عبدالله العلوي
تميز الدوري المغربي لكرة القدم في السنوات الأخيرة بإبداع خاص لفصائل الألتراس المحبة لنواديها، وعلى العكس من إبداع الفصائل المشجعة للفرق فيقابلها أداء متوسط إن لم نقل ضعيف بالنسبة لكرتنا.
وحسب العديد من المتدخلين الرياضيين المغاربة أو حتى الأجنبية المتتبعين للكرة المغربية فالألتراس تفوق كثيرًا على المنتوج الكروي المقدم من الفرق.
تفوق الألتراس في المغرب لعب دورًا كبيرًا في تصنيف الديربي البيضاوي من أفضل عشرة ديربيات في العالم حيث يرسم ألتراس الرجاء والوداد البيضاويين أبهى "التيفوهات" التي تزين ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ما يجعل الديربي قبلة للعديد من الإعلاميين الذي يأتون من كل حدب وصوب، فعلى سبيل المثال فآخر ديربي حضره إعلاميون من ألمانيا، وتونس، وفرنسا، والبرتغال.
حضور الإعلاميين الأجانب مرده بالأساس إبداعات الألتراس البيضاوية ليس الأداء التقني للمباراة، فقد عانيت أغلبهم ينسون مجريات المباراة وتأخذهم تشجيعات الألتراس إلى عالم آخر.
بالإضافة إلى ألتراس الرجاء والوداد نجد ألتراس اتحاد طنجة والمغرب التطواني والنادي القنيطري الذين يعتبرون أفضل فصائل الألتراس في المغرب.
ففي كل أسبوع تتنافس الألتراس حول من سينجح في خلق جو احتفالي أحسن من الآخر، بل وصل بهم الحال إلى محاولة تصدر التصنيف الأسبوعي والشهري، ليس الوطني بل العالمي، فلا يمر أسبوع إلا ونرى تصنيفًا فيه ألتراس مغربي، فيذكر أن ألتراس الرجاء البيضاوي كان قد جاء ثالثا على مستوى العالم في تصنيف سنة 2015.
وكانت فكرة الألتراس في المغرب دخل مع دخول الألفية الثالثة، فبالتحديد في سنة 2005 بدأت حكاية الألتراس في المغرب، فهناك ثلاث ألتراس مغربية افتتحت العهد الجديد في التشجيع، كألتراس "غرين بويز" الرجاوية، و ألتراس "عسكري" المشجعة لفريق الجيش الملكي"، وألتراس "وينرز" الودادية.
في السنوات القليلة الماضية دور الألتراس لم يبق في الطابع التشجيعي، بل تعداه إلى التدخل في تسيير الفرق، فتقوم بعض الألتراس إلى كتابة بلاغات تخاطب إدارات فرقها ببلاغات احتجاجية أو تشجيعية كما هو الحال مؤخرًا بالنسبة لألتراس "غرين بوز" التي أرسلت بلاغات لفريقها الرجاء مفاده غضبها على الحالة السلبية التي يمر منها الفريق الأخضر حاليًا بل وصل بها الحال إلى مطالبتها رئيس الرجاء بتقديم استقالته نهاية الموسم.
وتأسيسًا على ما سبق فيمكن أن تلعب الألتراس دورًا اقتراحيًا في النوادي التي تشجعها، فنجاح أي فريق يرجع الفضل فيه بنسبة كبيرة للجمهور الذي يشجعه.