رأي رياضي من ريو ديجانيرو

رأي رياضي من ريو ديجانيرو

المغرب اليوم -

رأي رياضي من ريو ديجانيرو

يونس الخراشي

السيارات في طرقات ريو ديجانيرو تشبه تلك التي تذرع شوارع الدار البيضاء، أو أي مدينة في المغرب. لا فرق على الإطلاق، وإن كان ولابد من فرق، فهو أن بعض السيارات التي نشاهدها نحن في بلادنا لا أثر لها هنا إلا في ما ندر، وهذا يعني ما يعنيه بالنسبة إلى من يفهمون في لغة الإشارة.

في بلد كالبرازيل، اقتصاده حر، وفيه طبقية واضحة، بتفاوتات كبيرة جدا، يسهل عليك أن تعرف من نوعية السيارات التي يمتطيها الناس طبيعة السلم الاجتماعي، والثقافي الذي ينتظم سير الأمور، ويجعلها بالشكل الذي تظهر به في الشارع، وعلى مرأى من العموم، وبخاصة من زائر يغريه التقاط الإشارات ليفهم ما يدور حوله.

حين تكون في الشارع، وهو للمناسبة متسع جدا، إلا في حالات، كتلك التي توجد في كوباكابانا، وفي الطريق إليها، حيث أنفاق طويلة في الجبال، وممرات ضيقة جدا، تشاهد سيارات من أنواع مختلفة تماما، من مصانع اليابان وإيطاليا وفرنسا وأمريكا وألمانيا، وغيرها، ما يعني أن السوق مفتوحة، والعرض كبير، والمشتري يملك فرص للاختيار بين الأرقى، والأقل غلاء، والأنفع، والأجمل.

ومن خلال المشاهدة تعرف أن الطبقة الفقيرة ضمن الطبقة المتوسطة هي الغالبة على العموم في شارع ريو ديجانيرو. يتضح لك ذلك من الحضور القوي للسيارات الاقتصادية، وهي التي يرجح جدا أن أغلبها مشترى بالتقسيط، من قبل الشباب، الحالم بالاستقرار، في ظل اقتصاد متذبذب، يؤدي، في كل مرة، بعدد مهم من العاملين إما إلى الشارع، أو إلى البحث عن فرصة عمل جديدة للوفاء بالدين لأصحابه.

السيارات الرخصية حاضرة هي الأخرى، ولكن ليس بشكل لافت، ما يعني بأن الفقراء يتحركون في مواقع معينة، وأنهم يستعلمون الحافلات العمومية، والتي تتميز هنا بكونها تمضي في طريق مخص لها بمفردها، إذ أنها تستفرد بطريق في الوسط من جهتي اليمين واليسار، بحاجز من طوار، يجعلها تسير بسرعة معتبرة، ودون أي توقف إلا في المحطات المغطاة الكبيرة، حيث الأبواب الزجاجية الأوتوماتيكية تفتح عند وصلوها فقط.

أما السيارت الراقية فلا ترى إلا نادرا. ليس لأنها ليست موجودة، ولكن لأن الأثرياء لهم أحياؤهم الخاصة بسكناهم، والتي تجعلهم يتحركون وفق أسلوب خاص جدا، وفي ساعات معينة. ثم إن هؤلاء قلة في مدينة مترامية الأطراف مثل ريو ديجانيرو، تعداد سكانها يفوق العشرين مليون نسمة، أغلبهم من الكبقة المتوسطة، والكثيرون منهم فقراء، أو يعيشون تحت عبت الفقر، أي بمعدل دولار لليوم الواحد.

سيارات الأجرة، التي تمثل في كل مدن العالم أيقونات، تمضي هنا في ريو ديجانيرو غير مبالى بها بين باقي السيارات، بحيث تبدو حين تمر من أمامك، أو تتوقف لتصعدها، عادية جدا، وهي بلونها الأصفر الغامق نوعا ما، وبأنواع مختلفة تماما تكاد تستعصي على العد، لكثرتها، وتنوعها. فلا تتميز إلا وهي مرصوصة أمام بعض الفنادق، ينتظر سائقوها زبونا جديدا على أحر من الجمر.

ملاحظة أخيرة، وهي أن أغلب السيارات في حالة ميكانيكية معتبرة، ذلك أنها لا تخلف دخانا أسود خانقا بعد مضيها. ويبدو، من خلال نظرة طارئة على الحقيبة الخلفية لسيارة أجرة كنا نستعد لأن نستقلها ذات مساء، أن هناك من يستعمل غاز البوتان لتدوير المحرك، خاصة أن أسعار المحروقات أخذت في الارتفاع بعد الانكماش الذي مس الاقتصاد البرازيلي، وأدى إلى أزمة سياسية كبيرة أطاحت بالرئيسة ديلما روسيف وجاءت بالرئيس المؤقت ميشال تامر.

سيارة واحدة شكلت اللغز، وهي "فولزافكن" ميكروباص. ذلك أنها وهي تمر، غير ما مرة من أمامنا، جعلتنا نستعيد ماض مثير جدا لسيارة ارتبطت بتاريخ أوروبي مؤلم ومميز في آن معا، ولكنها هنا للاستعمل في الأشغال الشاقة؛ مثل البناء، وإصلاح أنابيب الماء، وتركيب ألواح الجبص،

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأي رياضي من ريو ديجانيرو رأي رياضي من ريو ديجانيرو



GMT 15:20 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

اتحاد غرب آسيا يناقش مستجدات أنشطته وبطولاته

GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 01:30 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر توضّح أسباب تأخر عرض مسلسل"السر"

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها

GMT 22:26 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

وفاة فتاة تحت عجلات قطار الدار البيضاء

GMT 09:19 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

شالكه يحصل على خدمات موهبة مانشستر سيتي رابي ماتوندو

GMT 07:52 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الممثل المصري ومغني الأوبرا حسن كامي

GMT 12:58 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

فنانات مغربيات يحققن نجاحًا كبيرًا في بلدان الخليج

GMT 09:47 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

مقتل عارضة الأزياء الشهيرة تارة فارس في بغداد

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

العثور على رضيع متخلى عنه في أحد شوارع مدينة وزان

GMT 07:02 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

فوائد العسل الأبيض في نظام الرجيم الغذائي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya