الباش ليس جريمة

الباش ليس جريمة

المغرب اليوم -

الباش ليس جريمة

بقلم: منعم بلمقدم

في كل عام يرحل فيه جمهور الرجاء لمراكش إلا يصنع الدراما حتى لا أقول الحدث، بتسبب بعض مراهقيه حتى لا أقول الكل في أعمال شيطانية، حتى وإن بررها الأنصار كونها ردة فعل إزاء استفزازات الأمن وهي مقاربة ترافع ودفاع غير مقبولة ولا تبرر ما يعيثه هذا الجمهور فسادا في الملاعب التي يستقر فيها.
سرقوا قردا من ساحة جامع الفنا واصطدموا بالجمهور المحلي، والعام الفائت في نفس الفترة وعلى نفس الملعب تطاحنوا بينهم وتآكلوا في مشهد فج وغريب.
وقبل هذا تناحروا فيما بينهم في مباراة الحسيمة الشهيرة وكل مرة يكبر العجب حين يظهر السبب، والذي ليس سوى «الباش» الذي يمثل في مملكة الإلترات محمية أو إرث لا يمكن الاقتراب منه.
ليس معقولا ولا مقبولا ولا حتى محمودا أن يجيبك أي رجاوي أن منع رفع "الباش" يساوي التنكيل بملعب ومنشأة رياضية، وغير معقول أن يتدخل الأمن بتلك القوة وأن يجعل من رفع "الباش" جريمة رغم أن الأمر لا يضر في شيء.
ما حدث بمراكش وتكرر كثيرا مع جماهير الرجاء التي كانت حاضرة في فعل اقتلاع كراسي ملعب الأمير مولاي عبد الله في نهائي الكأس لم يشفع  يومها التتويج ولا فرحة اللقب في تفادي تلك المشاهد الصادمة، هو أمر يفرض مقاربة من نوع خاص على الجامعة أن تتحمل فيها كامل المسؤولية وبمنتهى الجرأة كما هو معمول به في بلدان سبقتنا على درب الاحتراف والممارسة بعدما فشل الأمن فشلا ذريعا في احتوائها.
فمستحيل تصور التحكم في آلاف مؤلفة ترافق الرجاء في تنقلاته ومستحيل تصور أن تنتهي آفة الشغب ما لم تحضر كوطة منع التنقل بهذه الأعداد والسير على نهج ما هو موجود بإسبانيا بالسماح لقدر يسير من الجمهور تتبع فريقه في المباريات التي يلعبها خارج ملعبه.
ما وقع عليه جمهور الرجاء وما أتاه بعض رجال الأمن من فعل متهور بالرد على الأنصار بالرشق بالكراسي والحجارة هو سلوك منفلت يضرب في العمق كل ما تحصل عليه المغرب مؤخرا من امتيازات.
يضرب صورة المغرب الحداثي المسالم والمنفتح الساعي لتنظيم المونديال، ولعل ترويج تلك الصورة البغيضة على نطاق واسع بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كان الخدمة المجانية التي قدمناها لأمريكا فوق طبق فضي ولو أنها لا تمثل الجمهور المغربي الحقيقي الواعي والمتخلق ولا الأمن الذي نتباهى به.
سوابق جماهير الرجاء حتى وإن تحججوا بأنهم مستهدفون وبأنهم يتعرضون لحملة استفزاز كبيرة تجعل من النادي الضحية الأكبر، ولعل ما حدث الموسم المنصرم يتكرر الموسم الحالي بلعب الفريق "ويكلو" أهم مباريات الموسم ولم يستوعبوا درس خسارة خريبكة التي ضيعت عليهم الدرع واليوم ها هو الرجاء يواجه اتحاد طنجة في ملعب مهجور بعدما كانت القمة مرشحة لتنافس أهم مواعيد نهاية الأسبوع على مستوى العالم.
طرح التظلم الذي يرفعه الجمهور الرجاوي وبعض المتعصبين المحسوبين عليه والانتصار للباش على أنه ملك محصن ومتاع ناذر يقتضي الموت لأجله هو فكر متعصب غرسته نخبة من الفئات المارقة في أذهان مراهقين آمنوا به في غياب التوعية وفي غياب مطلق لدور الأسرة في هذا الجانب.
مر عام ونصف على حضر الإلترات ومنع تداولها ولما تساهلت الدولة مع عودتها ومع بعض أنشطتها ها هي تؤدي الفاتورة وغاليا هذه المرة لأن الفاتورة امتدت للسمعة قبل كراسي البلاستيك.
لطالما حذرنا من مقاربة التساهل والعفو عن الخارجين عن نص القانون وعلى أنها لا تولد إلا مزيدا من الجرأة على هيبة الدولة، كما حذرنا الأمن من التعامل بالعقلية البوليسية مع مصدري الفرجة، وإن تواصل نفس الصدام فليس بعيدا أن تحضر بيننا في ملاعبنا المغربية المسالمة مجزرة تشبه بور سعيد في هولها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباش ليس جريمة الباش ليس جريمة



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya