سعيد بلفقير
إلى أولئك الذين يلوموننا على كل حرف نزفناه حرقة على البلد، إلى أولئك الذين يعاتبوننا على كل معنى خطه الألم منا قبل القلم، إلى أولئك الذين يعيبون علينا غربتنا التي لا تختلف كثيرا عن غربتنا السابقة بين ظهرانيكم، إلى أولئك الذين ينكرون علينا الغضب ويستكثرون علينا الوجع، أقول لكم صفقوا، هللوا، وابتسموا فالانبطاح فرض كفاية.
كل ما في هذا الوطن يدعو للفرح، خرج ثعلب من خم الدجاج بعدما كسر بيض الجامعة، فصاح الديك لا بأس ما دامت مناصبنا بخير ومكاسبنا في ازدياد.
صاح الديك فينا يعلمنا مناسك الكرة, صفً المؤمنين أمامه لا خلفه, حسبما تقضي عقيدة الانصياع, أقنعنا أن الفوز مضيعة لطاقة الفرح, أما حزن الخيبات فيطيل العمر ويزيد من جمال اللعبة, وأن ننهزم أمام الصغير فذاك إنجاز كبير وأكبر منه ما صرف من جيوبنا النازفة.
هي أوركسترا الوجع العظيم, تعزف ويلاتها بنظام عجيب, يصيح الديك فلا نسمع إلا نقنقة على مقام الخضوع...
أموال كثيرة صرفت يا قوم.. نقنقة
وعود كثيرة أخلفت يا قوم.. نقنقة
بطولة أعلنت بوارها يا قوم.. نقنقة
يا قوم متى نصل إلى القاع؟ فقد طال مقامنا في الهاوية وما زالت ذكرى 1976 بعيدة وتُمعن في بعدها وما زلنا مدمنين على الفراغ نشتريه غاليا.
أخيرا جئنا بِوحيد زمانه نشكو له همنا فزادنا من الهم دمعة، أذن الديك فينا لنصلي جنازة الصغار أما الكبار فلا عزاء لنا فيهم ما داموا لا يحفظون نشيد الوطن، فهل نصفق؟