بقلم: سفيان أندجار
التاريخ هو العمق الاستراتيجي لمن يبتغي صناعة المجد في الحاضر والمستقبل ( مقولة العالم والفقيه سفيان الثوري) لذلك يجب أن نستشفي من هذه المقولة أن لا مستقبل لرياضتنا من دون تاريخ فعلي.
ليس التاريخ الرياضة المغربية يختزل في الأحداث الكروية أو نتائج المباريات والحصص الكبرى أو حتى الأرقام القياسية بقدر ما نحن في أمس الحاجة لمعرفة كواليس وأحداث تلك الحقب التي سبقتنا و نستخلص منها العبر.
للأسف جميعنا نتحمل مسؤولية ضياع هذا الإرث التاريخي، فقد وجدنا اليوم كرتنا ورياضتنا دون توثيق فلا زلنا نكتفي ببعض الكتب التي تخرج بين الفينة والأخرى تتحدث عن جزء من تاريخنا والأدهى من ذلك أننا لا نلبث نجد كتابا قديما وقيما حول الرياضة المغربية بكل أصنافها.
أسباب حديثي عن الموضوع هو الندوة التي نظمتها الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين بمعية مقاطعة لمعاريف والتي تم خلالها صرد مجموعة من الحقائق ودو أندية وأبرزها الإتحاد البيضاوي في المقاومة وكانت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضا جيش التحرير، استعادت ذكريات من الماضي وألقت الضوء على جملة من المحطات المشرقة في تاريخ النضال الرياضي أن المندوبية تعمل جاهدة على التوثيق لكل ذلك، بما يظل مسجلا في ذاكرة جميع المغاربة وكان نجيب التاقي، أستاذ التاريخ، ركز على "الطاس"، مشيرا إلى أنه بدأ نضاليا في مستهل وجوده، الزميل الصحافي بلخير سلام، قدم هو الآخر دلائل موثقة من التاريخ المغربي الحديث عن مدى تغلغل الرياضيين المغاربة في النضال من أجل الاستقلال كما روى تفاصيل أعجبت بها شخصيا.
كل هذه الامور لا تمنعني أن أعاتب مجموعة من الزملاء ولو أنه عتاب الأحبة خصوصا منهم المخضرمين في المجال والذين سبقونا وتتلمذنا على أيديهم ونعتبرهم كنزا من المعلومات بحكم تغطياتهم الكثيرة لمجموعة من التظاهرات لكن للأسف لا نجد لهم أي كتب تروي تلك التجارب اللهم البعض منهم الذي إختار الفضاء الأزرق ليذكرنا بأحداث عاشها.
اليوم نحن في أمس الحاجة إلى معرفة تاريخنا الرياضي أكثر من أي وقت مضى وحتى الجيل الحالي أيضا ملزم هو الآخر بتوثيق هذا التاريخ رغم أن الأمر أصبح أكثر سهولة في ظل وجود التكنولوجية لكن ما يخيفني أن التاريخ الحالي يمكن أن يلطخ ويصبح ضبابي في المستقبل بسبب سوء استعمال هذه التكنولوجية الحديثة وهذا موضوع آخر.