أفكار لا تموت

أفكار لا تموت

المغرب اليوم -

أفكار لا تموت

بقلم إبراهيم حسن

ان عقولنا هي ارزاقنا وعلى قدرها تكون افكارنا وكثير منا رزقه مدفون يحاول الخروج الي الحياة الا ان صاحبه يأبى عليه ذلك محاولا اقناع نفسه بأنه لا فائدة او ان فكرته قد تثير السخرية لدي الاخرين او انها مستحيلة وغير قابلة التنفيذ او انها ليست بقدر طموحه. فتظل الفكرة حبيسة مخاوفه لا تخرج ابدا الي الناس وربما تدفن معه وهو لا يعلم ان الامر لم يكن تقدير او تنفيذ الفكرة. بل فقط طرحها للحياة. لربما كانت مثل بذرة دفعها صاحبها الي الارض لتمكث زمنا طويلا مستعدة للإنبات. انتظارا لعوامل حياتها وقد تلوح هذه العوامل بعد موت صاحبها بزمن. فعلينا نحن الا نهدر اغلي ما يمكن ان يفعله الانسان والذي لا يستطيع أي كائن من كان ان يفعل هذا الامر غيرنا. امانة الله التي حملناها
وربما لا نعلم. ان جل اهتمام المنقبين ليس عن كنوز او احجار ومعادن. بل عن أفكار ومعلومات. وان فكرة واحدة قد تغير العالم كله ولسنا لها نابهين. وربما نظن أيضا ان الأفكار لا يجيدها الا المتعلمون والقراء المثقفون وهذا من ظن السوء لوأد كل جديد قد ترسله السماء الينا. فكل منا لديه القدرة علي تلقي افكارا من السماء فهي من رزقه وهو يعرف انها أرسلت اليه فليس له حق حبسها عن الناس. وقد امرنا الله بالنظر في الأرض وفي أنفسنا ليرينا ما يسهل علينا حياتنا ونصل به الي مبتغانا.  فيقول ربنا  { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة العنْكبوت 20) ويقول { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } (سورة الذاريات 21)
وخوفنا من فشل هذه الأفكار. لا يجعلنا نئدها ونحن لا نعلم ان بعض الأفكار الفاشلة والتي لم تصل الي هدفها. قد غيرت العالم فقد ذهب كولومبوس ليكتشف الهند فاكتشف أمريكا. وأبحر السيد كوك ليكتشف كتلة اليابسة في القارة القطبية فيجد استراليا. ومن الممكن ايضا ان تغير هذه الأفكار مصير من تركها وذهب الي حياة اخري لا يحمل شيئا يوشك ان يسقط. فتأتيه هذه الأفكار التي آثر ان ينتفع بها الناس بعد وفاته. لتحمله الي جنته ومبتغى امره في الحياة الاولي
فالأمم تخبو وتشرق والانسان يموت ولكن الأفكار ابدا لا تموت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفكار لا تموت أفكار لا تموت



GMT 09:22 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

"أديب ذو سجون " للكاتب المغربي عبده حقي

GMT 04:13 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تدريس مادة التربية الإسلامية والمسيحية بالأمازيغية

GMT 12:20 2019 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

فتاة القطار

GMT 17:55 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 12:05 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

أجيال

GMT 19:07 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 14:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الحُرّيّة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya