كنتم رائعين

كنتم رائعين

المغرب اليوم -

كنتم رائعين

بقلم: محمد فؤاد

هذا السيل الكبير من الصدامات الشعبية والإعلامية وحتى في شبكات التواصل الإجتماعي السليط بكل طقوس البداءة الكلامية والسوقية كان مطروحا في فرن انتظار إقصاء الأسود في كل لحظة ليخرج من بعبعها الحاقدون لأعداء النجاح والحكارة. وجاء جزاء حكيم زياش ليفجر النوايا السيئة والألسنة الجارحة ويدخل في تفاصيل قبلية للمونديال الإفريقي ويحكي عن جزئيات ما اقترف في حق حمد الله وفي حق لاعبي البطولة. إلا أن ما لن يكون في حسبان من كان ينتظر هذه السقطة، هو كيف ستكون الردة الشعبية وعلماء التحليل الواهي في بعض القنوات والإذاعات لو سجل زياش جزاء التأهل في مقتل الوقت بدل الضائع؟ كنت أنتظر هذه الردة الفعلية لو أحكم زياش قبضته النفسية والتركيزية لأسوإ عرض له، وسجل هدف الإنتفاضة النفسية له شخصيا وللفريق الوطني الذي كان قبل هذا الدور قد تسيد مجموعته لأول مرة في تاريخه مقابل أن أعاين الردة الشعبية المفترض أن تنتفض عفويا لهذا الحدث التاريخي الذي كنا ننتظر إعادته تدريجيا حسب سياقات كأس إفريقيا ل2004 بتونس. ولو وضع زياش الكرة في المرمى لما كان هذا اللغط والذبح والسلخ لجميع مكونات المنتخب المغربي مع أننا كنا سننتظر أية سفطة حتى ما بعد الفوز على البنين لتنطلق نفس التداعيات والخدش على كل التداعيات حتى في منطلقات الحياة الشخصية للدوليين . 

طيب، ماذا يمكن القول عن المنتخب المصري منظم الدورة الذي سقط بنجمه العالمي محمد صلاح بالمفاجأة الكبرى أمام جنوب إفريقيا من دون أن يكون لا مقنعا ولا قويا كمرشح للكان مفارنة مع سقوط المغرب بالحظ العاثر وبفرص كبيرة ما كان له لأن يخرج منها خاوي الوفاض مع أنه ألهم سحر العالم بكرته الراقية في مباريات تدريجية بالمجموعات؟ ولماذا يتعرض الفريق الوطني لهذا الذبح العلني وقد أبان رجاله عن قتال كروي وجهد بدني خارق في ظهيرة حارة هي على غير الحق الذي تقمصه المنتخب المصري في عز التاسعة مساء؟ ولماذا اسشاط الكل غضبا من العرض المغربي أمام البنين المتعارف عليها كخصم ضعيف تاريخيا، ولكنه اليوم يعتبر من فرق الصحوة القارية لأنه فاز على الجزائر في الادوار التمهيدية وتأهلا معا إلى النهائيات، ثم تعادل مع عيارات الكامرون وغانا.؟ لماذا نبخس أنفسنا أمام وقائع أريد لها أن تكون وفق القدر والمكتوب ولو سجل زياش الجزاء لكنا بعد غد الأربعاء نحن من نناقش السنيغال.؟  المشكلة هي أن مصر هي التي من المفروض أن يعاقبها الشعب والاعلام على أدائها الفضيع وخروجها الصاغر كمنتخب مختص بالمنتخبات القوية بالقارة السمراء، وليس أن نعاقب نحن منتخبنا لأنه خرج من تظلم هدف أول مرفوض، وجزاء زياش ليس إلا حتى ولو كان العرض سيئا، ولكن ذلك لم يحصل على الإطلاق لأن المغرب كان سيد الفصول كلها مع سوء الفعالية والنجاعة، ولكنه تسيد المجموعة وتسيد مباراة البنين المحمية بحظ اعتبر كنزا تاريخيا له  وسهما قاتلا بجزاء قلب مكلوم للمغرب. 
 طبعا كان لرونار مساوئه الإختيارية وحتى في منظومة البحث عن الحلول على مستوى قراءة الخصم وفي إيجاد طرق إسقاط كل الجدارات الإسمنتية ولو بوضع مهاجمين مع نزول الأطراف ومؤازرة الأجنحة، ولكن مع ذلك خلق الاسود فرصا كثيرة أريد لها أن تضيع قبل أن يأتي السعد بالجزاء الواقعي. لكن القدر هو من أخرج المغرب وليس زياش. صحيح أنه في عرف الكرة أن النجم عندما تهرب عليه الكرة ويظل يبحث عن الإنطلاق يحمل هما كبيرا في نفسيته لأنه معشوق مناصريه ويريد أن يعيد لنفسه وعشاقه نفس الحب، لكن ما حدث أريد له أن يحدث. ولو عاكسنا الحقيقة لقلنا في حكم الخبرة أن اللاعب نفسه هو الاحق من أن يقول لمدربه لا أريد تنفيذ الجزاء ولكان هناك كلام آخر. ولكن زياش كتب لنفسه هذا الحق وهذا القدر المكتوب عليه وليس للمدرب لأنه كان يحميه ويبحث عن إنطلاقه مثلما سيحدث مطلقا مع محمد صلاح مثلا لأن مصر كلها لن تشاهد منتخبها من دون صلاح حتى ولو كان سيئا، ونفس الأمر ينسجم مع زياش. ولهذه العاية، لماذا نتحامل على زياش لأنه بالأمس كان هو من أهلنا للكان، واليوم نجازيه بهذه الصورة القاتمة لقاتل أحلام المغاربة.
نهاية، لا أريد الخوض في إقصاء المغرب لأنه لم يكن سيئا ولا خارج السياق لأنه كان أفضل منتخب إفريقي حتى دور الثمن، وأداؤه برغم قساوة الحرارة دون أن يتمتع بفصول المباريات الليلية كان رائعا ومتدرجا حسب سياقات المباريات. والخروج لا يعتبر مهزلة على الإطلاق وفي عيون من كان ينتظر السقوط ليسل سيفه إعلاميا وتحليليا حول ما قدمه الأسود من أداء مبهر هو في نظرهم ظلاما في عيونهم الظالمة.
إرفعوا رؤوسكم يا أسود كنتم رائعون قبل الجزاء المحتوم. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنتم رائعين كنتم رائعين



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya