بقلم - رياض الغازي
سعيد الصديقي المدرب الذي أطرب بمنطقة أولاد حريز ورفع رأسهم عاليا في منافسات الدوري المغربي الاحترافي، بعد أول موسم الصعود، وقهر أندية يحسب ( بضم الياء) ألف حساب، بطريقة المدربين الذين يشتغلون في صمت ويحققون نتائج عجز عنها بعض المدربين ( المهرنطين) الذين نراهم بعد كل نتيجة إيجابية يتسابقون نحو الميكروفونات للكشف عن سر وصفة الفوز ودوره في تحقيق النتائج الإيجابية، وعندما يحصل العكس يلصقون أسباب الهزائم بأداء اللاعبين أو الهفوات التحكيمية.
سعيد الصديقي، الأخ والصديق الذي لا يفارق اللاعبين، ويخلق من الأجواء ما يشبه بالجلسات العائلية، تراه يعالج المواضيع، ويرسل رسائل العتاب بطرق يغلب عليها طابع النكتة، وظل وفيا لطابعه المرح عندما كان لاعبا، واستغله كمدرب، ونجح فيه مع العديد من الأندية المغربية وساهم في تكوين لاعبين أبلوا البلاء الحسن ومنهم من يزال على المنوال نفسه، لكن المستديرة لم تنصفه بداية من شبان الرجاء مرورا بعدة أندية بالهواة أو القسم الثاني.
سعيد الصديقي، جمع حقائبه ورحل إلى مدينة برشيد، وهمه الوحيد إثبات ذاته وفرض اسمه، تناغما مع مشروع رسمه مسؤولو يوسفية برشيد وعلى رأسهم نور الدين البيضي والحاج الكاميلي، وصمد أمام إعصارات أعداء النجاح، وكان له ما أراد وصنع إسمه في تاريخ المهيبلة بتحقيق الصعود إلى بطولة القسم الاحترافي الأول.
ابن منطقة سيدي عثمان، كسر معادلة المدرب المغمور، وأظهر للجميع أن الكفاءة المهنية لا تأتي بمحض الصدفة وإنما بالصبر والعمل الجاد والثقة في النفس، والاشتغال في صمت، عوامل اشتغل عليها سعيد وكان فعلا ظاهرة كرة القدم المغربية هذا الموسم رفقة لاعبين شباب مرر لهم تجربته الكروية التي علمته أن النجاح في عالم المستديرة له قواعده ومبادئه، ولسعيد أقول لكل مجتهد نصيب، وأتمنى أن تكون بوابة المهيبلة بداية بزوغ مدربا وطنيا شق طريقه بثبات ورسم طريقه بنوع من الذكاء، وبتجربة لم ينالها الكثير من المدربين اللذين يحسبون أنفسهم قادة التدريب في المغرب، وتكون من الأساس الذي هو الفئات
العمرية وأندية الهواة، ثم القسم الثاني.