بقلم : أمال لكعيدا
هو تاريخ "رجاء الشعب" يمشي على رجليه.. "بَالْمَارِيس"/palmarés ؛
ناطق لا يفوت الفرصة لرواية تفاصيل تتويجات الفريق الأخضر بألقابه الـ25 عايش كواليسها كاملةً ؛
كاتم أسرار النادي وحامل ذكرياته في السراء والضراء ؛
هو المكلف بأمتعة "النسور"..
لكنه كل شيء في الرجاء.
محمد رحيمي، الملقب بـ"يوعري"،
من "العُولاَمَة" التي أنجبتها أزقة درب السلطان، معقل الرجاء ؛
انتشله المرحوم أحمد المرواخي، أحد الأطر التقنية بالرجاء البيضاوي من كورنيش عين الذئاب، عندما كان يداعب الكرة مع الأقران، ليقتحم أسوار القلعة الخضراء حارساً لفتيان النادي سنة 1962.
يوعري، لم يكن يظن أن القدر سيمكنه يوماً من الاحتكاك بكبار لاعبي الرجاء، حمان، ميلازو، غاندي، عليوات، بهيجة وآخرون..
قضى فترةً قصيرة فقط في منطقة العمليات قبل أن يتخلى عن القفازين مكرهاً لمعاناته من تبعات حادثة سير كان قد تعرض لها سنة قبل التحاقه بفتيان الرجاء،
لكن العشق الكبير الذي كان يكنه للفريق الأخضر آنذاك، بالإضافة إلى رزانته وأخلاقه العالية، جعلت مسؤولي النادي يتشبثون به أميناً لأمتعة الكبار.
إذا سألته عن أفضل ذكرى له مع الرجاء، سيقاطعك قبل أن تنهي صياغة السؤال ويجيبك "عملي داخل الرجاء في حد ذاته فضل من الله، كل شيء كان الأفضل"،
وإذا سألته بماذا يفتخر، يجيب بتعالٍ غير معهود "سْلّْمت علَى سِيدْنا.. وهْضر معَايَا.. وسوّلْني من إِيمْتا أنت فْالرّاجا، قْلت ليه من 62.. ضْحك وقَال ليّا بَاقي كَاعْمَا تّزَادِيتْ دِيك الوْقْت"، وذلك عند استقبال الملك محمد السادس البعثة الرجاوية متم سنة 2013 على خلفية إنجاز الفريق الأخضر الذي أنهى النسخة العاشرة من "الموندياليتو" وصيفاً للبطل.
يوعري، رجاوي متعصب لحد الجنون،
غالباً ما لا يشاهد مباريات الرجاء البيضاوي رغم حضوره داخل الملعب،
يتسلل مختبئاً إلى مستودع الملابس مع إطلاق صافرة البداية،
لكنه حريص على إعادة مشاهدة مباريات النادي بمنزله، عندما يكون مطلعاً على تفاصيل اللقاء ونتيجته..
مُتثاقل الخطوَات يَمشي كهلاً..
هكذا بات محمد رحيمي، الذي يسكن ملعب تداريب النادي بالوازيس،
أب لرجاء وخديجة وصفاء وأمين وسفيان وحسين، وجد لأربعة أحفاذ،
ورثوا منه حب الرجاء وينافسونه العشق العصري،
رغم تأكيده "ماشي غير آجي وكون رجاوي.. وأنا رجاوي ديال بصح".