كن أو لا تكون

كن أو لا تكون

المغرب اليوم -

كن أو لا تكون

بقلم: محمد فؤاد

رونار.. هذا الثعلب الذي لا تجد طريقا له في إيجاد الصيغ وقراءة ما بعقله وإن اختلفت التوجهات وتعاليق رواة التحليل حول ما قدمه خلال السنوات الثلاث ونصف الاخيرة بحلوها ومرها ، مع أن المر كان ضئيلا في مسار ما  أنجزه من أهداف التعاقد مع الجامعة، وطريقه ملغوم بأكثر الإستفهامات التي يحللها البعض على هواه وإن قال الرجل ذات مرة بأنه يعتذر للكل عن تصريحاته العشوائية والمفهومة بمقاصد لاذعة من قبل الاعلام الرياضي المغربي. وتأتي هذه المصادفة الثعلبية الجديدة من خلال استقراء الألغاز التي صرح بها خلال الندوة الصحفية المنعقدة قبيل مباراة ناميبيا حول مستقبله التقني بالمغرب بين كينونة البقاء أو المغادرة، إذ ترك الباب مفتوحا بشأن مستقبله عندما قال: «أنا مع المغرب منذ ثلاثة أعوام ونصف عام، إختبرت أمورا جميلة جدا وآمل ألا يكون ذلك قد انته»، وتحليل معطيات هذا التصريح الجريئ يناقض أطروحة ما قاله سابقا عندما قال حول ذات السؤال: «سأرى إن كان سيكون في المرحلة المقبلة أم لا»، ولذلك علينا أن نرهن أنفسنا بما هو محين من تصريحات جديدة تضع الرجل في صلب الواجهة كونه يتمنى أن يواصل مشروعه المستقبلي من خلال ما قاله: «وآمل في ألا يكون ذلك قد انتهى» وهي عبارة مترجمة بالمعنى الواضح ويضع الرجل في مختبر ما بعد انتهاء الجيل المتقادم كما عبر سابقا: «هناك مجموعة من اللاعبين، الذين يخوضون آخر سنواتهم مع المنتخب، وربما ستكون نهائيات كأس إفريقيا القادمة هي الأخيرة لهم، بعدها ستنتهي حلقة، وستبدأ حلقة جديدة في مسار المنتخب، بعد الـ”كان”، سنرى هل سأكون في هذه الحلقة الجديدة»، وهذا الإختلاف بين رؤية المستقبل بسؤال هل سأكون؟ وبين آمل أن لا ينتهي مساري ، يضع الرجل أمام واقع البقاء بنسبة عالية حتى ولو أخفق الاسود في كأس افريقيا بمصر لأنه يهيئ لمرحلة مستقبلية لجيل يريد أن يكون باسمه أولا، ثم هناك معبر كبير يؤطر الرجل تقنيا كونه وجد نفسه في دولة افريقية تتمتع بمواصفات العالمية على مستوى البنيات التحتية مثل جوهرة المركز الوطني بالمعمورة الذي شكل له واحدا من أرقى المعسكرات بافريقيا وهي الإشارة التي أعلنها في المؤتمر الصحفي عندما قال: «لقد وفروا لي كل ظروف الإشتغال والنجاح، وهذا أمر رائع حقا».  وهذه النوايا يؤسسها رونار في معبر هذه الكأس المثيرة في ثاني حلقة تاريخية له مع أسود الاطلس ويراهن عليها من باب الكرامة المهنية التي تحفظ له شهرة الرجل العارف بالخبايا الافريقية، ويرى في مقام حضوره الثاني على التوالي مع الأسود ترسيخا لرهان الذهاب بعيدا فوق مرتكزات ما توقف عته في كأس افريقيا 2017 بالوصول إلى ثمن النهائي ليباشر سطوة عبور هذه المحطة بروية الذكاء رغم صرامة الطقس الحار في بداية المأمورية أمام ناميبيا، وأعرف حثما أن الرجل يؤمن بحقيقة أن المغرب يملك كبار اللاعبين لكنه غير محظوظ معه في اختراق جداول الالقاب الممنوعة إلى الآن ولو أنه حقق بعضا من الانجازات التي لا يعترف بها رواة التحليل الهش في أي مكان من خريطة المغرب وخارجها . قد أكون مدافعا عن الرجل لأنه حقق شيئا من الواقع في عرين الاسود على مستوى شخصية الفريق وتلاحمه في صناعة النتائج واختيار وجوه دولية من المستوى العالي ، وقد أكون ضده لأنه لا يعطي الاهمية الكبرى لرجال البطولة من المستوى العالي والخبرة الافريقية في عصبة الابطال وكأس الكاف ،ولكن في عمق المشروع هو من يضعه كفكر وكوموندو ، وهو حامله حسب مكوناته الاساسية وأهدافه وتكلفته ومداه . وربما ما حققه مع زامبيا والكوت ديفوار يختلف حسب السياقات والتوازنات البشرية سيما مع قارة سمراء جيلها المورفلوجي يتطبع بالحرارة وله القدرة الاحترافية التي تجعل منه شخصية قوية محمولة بالحس الوطني وتلاحم المجموعة . وهذا الشكل غير متواجد مع الاجيال المغربية الكبيرة الاسم والنجومية بأروبا لأنهم متطبعون بالطقس الاوروبي ، ومع ذلك صنع رونار قفزة نوعية في هذا الاطار وعبأ الكوموندو خلال السنوات الثلاث الاخيرة بميزة الاستئناس بالطقس الافريقي مثلما تفاعل بالفوز خارج الارض كالكوت ديفوار مثلا . وأعرف حثما أن الرجل يؤمن بمبدإ الانجاز التاريخي للأسود بمصر ، كما يريد أن يؤرخ لنفسه صراع السطوة على الاحداث وإن تهاطلت عليه نزوات أحداث ما قبل الكان ، ويجاهر بحقيقة الذهاب لأطول فترة ممكنة بالكان . وهذا ما نريده أساسا من الرجل في قراءة شخصيات الخصوم مباراة بمباراة ودورا بعد دور . والثعلب عادة ما يكون ماكرا ونريده أن يكون ماكرا في صناعة النتائج . ويوصل خطاب المغاربة للزحف على الخصوم بطابع الوطنية وليس الخوف على الارجل . 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كن أو لا تكون كن أو لا تكون



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya