إحفظوا ألسنتكم

إحفظوا ألسنتكم!!

المغرب اليوم -

إحفظوا ألسنتكم

بقلم: بدر الدين الإدريسي

لا أجد تفسيرا لهذا الذي يحدث من انفلاتات بل وتخريبات من قبل بعض اللاعبين، بخاصة منهم المنتمين لأندية كبيرة ذات مرجعية ومتابعة قياسية من طرف الملايين، إلا شيء واحد، هو أن هؤلاء ما أدركوا لغاية الآن أنهم يحترفون كرة القدم ممارسة وشهرة وسلوكا، وأن تلك العقود التي يقدمون على توقيعها، لا يمكن أن ينظروا فقط لما تؤمنه لهم من عوائد مالية، فهي تحفل بكثير من البنود التي تلزم باحترام الفريق، تاريخه ورموزه وجماهيره.

قبل أسابيع تهور يوسف القديوي، فسقط في المحظور وأفشى على الملأ أسرارا خطيرة، هي إلى اليوم موضوع متابعات قضائية، واستغربت حقا أن يسمح القديوي المخضرم والخبير لنفسه بمثل تلك الزلات اللسانية الفظيعة.

واليوم يحدث ما يحدث بين حدراف وأنس الزنيتي في مباراة الديربي، ويصدر قرار على عجل من إدارة الرجاء بتوقيف حدراف على خلفية الإنفعال القوي الذي حصل له بعد طرده وهو ينزع قميص الرجاء ويرمي به أرضا، بعد هذا سيوقع الوداد البيضاوي عقوبة ثقيلة بمحمد الناهيري، على خلفية  ما نشره على مواقع التواصل الإجتماعي، متحدثا عن الديربي وعن الرجاء بطريقة مشينة.

كل هذه السلوكيات تنم عن وجود ضعف كبير في التكوين الفكري والرياضي للاعبين، فكرة القدم الإحترافية، لا تطلب من اللاعبين أن يكونوا محضرين بدنيا وتكتيكيا، ولكنها تريدهم أيضا أن يكونوا في قمة الإلتزام والإنضباط والوعي بالمسؤوليات الأخلاقية التي يستوجبها الحديث عن نواديهم، فإن تحدثوا لوسائل الإعلام تحروا الدقة والنباهة وامتنعوا عن تجاوز الخطوط الحمراء، وإن أحسوا من أنفسهم عدم القدرة على السباحة في مستنقعات الإعلام الأزرق أو مختلف وسائط الإتصال، ابتلعوا ألسنتهم ولاذوا بالصمت فهو أرحم لهم.

لابد وأنكم استمتعتم بعودة زميلي العزيز مصطفى بدري إلى معترك الكلمة التي لا تتخلى برغم طابعها الساخر عن حسها المسؤول، لما صوب زووم لواحدة من أكبر الإشكالات التي تواجهنا اليوم كإعلاميين ومتدخلين في اللعبة، هو ما أصبح يعتمل على مواقع التواصل الإجتماعي من إسفاف ورداءة وأحيانا قلة حياء، وأكثر ما ألح عليه الزميل مصطفى، هو أن ينأى اللاعبون تحديدا، بأنفسهم عن الإعلام الأزرق، لأنه إن لم يصبهم بأذى، فإنه لا محالة سيذمرهم على غرار ما نتابعه اليوم، حيث يتعرض كثير من اللاعبين لكثير من الإنزلاقات والإنحرافات التي تخرجهم عن النص، بل وتتعارض كليا مع ما تنص عليه عقودهم.

وطبعا إزاء هذا الذي نرصده من انفلاتات تعرض اللاعبين لعقوبات مزدوجة، لا نملك إلا أن نشدد على ما يجب أن تذهب له التكوينات المختلفة للاعبين الشباب داخل أكاديميات ومراكز التكوين، برغم أنها ليست إلى الآن معممة على الأندية بالنمط الذي تريده كرة القدم الحديثة، بحيث لا يتم التركيز فقط على الجوانب الفنية والبدنية والتكتيكية والذهنية، بل يتعداه للجانب التواصلي الذي يلقن اللاعبين مهارة التواصل بشكل إيجابي مع مختلف المتدخلين، ويعرفهم جيدا بإلتزاماتهم الرياضية والأخلاقية.


ما كان يجب أن يترك الحكام، مع تكرار بعضهم لأخطاء فظيعة في التقدير الذي هو أعلى سلطة لا يفرملها أي قانون، من دون قرصة أذن، على الأقل للحيلولة دون ارتكاب مزيد من الأخطاء المؤثرة.

لم تكن مساحة الحرية الممنوحة للحكام وكل السياجات المنصوبة حولهم من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتوجيهات نافذة المفعول من السيد فوزي لقجع، وما كان مراهنة مديرية التحكيم على الحكام الشباب وتمتيعهم بأكبر قدر من الحماية، ليجعلنا جميعا نلوذ بالصمت إزاء بعض التهور أو حتى الشطط في استعمال السلطة التقديرية، ولو أنني أنسب كثيرا من هذه الأخطاء المرتكبة والتي لا صفة للعمد فيها إلى أمرين:

أولهما الإحتجاجات المبالغ فيها من اللاعبين والتي إن لم تربك الحكام فإنها تهيج عليهم الجماهير، وهنا من الضروري أن تتدخل لجنة التأديب لتحتوي هذا الوضع الشاذ، الإحتجاج على احتساب أخطاء هي أصلا موجودة.

وثانيهما أن تقنية الإستعانة بالفيديو «الڤار» يمكن أن تكون من العوامل المساعدة على التقليل من الأخطاء التقديرية للحكام، وبرغم أن لنا ذكريات حزينة وصادمة مع هذا «الڤار» عطفا على ما أوذينا بسببه خلال المونديال، إلا أنه تقنية يجري تنزيلها في كثير من دول العالم، وقد لا يكون هناك مناص من استعمالها في بطولتنا الإحترافية مهما كلف ذلك من ثمن وجهد.


عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحفظوا ألسنتكم إحفظوا ألسنتكم



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya