بقلم - جمال اسطيفي
سيغلق ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء أبوابه مرة أخرى من أجل الإصلاح، حيث سيكون على فريقي الرجاء و الوداد أن يعودا لممارسة هوايتهما في الترحال، والبحث عن ملعب لإجراء مبارياتهما، علما أن الملعب كان قد أغلق قبل مباراة المنتخب الوطني والغابون التي جرت ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا.
فهل قدر هذا الملعب أن يظل دائما عرضة لمسلسل من الإغلاق يبدو أنه لن ينته، وهل قدر فريقي الوداد والرجاء اللذين يمنحان للمنافسة الكروية في المغرب طابعًا خاصًا أن يعيشا في كل مرة الاغتراب، بكل ما يتركه ذلك من أثر على نتائج الفريقين وحضورهما وتوازنهما واستقرارهما، لو أن الإغلاق تم لمرة واحدة فقط من أجل إصلاح نهائي، لكان الأمر مقبولا، لكن أن يصل الأمر إلى هذا الوضع الذي لا يطاق، فبلا شك ثمة خلل كبير في تدبير هذا الملعب، وفي إصلاحه.
إذا اطلعتم على البطاقة التقنية لمشروع ملعب إصلاح ملعب محمد الخامس، الموجودة في موقع الدار البيضاء للتهيئة، ستجدون أن مدة الإصلاح تصل إلى 38 شهرا، لكن البطاقة التقنية نفسها لا تحدد موعدا نهائيا لانتهاء الأشغال، علما أن نسبة إنجاز المشروع، قد تكون 75 في المئة، ثم بقدرة قادر قد تنزل إلى 50 في المئة، مع العلم أن تقدم الأشغال يجب أن يجعل نسبة إنجاز المشروع تكبر لا أن تنخفض، إن 38 شهرا ليست مدة لإصلاح ملعب فقط، بل إنها مساحة زمنية لكاقيةبناء وتشييد ملعب جديد بمواصفات عالمية، فهناك دول بنت ملاعب جديدة في 18 شهرا فقط.
هنا لابد أن نتساءل عن لماذا لا تتم أشغال تهيئة وإصلاح ملعب محمد الخامس بعد نهاية الموسم الكروي، كما هو معمول به من طرف المؤسسات التي تحترم نفسها، ولماذا هذا الإصرار الغريب على أن تسير الأشغال بسرعة السلحفاة، لابد أن نتساءل أيضا عن دور "كازا إفنت" التي بدل أن تساهم في التنظيم المحكم وفي التواصل الشفاف، فإننا وجدنا في أكثر من مرة أن مديرها محمد الجواهري، آخر من يعلم بل إنه تحول إلى "شاهد ما شافش حاجة"، بدليل أنه أعطى عدة مرات تصريحات لوسائل الإعلام مخالفة للواقع.
أن أزمة ملعب محمد الخامس ليست إلا صورة مصغرة لأزمة كبيرة تشهدها مدينة الدار البيضاء في مختلف المجالات، وتعكس أزمة قرار وغياب غرفة قيادة قادرة على أن تمضي بالأمور في الاتجاه الصحيح، أما أغلب المسؤولين فإنهم تحولوا إلى موظفين ينتظرون التعليمات، وينتظرون ما سيحصلون عليه بشكل شخصي، بدل أن يتورطوا في اتخاذ قرارات قد تكلفهم مناصبهم وامتيازاتهم.