الدار البيضاء _ محمد خالد
كشف لاعبان مغربيان يعيشان وضعية متشابهة عن موقفين متناقضين، الحديث هنا يدور عن حكيم زياش مهاجم نادي "توينتي" الهولندي وسفيان بوفال مهاجم نادي "ليل" الفرنسي، اللذين يحملان جنسية مزدوجة، مغربية – هولندية، بالنسبة الأول، ومغربية - فرنسية للثاني، ما وضعها أمام مقصلة اختيار المنتخب الذي سيمثلانه على المستوى الدولي.
زياش برهن عن شجاعة كبيرة ووطنية يضرب بها المثل، بعدما رفض الانصياع لضغوطات الإعلام الهولندي، وأعلن اختياره اللعب للمنتخب المغربي، دون قيد أو شرط، رغم أنه مطلوب بشكل كبير لدعم صفوف منتخب "الطواحين" المدجج بالنجوم.
صحيح أن زياش سبق أن لعب لمنتخبات هولندا الصغرى، لكنه حين قرر الاستجابة لنداء القلب، وفضل تمثيل بلد أجداده، بعيدًا عن أي مساومات مادية أو معنوية، بل أن وقوفه في وجه إعلام هولندي متحامل واستفزازي، وتصريحه مباشرة في قناة محلية، أنه اختار اللعب للمغرب عن قناعة ولن يغير رأيه، دليل واضح عن حبه لبلده الأم، فلا يسعنا إلا أن نرفع له القبعة على موقفه هذا، إذ ليس من السهل أن يرفض أي لاعب حمل قميص منتخب تاريخي ومرجعي في الكرة العالمية، كمنتخب هولندا، خصوصًا أن مدرب هذا الأخير حاول إقناع زياش بالتراجع عن قراره، لكن اللاعب رفض وتشبث بموقفه .
إن زياش قدم من خلال اختياره درسًا في حب الوطن نتمنى أن يترجمه على أرضية الملاعب التي ستطأها قدماه وهو يحمل قميص " الأسود"، إلى تألق وإنجازات تكتب في تاريخه كلاعب، وفي تاريخ الكرة المغربية التواقة إلى العودة للتألق بعد إخفاقات متتالية.
في الجهة المقابلة لا يمكن وصف ما قام به سفيان بوفال سوى بأنه طمع وشجع من لاعب حاول استغلال قميص المنتخب الوطني لتحقيق مصالح مالية، بعد أن طالب بتعويضات وامتيازات مقابل الدفاع عن ألوان " الأسود" عوض "ديكة " فرنسا، حيث حاول استغلال الوضع لصالحه بطريقة مقززة، تثير الاشمئزاز، ربما كان حريًا به أن يعلن رفضه لدعوة الناخب الوطني مباشرة، عوض أن يلجأ إلى هذا الأسلوب الملتوي، لأن اللعب للمنتخب المغربي هو في حد ذاته مكافأة وجائزة تمنح للمـتألقين الوطنيين فقط.
أعتقد أن أفضل رد على بوفال ما فعله الناخب الوطني بادو الزاكي، حينما أقفل خط الهاتف في وجهه، وأخبره بان القميص الوطني ليس للمساومة، وهنا أريد أن أهمس في أذن بوفال وأقول له، لقد ضيعت فرصة مثالية لصناعة اسم كبير في الكرة المغربية، صحيح أنك لاعب موهوب، لكن الموهبة ليست كل شيء، وأذكرك بأسماء مغربية كثيرة، فضلت الدفاع عن قميص المنتخب الفرنسي على حساب نظيره المغربي، وندمت بعد ذلك ندمًا شديدًا، و" ما عادل الرامي ويونس قابول منك ببعيد"، علمًا أن هذه الأسماء كانت شجاعة وعبرت عن موقفها صراحة ودون مراوغة أو مساومة.