إحطارين تنكر للجميل

إحطارين تنكر للجميل

المغرب اليوم -

إحطارين تنكر للجميل

بقلم: محمد فؤاد

في قمة الألم والحزن وفي غصة الفراق الأبدي لوالده، وفي أقوى المبادرات الإنسانية التي كرستها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إتجاه عائلة النجم المغربي محمد احطارين عندما تكفلت بنقل جثمان والده من هولندا إلى الحسيمة موازاة مع مراسيم الجنازة، وقبلها بإرسال وفد هام من الدوليين المغاربة المعروفين إلى هولندا لتقديم العزاء والقيام بكل الإجراءات اللازمة، لم يعترف هذا الشاب بمكنون قيمة دفن والده بمسقط رأسه، واعتبر الأمر عاديا لأنه ليس مغربي الجنسية ولا يحمل الهوية المغربية إلا من صلب العائلة وليس له أية علاقة بالمغرب إلا من جانب أصول العائلة. وإذا كانت الجامعة قد أدت مهامها على أحسن وجه بغية إستمالة اللاعب لوطنه وضمه لأسود الاطلس، فقد إستقبلت الرد بالعصيان لكون اللاعب وضع مسبقا نصب أعينه فريقا وطنيا هولنديا أقرب إليه في الكثير من الإمتيازات التي سيجدها أكثر من بلده الأم مع أنه في لغة التنكر تفهم السيكولوجية النفسية والإرادية للاعب في اختيار الطريق الناجح مثلما سار عليه من سبقوه في رفض حمل القميص المغربي ولعبوا لهولندا نسبيا وليس على المدى الطويل. وعلى هذا الأساس إرتبط احتارين - أيا كانت التخريجات القائلة أن الناخب خاليلودزيتش لم يتواصل معه مطلقا وأرسل له مصطفى حجي لأجل ذات الغرض، بمجهود رونالد كومان في لغة الحوار والتواصل من أجل الإقناع واختار طريقه الصائب كما يدعي.
 لكن، هل من المعقول جدا أن يستقر اللاعب على دخول كومان طريق الجاذبية السريعة لإغرائه؟ وهل كان وحيد خاطئا في التواصل المباشر مع اللاعب؟ طبعا من البديهي أن يكون اللاعب بين نيران كبيرة بهولندا التي تقدم له السخاء الكبير في كل شيء، ولا يمكن أن يقبل حمل القميص المغربي حتى ولو جازاه رئيس الجامعة المغربية بأصول مراسيم الجنازة لأن ما فرض على احتارين كان واقعا ملموسا من جانب الضغط الذي مورس عليه في كل القنوات إعلاميا وتواصليا مع كل الأطراف المساهمة في الإستمالة وبخاصة الجانب الإعلامي الذي كرس حضور المختصين من الجامعة الهولندية وكبار الدوليين أمثال غويلت الذي سخر كل أوراقه في القنوات التلفزية للضغط على اللاعب وعلى مسؤولي الدوري الإحترافي الهولندي من أجل وضع حد لحمل اللاعبين المغاربة المكونين بهولندا قميص المغرب، وترافع على ذلك كل من له علاقة بالمنتخبات الهولندية ويقودها بالفعل كومان الذي أنهى المخاض بربح القضية جملة وتفصيلا.
 وأيا كانت الطرق التي أدت بمحمد احتارين إختيار منتخب الطواحين، فلم يكن الاعلام المغربي صامتا في القضية أساسا منذ مدة، بل كان حريصا على متابعة الملف بكل الأشكال إلا خايلودزيتش الحريص على مبدإ عدم التوسل واللحاق باللاعب ما دام لم يعط الضوء الأخضر لحمل القميص المغربي مثلما جهر بذلك من سبقه مؤخرا كيفين مالكويت الذي نادى عليه الناخب الوطني ولم يستجب للنداء، وهو ما يؤكد أن وحيد لا يؤمن بالترهات ولا يريد أن يتوسل لأي كان لأن واجب الوطن عندما ينادي على أي كان لابد أن يكون محمولا بالقلب والحب الأبدي. ولذلك يعتبر اختيار محمد احتارين لهولندا واقعا محمولا بالإقناع الشامل من طرف محيطه والإغراءات المعروضة عليه لأن في هذا السياق معلومة خرجت من مناشر الصحف الهولندية  وتقول أن المغرب يستميل مغاربة هولندا بالمال من أجل حمل القميص وهو أمر في غاية السذاجة لأن المغربي لا يشتري وطنه بالمال بل بالروح والدم. لكن في عرف هؤلاء إمتصوا هذا الواقع وربما فعلوا ذلك مع احتارين وبكل الضغوطات والإغراءات .
في النهاية، وإن كنا خسرنا نجما واعدا، فلن نخسر من يدينوا للمغرب من الجاليات المغربية بكل المعمور في سبيل الوفاء للعرق والأصل والحس رغم الولادة بأرض الآخر لكون العائلة الأصيلة التي تربت وهاجرت من أجل لقمة الخبز هي المنبث الذي يربي على الدين والثقافة والأدب ولا تنسى أصولها على الإطلاق. وربما كان على عائلة احتارين التي دفنت فقيدها بالمغرب أن تراجع أوراقها العرقية والحسية للوطن قبل أن يهرب شبلها من يدها وهو في سن المراهقة. ومع ذلك ليس الأمر مهما لأن الحكاية ستلد حثما نجوما مغربية أقوى من احتارين وغيره. وللمغرب حكيمي وزياش وامرابط الصغير والكبير وحارث من أقوى الرسائل العالمية. 
 فقط هذه الإشارة لنكران الجميل لها مسؤولية كبرى أمام المستقبل .. وعلى أندية المغرب أن تجيب على هذا السؤال الكبير الذي يبعدنا من البطولة إلى أوروبا لأنه لغاية الأسف لم نعد ولسنين طويلة نصدر نجوم البطولة إلى أوروبا لأن السوق فارغة من النجوم الكبار رغم المال والإمتيازات والملاعب التي تشرح الصدر. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحطارين تنكر للجميل إحطارين تنكر للجميل



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya