بقلم: توفيق الصنهاجي
أول مباراة في الموسم الجديد، بعد نحو 9 أسابيع من التحضيرات، وما واكبها من ارتباك بعد الانشغالات بتبعات مباراة رادس الشهيرة...ارتباك وتبعات لم تحد قط من عزيمة الوداد الرياضي، بطل المغرب للموسم الماضي، ووصيف بطل إفريقيا إلى حدود الساعة، والهدف الاستمرارية والثبات على مستوى الموسم والمواسم الماضية...
أول مباراة شاءت الأقدار أن تكون بأم درمان، بالسودان، والتي للوداد الرياضي تاريخ رائع معها، إذ بها أحرز أول لقب لعصبة الأبطال الإفريقية، المسماة آنذاك بكأس إفريقيا للأندية البطلة، تحديدا عام 1992...المباراة كانت برسم ذهاب سدس عشر نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، وهو اسم غالي جدا تأخذه البطولة في نسختها الحالية، يتوجب على كل الأندية المغربية المشاركة فيها، أن تشرفه بمشاركة رائعة والذهاب إلى النهائي...
كنت قد نشرت في السابق تدوينة مفادها أن الوداد الرياضي نال في السابق كأس محمد الخامس للأندية، وكان الفريق المغربية الوحيد الذي أحرزه تاريخيا، ومن تمت فمن الطبيعي أن يهدف مرة أخرى ليكون الفريق المغربي الأول الذي ينال كأس محمد السادس...بطبيعة الحال، ولأصحاب التاريخ والإحصائيات فالوداد الرياضي سبق له أن كان أول فريق مغربي يتوج بلقب البطولة العربية للأندية البطلة، وكان ذلك عام 1989 بمراكش، وهي بطولة أتذكرها جيدا، كما سبق للرجاء الرياضي أن أحرز هذا اللقب كثاني فريق مغربي، بالضبط عام 2006.
بعد هذا التقديم، أعود الآن إلى تفاصيل المباراة، التي شكلت أول بروفة للمدرب الودادي الجديد، الصربي زوران مانولوفيتش، الذي كان قد صرح لي في حواري الأول معه هذا الموسم، أنه يسعى لانطلاقة جيدة عبر بوابة المريخ السوداني، وفعلا تأتى له ذلك بعد تعادله الإيجابي اليوم بأم درمان، على أرضية ملعب تصلح لكل شيء عدا شيء اسمه كرة القدم...
بداية المباراة شابها نوع من الارتباك، أدى إلى هدف مبكر للمريخ، لكن وكما يقال، رب ضارة نافعة، فالهدف الذي سجله النجم وليد الكرتي ضد مرماه، ساهم في سيطرة مطلقة للوداد الرياضي لم نشاهد معها أدنى خطورة من قبل الفريق المضيف، عدا تسديدة من بعيد تصدى لها ببراعة رضا التكناوتي، خلال الشوط الأول.
تحركات بديع أووك كانت جيدة جدا طيلة أشواط المباراة، وأعتبره في تقييمي المتواضع، أفضل لاعب في الوداد اليوم...انطلاقة جيدة بديع واصل عملك، لتكون خير خلف لمحمد أوناجم النجم...
بمقابل تألق أووك، فإن زهير المترجي، الذي كان نجم التحضيرات الودادية للموسم الجديد، كان شبه غائب في الجولة الأولى، ما نتج عنه تغييره مع بداية الشوط الثاني، بأمين تيغزوي...
عموما لا مجال لانتقاد الوداد أو الوقوف عن سلبيات ما دامت النتيجة إيجابية جدا مع انطلاقة الموسم، بتعادل ثمين وإيجابي من قلب أم درمان، بهدف لمثله أمام فريق، وصل إلى نصف نهائي بطولة الستة مليارات الموسم الماضي، وخرج للتو من الدور التمهيدي لعصبة الأبطال الإفريقية وبصعوبة بالغة أمام شبيبة القبائل الجزائري بعد أن كان متغلبا عليه بثلاثية كاملة، في انتظار مباراة العودة أمام جمهور دونور الرائع...
نقطة جيدة وجب الوقوف عليها، فالحكام لم يعودوا متهاونين مع حق الوداد الرياضي...ضربتي جزاء من إعلان الحكم الأردني أدهم مخادمة، الذي كان قريبا من كل العمليات، لو سجلتا معا لكان الانتصار حليف الوداد اليوم، لكن قدر الله ما شاء فعل، عندما ضيع الوافد الجديد على القلعة الحمراء، أيوب الكعبي الضربة الأولى...تذكروا أنه أمر قد يحصل للمشاهير أيضا، ولكم في ضربة حكيم زياش أمام البنين في الدقيقة 94 العبرة... على ذكر الكعبي، يبدو لي والله أعلم أنه عليه أن ينقص شيئا من الوزن...ما رأيكم؟ عدا ذلك، صعيب تحيد كرة للكعبي..