد لا يسبب هذا النوع من الإدمان الأضرار الجسدية كما يسبب الإدمان السابق ذكره، ولكنه يسبب أضرار جسدية ونفسية واجتماعية بشكل آخر لا تقل خطورة عنه. 

لقد أدى التلميح إلى تصنيف النوموفوبيا كمرض إلى حالة من الجدل بين المختصين والمختصات في هذا المجال، فهناك من يعتبره رهاب نفساجتماعي كشكل من أشكال القلق وشكل حديث للإدمان، وهناك من يعتبره نمط من أنماط الحياة الحديثة التي يجب أن نتعايش معها، وضرورة التكيّف مع العصر الحديث من خلال المرونة في استخدام أدواته بطرق "إيجابية".

فالرهاب يُعرّف بأنه "خوف غير منطقي وغير مبرر" فهل الخوف الناجم عن انقطاع استخدام الهاتف الذكي لأي سبب كان يعتبر رهاب وشكل من أشكال القلق أم أن هذا هو نمط الحياة الحديثة فقط !!! واذا أردنا أن نطبق فكر ابن خلدون على هذا الأمر نجد أنه لم يعد الهاتف الذكي من كماليات الحياة في العصر الحديث، وإنما أصبح من أساسياتها وضروراتها؛ فقد نوّه هذا العلامة في مقدمته بأن حاجات الإنسان الكمالية تتحول مع تطور الزمن إلى حاجات ضرورية".

اعتقد أن الإجابة على هذا التساؤل وحل ذلك الجدل الدائر تحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الظاهرة " النوموفوبيا" خصوصًا في المجتمع العربي، وحتى ذلك الحين يمكن التغلب على أعراض الانقطاع الإدمانية على الهاتف الذكي من خلال الإحلال بالكتاب، بالبشر العاديين ليسوا الكامنين وراء الشاشات، بالموسيقى، بالتأمل الذكي أو الساذج لا فرق، بالرضا عن فكرة الاسترخاء الإجباري من لهاث الحياة وبناتها وكدرها، بأي شيئ إنساني بديهي فقدنا متعته مع حمى إلكترونيات (ستيف جوبز) ومنافسيه، كل ذلك وأكثر قد يسعف معظم المدمنين أو مفرطي التكنولوجيا.

بجميع ما سبق وليس برغمه نستطيع التحديد بدقة درجتنا على سلم إدمان الهاتف المحمول غير المحمود وطلب المساعدة فورًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان الموبايل إدمان الموبايل



GMT 08:21 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

عملية حلقة المعدة وعملية التكميم

GMT 10:38 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اداب استخدام التراسل عبر الواتس اب

GMT 21:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مضاعفات تعاطي الحشيش

GMT 07:47 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

كيمياء العطاء

GMT 09:53 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ملفات في الدماغ

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya