أحمد غنيم
يوم بعد يوم، شهر بعد شهر، سنة بعد سنة، يترسخ لدى قناعاتي الشخصية شيء أصبح واضحا وضوح الشمس، وهو أنه من المستحيل أن نصل إلى كرة القدم الحقيقية التي تلعب في العالم الآخر الموازي، مادام استمر عند من يحكم منظومتنا الكروية فكر "المصاطب" و"جلسات العرب".
أقول هذا الكلام، وأنا أرى القانون لا يفرق بين كبير وصغير فى كرة القدم الإسبانية، حيث إن سيف هذا القانون طبقت بكل قوة على العملاق ريال مدريد، وتم استبعاده بشكل رسمي من كأس ملك إسبانيا، واعتبار منافسه قادش قد صعد إلى دور الـ 16 من البطولة، وهو القرار الذي جاء بناء على الشكوى المقدمة من نادي قادش، بسبب إشراك الفريق الملكي للاعب موقوف وهو الروسي دينيس تشيرشيف، في مباراة الفريقين يوم الأربعاء الماضي ضمن ذهاب دور الـ 32 من كأس ملك إسبانيا.
القصة تعود إلى أن ريال مدريد قرر إشراك اللاعب الروسي دينيس تشيرشيف في المباراة أمام قادش مساء الأربعاء الماضي ضمن ذهاب دور الـ 32 للمسابقة، وهو اللاعب الذي كان يفترض عدم مشاركته في اللقاء بسبب حصوله على ثلاثة إنذارات في البطولة الموسم الماضي، وذلك وقت أن كان يلعب فى فياريال معارا.
وعلى الرغم من أن ريال مدريد، وعلى لسان رئيسه فلورنتينو بيريز، شدد على أن الريال موقفه سليم في هذه القضية، وأنه لم يكن يعلم بواقعة إيقاف تشيرشيف، فإن الإسبان قرروا أن يسير القانون كما هو دون التفرقة بين نادٍ كبير وصغير، وتقرر استبعاد الفريق الملكي رسميا من كأس إسبانيا.
هذه الواقعة جعلتنى اتذكر بكل الحسرة والألم ما نشهده عندنا من عدم احترام اللوائح والقوانين في الوسط الكروى، بل إن الأمر يصل في بعض الأحيان إلى التحايل عليها مجاملة أو خوفا من شعبية أندية، إضافة إلى البحث عن تحقيق مصالح ضيقة بعيدة عن المصلحة العليا للكرة المصرية، الأمر الذي يؤكد أننا سنظل هكذا.. لن يحدث لنا تقدم حقيقي، طالما استمر عند من يتحملون مسؤولية إدارة شؤون كرة القدم فكر "المصاطب" و"جلسات العرب" بدلا من تطبيق القانون دون تفرقة.