حديث عن الملايير

حديث عن الملايير

المغرب اليوم -

حديث عن الملايير

بقلم: بدر الدين الإدريسي

ما كنا ندري، أي شيء نفعله بنهاية حفل أوسكارات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بدكار السنغالية مساء الثلاثاء الماضي، أن نسعد بالتتويجات الثلاثة لكرة القدم الوطنية؟ أم نطفئ نار الفتنة ولظى الغضب التي اشتعلت وحوار أحمد أحمد رئيس «الكاف» مع راديو مارس، يروج لعشرين مليارا من السنتيمات أودعها المغرب في حساب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم؟

وكأني بشيء جاء ليعكر صفو الفرح وحالة الإنتشاء التي شعرنا بها والكرة المغربية تمنح ثلاثة تقديرات إفريقية، في تلك الليلة، إذ نال فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جائزة تيسيما، التي تمنح في العادة لأفضل شخصية رياضية عملا ونبوغا وحضورا على مدار سنة كاملة، واستحق هيرفي رونار جائزة أفضل مدرب للسنة، لقاء الشخصية الجذابة التي أضفاها على الفريق الوطني الذي اعتبر أكثر المنتخبات الإفريقية إقناعا بالمونديال الأخير برغم أنه ما جنى من ذاك المونديال سوى نقطة وحيدة، ونال الواعد والرائع أشرف حكيمي جائزة أفضل لاعب شاب، ومن غيره تمكن في الربيع العشرين من التألق في بطولتين من أرقى البطولتين الأوروبيتين ومع أعرق فريقين بالقارة العجوز.

فمع إضاءة هذه النيازك الجميلة لفضاء كرة القدم المغربية، سيضج المكان بشهب حارقة انطلقت من تصريح لأحمد أحمد، مستضافا من الإذاعة المتخصصة، وهو يقول عند سؤاله مجددا عن ردة فعله إزاء قرار المغرب بعدم الترشح لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2019 عوضا عن الكامرون، أن «الكاف» ممتنة كثيرة للمغرب، لأنه أنفق عليها ما يقارب العشرين مليارا من السنتيمات، ولأن الإجابة الفورية لأحمد أحمد على سؤال القيمة التي يضيفها اليوم المغرب للمؤسسة الوصية على كرة القدم الإفريقية، كانت تستدعي على الفور سؤالا آخر يستفهم عن أوجه هذا الإنفاق السخي ومبرراته وحتى أبعاده لتستوضح الصورة، على غرار ما فعلته «المنتخب» وهي تحاور أحمد أحمد قبل أزيد من شهر، ويزول الإبهام الذي سيورث بعد ذلك ضجة لا نهاية لها في أوساط الجماهير التي لم تستصغ أن المغرب لم يتصد لتنظيم كأس إفريقيا للأمم، فبالأحرى أن تستصيغ تقديم الجامعة لهبة مالية من هذا الحجم والأندية المحترفة والهاوية أحوج ما تكون إليها.
ولأن من يقرؤون اليوم هم قلة قليلة أمام كثرة لا عد لها ممن يشاهدون ويسمعون، فإن ما كانت «المنتخب» سباقة إليه، وهي تحاور أحمد رئيس «الكاف» فور إعلان المغرب من خلال الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة، عن عدم أي نية للترشح لاستضافة «الكان» بدلا من الكامرون، لاستكشاف ردة فعله حيال هذا الإحجام، برغم أن «الكاف» كانت تضع المغرب في طليعة الأولويات، كان من الممكن أن يزيل ما نزل من غشاوات على العيون بعد الحوار الأثيري من دكار.
قال أحمد أحمد لـ «المنتخب» بمطلق الأريحية، أنه يعتبر القرار سياديا لبلد يحترمه ويحترم مؤسساته، وأنه لا هو ولا «الكاف» حصلا من فوزي لقجع رئيس الجامعة ونائبه بأي إشارة من أي نوع تقول بأن المغرب يتهيأ ليكون بديلا للكامرون في تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019، فيما لو سحبت منه، وأن لقجع على النقيض من ذلك ظل يجاهر بدعمه للكامرون، وخلال اجتماع الهيئة التنفيذية الحاسم، قدم لزملائه رجاء بأن يمنح الكامرون فرصة أخرى.
والذي يذكر جيدا هذا الحوار الوثيقة والدليل، سيذكر أن أحمد أكبر دور المغرب في دعم التحولات الكبرى التي تعيشها الكرة الإفريقية مع صعود القادة الجدد للكاف، وقال بالحرف أن دعم المغرب للأوراش الكبرى يقدر بملايين الدورات، ونفهم من ذلك أن هذا الدعم المقدم من المغرب وليس من الجامعة، والممنوح للقارة الإفريقية وليس تحديدا للكونفدرالية، تم تصريفه باستضافة النسخة الإفريقية للاعبين المحليين التي اعتذرت كينيا عن تنظيمها، وهي بطولة ليست على كل حال بقيمة كأس إفريقيا للأمم ولا يستطيع أي بلد أن يجني منها ما يعوضه عن مصاريف هي بالملايين، وبتنظيم مناظرتين لكرة القدم الذكورية والنسوية وبعقد جمعية عمومية للكونفدرالية، وما إلى ذلك من دورات تكوينية همت الحكام والمدربين.
نحتاج بعد الذي تكبدناه في الماضي من خسائر عينية ومن إجحافات، جراء وقوفنا خارج غرف القرار التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أن نكون حذرين في تدبير القرب الكبير الذي أصبح عليه المغرب من دواليب الكونفدرالية، وأن نكون حريصين على تحويل هذه الثقة التي نتمتع بها من قبل الفاعلين المباشرين داخل «الكاف» إلى إرث نستثمره بالحفاظ عليه، ونتجنب ما يرميه بعض الذين يغيضهم أننا استرجعنا مكانا كان مسروقا منا داخل «الكاف»، من جمار خبيثة.
ما المانع من أن ندعم «الكاف» ونحن نجاهر أمام الكل بدعمنا لإفريقيا؟ وما العيب في أن نمد يدنا لإفريقيا، وهي التي تطلب منا أن نساعدها على كسب التحديات؟
ما أكثر ما صرفنا الملايير على جراب كنا نطمع أن نرتوي منها، فاكتشفنا ويا لفظاعة ما اكتشفنا، أنها كانت جرابا مقطوعة، لا ماء فيها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث عن الملايير حديث عن الملايير



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya