الوداد وبركان للفرح عنوان

الوداد وبركان للفرح عنوان

المغرب اليوم -

الوداد وبركان للفرح عنوان

بقلم - بدر الدين الإدريسي

الرأفة بأعصابنا في هذا الشهر الفضيل، هذا كل ما نسأل الله تعالى أن يهبنا إياه، ونحن مدعوون نهاية هذا الأسبوع للتنقل بكل جوارح الحلم، بين نهائيين قاريين يلعبهما فريقان مغربيان في تكرار لسيناريو سنة 2011، عندما واجه الوداد الترجي الرياضي التونسي في نهائي عصبة الأبطال وضاعت منه النجمة الإفريقية الثانية وقتها، وواجه المغرب الفاسي في نهائي كأس الكونفدرالية النادي الإفريقي التونسي وفاز عليه ليتوج باللقب الإفريقي الأول في تاريخه.
سيكون مساء الجمعة لحظة فارقة في الزمن الحديث لنادي الوداد البيضاوي، ذلك أنه يتطلع ليضع النجمة الإفريقية الثالثة للأبطال على صدره، عبر تأمين نتيجة جيدة عند مواجهته للترجي الرياضي التونسي في لقاء الذهاب بمركب الأمير مولاي عبد الله، قبل لقاء الإياب بملعب رادس بتونس العاصمة. وفوق أن المواجهة ثأرية للفرسان الحمر، الذين يذكر الجيل الذي سبقهم، ما خلفته الخسارة في نهائي 2011 أمام نفس الترجي من حرقة، ما ذهب وشمها إلا بعد أن نجح الجيل الحالي للوداد، في القبض على النجمة الإفريقية الثانية سنة 2017 بعد أن نجح في حسم مواجهة ضارية أمام العملاق الأهلي المصري، فإنها مواجهة بين قوتين كرويتين تقليديتين، ما بلغتا الحلقة النهائية والحاسمة في مسار تصفوي مرهق ومرير، إلا لأنهما حسما الكثير من الجزئيات الصغيرة وتغلبا على متاعب السفر صوب الأحراش.
مؤكد أن الوداد البيضاوي سيلعب ذهاب النهائي بالرباط وفكره مشدود إلى مباراة العودة بملعب رادس، فهو بحاجة إلى ما يوصله أولا لفوز استراتيجي، وهو بحاجة ثانيا لما يمنحه هامشا للمناورة خلال لقاء العودة برادس، ومحتاج ثالثا إلى عدم المقامرة بالتوجه إلى مواجهة أولاد السويقة بمعقلهم، وعلى أكتافه دين ثقيل يجب أن يقضى، أي أن تكون مرماه قد اهتزت بأقدام الترجي من دون أن يكون خط الهجوم قد أفلح في توقيع الكثير من الأهداف.
والحال أن لاعبي الوداد سيعاملون مباراة الذهاب هنا بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، على أنها جناح أول للسفر بكل أمان إلى تونس بغية القبض رسميا على كأس الأبطال الثالث، وهذا الجناح ليكون كاسرا للرياح وللأعاصير، لابد وأن يكون قوامه أداء جماعيا خاليا من الشوائب التكتيكية كالتي أتى بها اللاعبون في آخر خمس مباريات للبطولة الإحترافية، فلا مكان في مباراة يوم غد الجمعة للأخطاء الدفاعية المجانية ولا للمهاترات التكتيكية، ولا لأي من معطلات اللعب الجماعي الذي هو إحدى مكامن القوة في فلسفة الوداد التي بناها فوزي البنزرتي على أرضية فنية صلبة.
إن نجاح تدبير هذا الممشى الأول في درب النهاية، يقتضي من لاعبي الوداد أن يتحضروا أولا لمواجهة الخبث التكتيكي الذي عرفت به الأندية التونسية، حيث يبرز ذكاء كبير في نسف الإيقاع، وثانيا أخذ كامل الحذر من خطورة مرتدات لاعبي الترجي، والتي ظهرت بجلاء في كثير من مبارياتهم الإفريقية، وثالثا ليكون الأداء الهجومي مطبوعا بالإنسيابية وبالنجاعة الكبيرة، بخاصة عندما تأتي لحظات التسيد والإستحواذ والضغط العالي، بفرص سانحة للتسجيل، ويكون لزاما عدم التفريط فيها.
يعتمد لاعبو الوداد على ما راكموه من خبرة في تدبير نزالات بهذه المقاسات التكتيكية الكبيرة، ويعتمدون أيضا على مهارة مدربهم فوزي البنزرتي في فك طلاسيم وشفرات الخصم، بخاصة لما يكون تونسيا ببهاراته التكتيكية الحارة، وسيعتمدون فوق هذا وذاك على جمهورهم الرائع الذي من عادته أن يضع هدفا مبكرا في مرمى الخصم حتى قبل أن تبدأ المباراة بالتوافد القياسي وايضا باللوحات الفنية الخارقة للعادة وبالاصوات الرهيبة التي تصدر عن الحناجر.
وبعد يومين من موقعة ذهاب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، ستسافر قلوبنا إلى أرض الكنانة لنشهد ميلاد الحلم الأول، فيوم الأحد سيكون النهضة البركانية على موعد مع التاريخ وهو يلاقي بالأسكندرية، الزمالك المصري بكل حمولاته التاريخية وأيضا بالضجيج الذي يصدر عن رئيسه مرتضى منصور، موعد لا أتصور أن فارس البرتقال سيخلفه، إذ الأمل كبير في أن يعود من هبة النيل محملا بكأس الكونفدرالية، لتكون السابعة لكرة القدم الوطنية والثانية على التوالي التي يتوج بها فريق مغربي.
بالطبع لا أحد منا يتوقعها مباراة سهلة ولا أحد يحسبها مهمة سهلة، فبرغم أن النهضة البركانية أنهى الشوط الأول متفوقا بهدف لابا كودجو، وبرغم أن أبناء منير الجعواني سجلوا نقاط تفوق كثيرة على الزمالك في موقعة بركان، إلا أن المنتظر أن تكون مباراة برج العرب حارقة كاللهب، لا أتصور أن النهضة البركانية سيطفئ لظاها بالتكوم في المنطقة بنشر الأحزمة الدفاعية الناسفة، وحتى إن فكر في هذا الطرح التكتيكي فإنه سيلجأ إلى مهارة تحريك «البلوك» بشكل يرهب المنافس ولا يسمح له بممارسة الهجوم الضاغط والكلي.
بالطبع لن تشبه مباراة برج العرب مباراة بركان في أشياء كثيرة، فهناك اليوم هواجس نفسية متناقضة تتنازع الفريقين هي من تداعيات جولة بركان، وهناك ترتيبات تكتيكية سيجري الكشف عنها تباعا مع تعاقب فصول المباراة، وهناك جزئيات ستبرز كالعادة لتغير بالكامل رسم المباراة وحتى جغرافيتها، ومع كل هذا أنا موقن من أن لاعبي النهضة البركانية حصلوا على التعبئة النفسية الكافية لمواجهة مباراة تنسف الأعصاب.
حظ موفق لفرسان البرتقال ونحن بانتظار أجمل رحيق..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوداد وبركان للفرح عنوان الوداد وبركان للفرح عنوان



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya