بقلم: عبد اللطيف المتوكل
لم نكن نتمنى أن يؤول نهائي دوري ابطال إفريقيا في كرة القدم لسنة 2019 بين الوداد الرياضي المغربي والترجي التونسي إلى تلك الفضيحة المدوية ذهابا وإيابا، والتي تعتبر وصمة عار في جبين كرة القدم الإفريقية.
مباراة رياضية أفرغت من محتواها الأخلاقي والنظيف وخرجت عن المألوف بفعل مؤامرة دنيئة.
حضر الفار في مباراة الذهاب وغاب أو غيب عن مباراة الإياب، وتم التكتم عن الأمر، بل لم يتم التطرق إليه في الاجتماع التقني الذي يسبق المباراة بحضور ممثلي الفريقين.
ظلم الوداد في مباراة الذهاب رغم أن الفار كان حاضرا "جسدا وروحا" ، وحرمه الحكم جهاد جريشة من هدف صحيح.
وظلم الوداد في مباراة الإياب وحرم من هدف صحيح، لكن في غياب الفار، الذي كان حاضرا بدون "روح"، وبدون جهاز الربط الذي تاه في مفترق الطرق بقدرة قادر.
كان على الوداد أن يحتج، وأن يدافع عن حقوقه بقوة وثبات في مباراة اختلط فيها الحابل بالنابل، واستندت لحسابات الاستبداد والطغيان، والرغبة الجامحة في السطو على لقب "أم المسابقات".
إنها فضيحة القرن بامتياز في كرة القدم الإفريقية.
ولكن ما وقع مليء بالدروس والعبر، ويستوجب من مكونات كرة القدم الوطنية العمل على تخليق واقع الممارسة، وترسيخ قواعد الشفافية والنزاهة حتى نتمكن من ربح رهانات التخليق وتكافؤ الفرص على الساحة الرياضية الإفريقية، ومحاربة مخططات قلب النتائج الرياضية رأسا على عقب والسطو على الألقاب.
الخاسر الأكبر من هذه المهزلة هو كرة القدم الإفريقية، التي بدل أن تتقدم إلى الأمام ترجع خطوات إلى الوراء وهي مكبلة بقيود الفساد والتخلف ومخططات التخريب.