أحببت أحمد زكي

أحببت أحمد زكي

المغرب اليوم -

أحببت أحمد زكي

غنوة دريان

لا يزال يسكن وجداني حتى هذه اللحظة تعدّدت ألقابه والجميع أجمع على عبقريته، كنت اعتبر ذلك شيئًا بديهيا للغاية، وكل ما كنت أتمناه هو أن أراه عن قرب بعيدًا عن صفتي الصحافية بل كإنسانة تعشق فنّ السينما، فما بالكم إذا كنت على موعد مع أحمد زكي.

 كنت أريد أن أقترب من تلك التركيبة غير العادية  المعجونة بالكفاح والفقر واليُتم  ولكنها تنتصر على كل شيء ليتربع صاحبها على عرش "التشخيص" كما كان يحب أن يقول، كان اللقاء في هيلتون رمسيس وحدد اللقاء بسرعة، وقال بعد نصف ساعة أو لا لقاء، نصف ساعة اعتبرتها دهرًا  هرعت إلى الأوتيل  وكان ينتظرني في مكانه المعتاد، الجميع يعرفه ويحييه ويقترب للسلام عليه، وكان عفريت دوره في "معالي الوزير" ما يزال يسيطر عليه لذلك احببت اللعبة وأردت الدخول معه من حيث يحب.

 فقلت له أنا سعيدة جدا بلقاءك معالي الوزير،  كان فرحًا باللقب كطفل صغير وكان لا يزال تحت تأثير الدور الذي لعبه في الفيلم عصبي، نعم،  يتكلم بسرعة وكأنه يلهث، نعم،  ولكنه إنسان غير عادي، لم أشاهد في حياتي، وأنا التي قابلت بكل بتواضع أكثر من نصف فناني مصر ممثلًا يشدك إلى عالمه بسرعة الصاروخ وتعيش معه قانون اللحظة، لحظة الإبداع اللا محدود وتنبهر بالطريقة التي يحدثك بها عن أدواره وينتهي اللقاء لأنه كان على موعد مع تسلمه لجائزة أحسن ممثل عن فيلم "معالي الوزير".

من هو هذا الممثل؟ ما هي طينته ؟ سرّ غريب أو سرّه الغريب، عدنا والتقينا في مدينة الإنتاج الاعلامي حيث مقرّ الاحتفالية، دخل وحيدًا دون هرج ولا مرج لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، لماذا؟ حتى الآن لا أعرف السبب، صافحته مرة أخرى مرددة كلمة "معالي الوزير" كانت ملامحه قد تغيّرت إلى حد بعيد، خجل شديد، ويريد الدخول بسرعة إلى القاعة، ألا يعرف هذا الرجل مقدار عبقريته ومقدار حب الناس له؟

 للأسف الشديد كان يظن بأنه يُمثّل ويذهب إلى منزله أو بالأحرى إلى فندقه ويرحل، لا لم يرحل ما زال هنا في قلب ووجدان كل من يعشق فن التمثيل وبعد أقل من عام قابلت فلذة كبده هيثم في دمشق أثناء عرض فيلم "حليم"، وبكل الحب وبكل المودة قابل هيثم اقترابي منه وجلوسي أمامه في العرض الخاص، وكنت اول من صفّق له بعد انتهاء الفيلم وكأن التصفيق عدوى فدوّت القاعة بالتصفيق للموهبة الواعدة، وبعد عرض الفيلم ذهبنا مشيا على الأقدام من دار العرض حتى فندق الشام وبرفقتنا محمد وطني مدير أعمال والده، لم يتكلم طوال الطريق كان الألم يعتصره، فالشاب فقد كل من أحبه، والدته وجده وجدته وخاله وأخيرا والده، كان يشعر بوحدة قاتلة وألم ما بعده ألم.

  لم نتحدث كثيرًا ولكنه كان مرتاحا بأن ثمة من يحميه من المتطفلين الذي التفوا حوله يسألونه ،وكيف كانت اللحظات الأخيرة لوالدك؟ وكيف تلقيت نبأ وفاته؟ وهل كنت معه؟  وكأخت كبرى أمسكت بيده وقلت له "يلا هيثم عندنا مواعيد في الفندق" فشعر وكأنني أنقذته فسرنا معا وإلى جانبنا وطني، وكان ينظر إليّ نظرة امتنان وشُكر لأنني أنقذته من فخ المتطفلين ولم أره بعد ذلك. مرّت سنوات على "حليم" ومرّت سنوات على رحيل ذلك العبقري الأسمر وما زال احمد زكي يسكن في وجداني يشاركه اثنان عبد الحليم حافظ وسعاد حسني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحببت أحمد زكي أحببت أحمد زكي



GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب

GMT 21:18 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

صلاح نظمي الفنان العاشق

GMT 18:27 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

في حب الأسمرين

GMT 18:47 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

زواج عبد الحليم وسعاد والحيرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya