كفوا أيديكم عن الرجاء

كفوا أيديكم عن الرجاء

المغرب اليوم -

كفوا أيديكم عن الرجاء

بقلم : بدر الدين الإدريسي

أعرف أن بين الرجاويين من يخجله بل ويعيبه هذا الذي يتراكم من تشوهات على وجه الرجاء، عندما يمعن القيمون على شأن الفريق في تعذيب أنفسهم قبل الآخرين، بتعمد تجاذبات وتلاسنات وتجريح وقفز فاضح على القانون.

لو كان الرجاء يعيش تحت وطأة أزمة مالية مهما عظمت واستشرت لهان على رجالها تذويبها والسيطرة عليها، إلا أن الأمر مرتبط بما هو أعمق، بعقلية متدنية كسرت الكثير من الحواجز الأخلاقية وأفرطت في الشخصنة وأبدا لا يهمها على الإطلاق أن كبرياء فريق يجرح، وأن طرفا يداس عليه وأن مرجعية تاريخية تدنس على مرأى ومسمع من الكل.

إستهلك الرجاء زمنا طويلا في حرب مفتعلة، وجاوز كل الحدود في البداءات التي جلبتها صراعات شخصية، وأيضا بالغ في المشي فوق القانون، بسبب أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أبدت نوعا من الليونة في محاكمة هذا الإهتراء الذي يسود المشهد الرجاوي، وأبدا لم تبد الصرامة التي توقف الأشياء عند حدها.

يجتمع المنخرطون تحت أسقف كثيرة، وتصدر عنهم بلاغات تقول ديباجاتها أن الولاء المطلق للرجاء هو الدافع الأساس لهذا التحرك، ونقول لربما فرجت، وأنه آن الأوان لكي تخرج الرجاء من النفق، كيف لا ومن اجتمعوا هم القاعدة الإنتخابية التي منها يخرج من يدير دفة التسيير، ويحبطنا أن ما علقناه من آمال، هي مجرد أوهام أو أضغاث أحلام.

وتستفز الصورة المربكة والمشوهة من يوصفون بحكماء الرجاء، فيهبون لنجدة الفريق المستغيث، ويشعرنا اجتماعهم أن الرأي قد استقر على هجر العناد والخصام والشحناء والتفرغ لما هو أهم، ويصدمنا أن بعض من وضعوا يدهم مع جماعة الخير لتغليب مصلحة الرجاء على أي شيء آخر، تأخذهم نزواتهم مجددا إلى الجحور السوداء ليستأنفوا منها حربا على عزة وكرامة الرجاء وليس على من يعاديهم.

وخلف كل هؤلاء يجلس الملايين من الرجاويين مهانين ومعذبين، لا يعرفون كيف يتخلصون من هذا الوباء اللعين الذي تسلط على رجائهم، لذلك هناك حاجة لوقفة حازمة تكون فيها الكلمة المطلقة للقانون ولا أحدا سواه، القانون الذي إن حكم بعقد جمع عام استثنائي، عقد هذا الجمع بلا أدنى مواربة ولا تردد، والقانون الذي إن قال بضرورة أن يرحل سعيد حسبان قبل اكتمال ولايته رحل من دون أن يداس له على طرف ومن دون أن يجرد من رجاويته، وأخيرا القانون الذي يجب أن يسود ويعيش الكل تحته لا فوقه.

تجاهد الجامعة من أجل تخليق المشهد الكروي، وتقاتل من أجل أن يسود القانون ومن أجل أن يرضع الإحتراف حليب الحياة، وغدا إن كان مكتوبا للأندية المحكومة قانونا بالمرور للنظام الإحترافي، أن تتحول لشركات رياضية، سيكون من الضروري إبداء اللين وإقرار فعل المصاحبة، ولكن لا تنازل عن القانون، هذا إذا كنا فعلا نريد للإحتراف أن يعيش، وإذا كنا نريد للرجاء أن تخرج من المستنقع الذي أدخلت إليه بفعل فاعل غير مستثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفوا أيديكم عن الرجاء كفوا أيديكم عن الرجاء



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:11 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة السابعة : بلجيكا - بنما- تونس - انجلترا

GMT 17:26 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

صوص الشوكولاتة لتزيين الكيك والحلويات

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 19:33 2013 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

8 نصائح مفيدة لتصمم غرفة مشتركة عصرية

GMT 16:23 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

شركة "الدانوب" تدشن فرعًا جديدًا في الرياض

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت

GMT 14:51 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"داعش" ينسحب من حقل العمر النفطي في دير الزور بعد تلغيمه

GMT 02:21 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون بريطانيون يبتكرون نموذج ثلاثي الأبعاد للفقرات

GMT 08:28 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

GMT 01:47 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دوللي عياش تخوض مغامرة جديدة من خلال "وشوشة شات"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya