دروس الكرة القطرية

دروس الكرة القطرية

المغرب اليوم -

دروس الكرة القطرية

بقلم: محمدعفري

فازالفريق القطري نهاية الأسبوع بكأس الخليج لكرة لقدم المنظم بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأعطى هذا الفوز دروسا للعديد من دول الخليج وآسيا وافريقيا والعالم العربي بالخصوص يجب الاستفادة منها ، أما دول أوروبا وأمريكا اللاتينية التي لها ما يكفي إلى حدود التصدير من مقومات الكرة ،خاصة في مجال االتكوين، الذي هو اساس كل الرياضات، فلابد أنها آمنت بقدرات هذا المنتخب، واستنتجت بدورها دروسا في التحدي..
على الرغم من الإكراهات المتعددة المحيطة بهذه الإمارة الصغيرة منذ أكثر ما يقارب العامين ،تمكن " العنابي" من قطف ثمار مشروع أسست له قطر منذ2004، حين تم الرهان على التكوين القاعدي وجعله اساس التفوق في العلم والتربية والثقافة كما في الرياضة ومنها كرة القدم ،القطاع الأكثرشعبية الذي يشغل بال الملايين وتُضخّ له الملايير من أجل الاستثماروالتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
إدراكا منها بأن  صناعة الأبطال لم تعد حكرا على الحظ ، أوعلى المجهودات الشخصية للأفراد وبعض الجمعيات و"المؤسسات" المحسوبة،بل على التكوين القاعدي العلمي الممنهج، أحدثت قطرأكاديمية التفوق الرياضي  واضعة أمامها أهدافا شتى، أولها دخولها المنتظم الرياضي الدولي بمنتخبات ورياضيين قادرين على حصد الألقاب ، وعيا منها بان التفوق لا يتاتى إلا للأكثر قوة والأكثر سرعة والأكثر علو،وثانيها الإعداد الحقيقي لمونديال 2022 المرتقب ان تستضيفه برهان 48 دولة مشاركة ان استدعى الأمروالمشاركة فيه على أكمل وجه يشرف وجوه العرب و الخليجيين والقارة الأسيوية.
فوز المنتخب القطري هوثمرة 14 عاما من التكوين والتدريب عاليي المستوى ، هو ثمرة مشروع سياسي اجتماعي رياضي تنموي، هو ثمرة أكاديمية " أسبايرس" التي تاسست  بهدف تحديد وجذب المواهب الرياضية والكروية ،من  قطروخارجها، لرفع مقدرات الأداء الرياضي عن طريق التدريب عالي المستوى. سخرت قطر المال و الأعمال و الإعلام لنجاح هذا المشروع وجذبت إليه كبار المكونين في القارات الخمس ومنهم المغربي الدكتور حسن حرمة الله الذي يعترف القطريون بان بصمته كبيرة رفقة آخرين في نجاح مشروعهم الكروي.
المغرب واحد من الذين عليهم الاستفادة من التجربة القطرية في المنظومة الكروية.عليه أن يدخل عالم التكوين الميداني الحقيقي. والبداية من الإدارات التقنية في الأندية والفرق التي هي عصب المتخبات بمختلف الفئات العمرية ،أما الإدارة الثقنية الوطنية فلابد من إعادة النظر فيها و إخضاع الساهرين عليها إلى دورات تكوينية ميدانية ، مادامت المكتسبات حكرا على تقنيات "إدارة و تدبير" المنتخبات الوطنية ومنها المنتخب الوطني الأول.فالإدارة التقنية الوطنية ،من أهدافها الأولى، إنتاج قادة ومكونين يسهرون على التدريب و التكوين العالي ..مدارس الكرة ومراكز التكوين التي هي" بالإسم دون المسمى"، ظلت حبرا على ورق خلال عقود ،ولمن يقول العكس أسأله ماذا أنتجت هذه المراكز من لاعبين ينافسون على أعلى مستوى، بدليل أن الناخبين المتعاقبين على المنتخبات الوطنية والمنتخب الأول بالخصوص لا يقتنعون بمنتجات هذه المراكز،وأن الأندية نفسها تهرول كل عام إلى "شراء" لاعبين أفارقة لتعزيز صفوفها  .أكاديميات الكرة التي ابتلى الله بها كرة القدم المغربية أتضح أنها "مقاولات" غير ناجحة في صناعة اللاعبين والدليل أن المنتخب المغربي يعتمد في تركيبته الاساسية على لاعبين من ابناء الجالية المغربية، جلهم من مدارس كروية أوروبية تؤمن بالتكوين القاعدي، فيما المغرب ظل يعتمد على اللاعب الجاهز المقبل من الضفة الاخرى.
قد يقول قائل أن نجاح قطر في الكرة مرتبط بأموال الغاز والبترودولار والإشهار والإعلام و بالتجنيس، سأرد عليه بان المال في الكرة المغربية وفير وأن الموارد البشرية الكفأة موجودة والموهبة والمقدرات المتمثلة في المادة الخام ، أي العنصر البشري،موجودة،يكفينا أن نحدد قنوات إنتاج يتحد كل العالم عليها، وأولها التكوين ثم التكوين،في الأندية والفرق أولا، وعلى أساس علمي لا عشوائي، وثانيها الاستفادة من كل أطرنا الكروية الكفأة، لكن كل ذلك ليس قبل الإيمان و القبول بالبداية من الصفرأولا..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس الكرة القطرية دروس الكرة القطرية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya