انتصار الألم على القلم

انتصار الألم على القلم

المغرب اليوم -

انتصار الألم على القلم

خالد الإتربي

حينما يعجز الحق عن الصمود أمام الباطل، وتحكم البلطجة دولة القانون، و«الأنا» تصرفات المسؤول، ويلجأ الشرفاء للإختباء، وتتحكم المصالح في الإعلام، وتشعر بأن الكلمة باتت غير قادرة على التغيير، فلابد أن ينتصر الألم على القلم.

عزيزي القارئ، إعذرني لأني أكتب إليك الأن، بقلم يعتصره الألم والمرارة،  فلا شئ يتغير، كل مانحاول إصلاحه يسير نحو الأسوأ، كل مانحاول تجميله يزداد قبحا، وحينما يراودنا شعاع من الأمل والحلم، نصطدم بحقيقته ، فهو سراب نطارده من المستحيل أن نعيشه أو نصادفه.

هذه الحقيقة لن أجملها، حاولنا على مدار السنوات الماضية، أن نقنعكم ونضحك على أنفسنا أن نتجأهلها، ونزرع بذرة الأمل في التغيير، وكلما حاولنا أن نرويها، ونتكاتف حتى تخرج من الأرض، تنمو شجرة مائلة تحتاج أن تقتلعها من جذورها، ثم تبدأ الكرة من جديد، دون أن ننتبه أن العيب ليس فينا أو فيكم وحدنا، ولكن في التربة التي نزرع فيها ايضا.

لاتستعجب أن هذا الكلام مكتوب في مقال رياضي، فالرياضة مقياس تقدم الأنظمة والشعوب، بل أن هناك أنظمة اقتصادية قائمة على الرياضة بوجه عام، وكرة القدم بوجه خاص، لكننا نتعامل معها بمنطلق « الفهلوة» ، والتوازنات، والخوف، والطمع، والمصلحة، كل شيئ يفرغها من معناها الحقيقي.

انظر مثلا لاتحاد الكرة، فبعد مروره بحقبة فاشلة، ودورة للنسيان، تحت قيادة رئيس ضعيف، واعضاء لايمتون للكرة بصلة، نجد أن معظمهم عاود للترشح مرة أخرى، ثم تجد الانتخابات مهددة بالإلغاء، ودعاوى قضائية ضد هاني أبو ريدة المرشح للرئاسة، وغيره، ليجد اتحاد الكرة نفسه كالزوج الذي طلق زوجته، ويتلقى عريضة يوميا بدعوى بالنفقة والمتعة المؤخر وخلافه ، فماذا ستنتظر من تربة كهذه.

ثم تصطدم بمرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، أو قل صاحب النادي، الذي لايطيق أي كلمة انتقاد، أو راي مخالف له، ولايجد حرجا في اصطحاب بلطجية لمهاجمة اعلامي في مدينة الانتاج مثلما فعل مع ابراهيم فايق، رجل اعتاد على إرهاب الحكام والإعلام ومجلس اتحاد الكرة، وكل من يخالفه ليس لقوته، وانما لضعف خصومه، وضعف القانون أيضا.

ثم يأتي النادي الأهلي، الذي فقد بريقه، تحت قيادة مجلس معين برئاسة محمود طاهر، الذي ستنتهي فترة تعيينه، دون أن يعلم أن إدارة نادي بحجم وتاريخ الأهلي، ليس كإدارته لإحدى شركاته، رجل اعتاد على تهديد الدولة بالانسحاب من الدوري، لأي سبب، ارتمى في أحضان الألتراس للاحتماء بهم، ثم سلمهم للأمن بعدما هاجموه.

أما عن باقي الأندية، فاكتفوا بوجودهم في الشبه دوري، و«الميني» كاس، وخدمة الأهلي والزمالك، سواء ببيع لاعبيهم ، أو التتويج بالبطولات على حسابهم. ولن نغفل اللادور للجنة الأوليمبية، الذي اعتدنا عليه دومًا، بالتصريحات طوال الـ3 سنوات السابقة للأوليمبياد بالإعداد والإنفاق على مختلف اللعبات، ثم قبل الأوليمبياد تجد الرئيس مثلما فعل هشام حطب، يصرح في كل الدنيا أنه لايعد بميدالية، حتى يفلت من المسؤولية، إذن ماهو دورك من الأساس.

أما عن وزير الرياضة، فإنه يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية فيما يحدث، في كل المعطيات الخربة السابقة، وعليه أن يكثف من عمله، وأن يحاسب من تسبب في تراجع ترتيب مصر19 مركزًا عن أولمبياد لندن، وعدم الارتكان إلى حجة انتظار قانون الرياضة الجديد.

عزيزي القارئ، نعم جميعنا يشعر بالألم من المناخ المحيط، لكن العيش معه مع محاولة علاجه، أفضل كثيرًا من الاستسلام له، وبالتأكيد أفضل كثيرًا من «التطبيل» للمتسببين فيه.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتصار الألم على القلم انتصار الألم على القلم



GMT 15:44 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

الرياضة لاتعترف بداوم النجومية

GMT 08:19 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

عام التحايل على القانون

GMT 22:31 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

البلاغ المشترك

GMT 20:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

ادريس الهلالي كما عرفته

GMT 09:22 2018 الأحد ,12 آب / أغسطس

الجموع العام للأندية المغربية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya