بقلم - جمال اسطيفي
في ثاني مشاركة له في كأس "الكاف" نجح فريق حسنية أكادير في بلوغ الدور ربع النهائي للمسابقة، إذ سيواجه إما الزمالك المصري أو الهلال السوداني أو الصفاقسي التونسي، من أجل حجز مكانة له في المربع الذهبي.
لم يكن تأهل الحسنية مفاجئا، فهذا الفريق أثبت منذ انطلاقة مسابقة "الكاف" أنه سيكون منافسا قويا، وأن بمقدوره أن يكون واحدا من فرسان الربع، ففي معظم المباريات التي خاضها كان الفريق حاضر البديهة، ومقاتلا شرسا لا يستسلم ولا ييأس.
وعندما وضعته القرعة إلى جانب الرجاء ونهضة بركان ثم أوطوديو الكونغولي، كان متوقعا أن يكون التنافس محتدما، وأن يدافع الفريق عن حظوظه.
ورغم أن الحسنية كان من أكثر الفرق تضررا من التحكيم، وتحديدا في مباريات الرجاء وأوطوديو بأكادير ونهضة بركان بملعب الأخير، فإنه حافظ على ثباته، ونجح في مباراة الجولة قبل الأخيرة في انتزاع نقطة ثمينة أمام الرجاء أبقت حظوظه قائمة لتحقيق التأهل، شريطة فوزه في المباراة الأخيرة أمام نهضة بركان وفوز أو تعادل الرجاء بالكونغو أمام أوطوديو.
خدم الحسنية نفسه وحقق التأهل، مثلما خدمته أيضا نتيجة مباراة الرجاء وأوطوديو، لكن في المحصلة النهائية، فإن التأهل الذي حققه الفريق مستحق ومكافأة لما بذله من جهد وكفاح في سبيل الوصول إلى هذه المكانة.
وإذا كان خروج الرجاء حامل لقب البطولة يعد صدمة حقيقية لأنصاره وللمسابقة بشكل عام، بالنظر إلى الزخم الهائل للفريق، إلا أن تمكن الحسنية من التأهل، هو أيضا رسالة إيجابية مفادها أن هناك في المغرب بطولة لكرة القدم بأداء محترم وتنافسية مفتوحة، وأن هناك أندية تجتهد في حدود الممكن لتكون فرقها في مستوى التطلعات، وأن كل ناد مغربي ينتزع بطاقة المشاركة سواء في مسابقة دوري الأبطال أو كأس "الكاف"، فإنه ملزم أن يصل على الأقل إلى الدور ربع النهائي، فلم يعد هناك أي مجال للتراجع إلى الخلف، كما أنه لا مجال للمقارنة بين إمكانيات الأندية المغربية ونظيرتها من إفريقيا جنوب الصراء.
لكن هل سيكون بمقدور الحسنية أن يواصل حضوره القوي في المراحل المقبلة؟ وهل ما حققه يكفي أم أنه مطالب بالمزيد؟
لابد من الاعتراف أن الرصيد البشري لحسنية أكادير محدود جدا، فمعظم التعاقدات التي قام بها قبل انطلاقة البطولة لم تقدم إضافة كبيرة للفريق، فهناك مجموعة من اللاعبين الذين ينهكون خزينة الفريق ماديا، لكنهم بلا أثر، كما هو حال الصربي سيبوفيتش وبوسبيبة القادم من هولندا والفلسطينين تامر صيام وأحمد ماهر، وغيرهم...أما في الميركاتو الشتوي فإن الفريق اختار عدم تعزيز صفوفه رغم حاجته الكبيرة لتعاقدات تسد النقص الحاصل داخله، وهو خيار فرضته الوضعية المادية للفريق.
ولقد تابعنا في مباراة نهضة بركان كيف أن الحسنية تأثر كثيرا بخروج المهدي أوبيلا مصابا، ناهيك عن أن الحسنية بشكل عام يلعب بخطين فقط، الدفاع ووسط الميدان في غياب لخط هجوم حقيقي يمكن أن يقدم الإضافة ويساهم في التوازن.
الحسنية يحتاج أيضا لدعم مادي، وإنه أمر غريب جدا أن ينتمي الفريق لمنطقة غنية فيها مؤسسات اقتصادية كبرى، ناهيك عن أن بها رجال مال وأعمال وسياسة يكتفون بالتقاط الصور بدل أن يقدموا دعمهم للحسنية الذي يعد أكثر من فريق بالنسبة لساكنة سوس وعشاقه.
ألف مبروك للحسنية، وهذه مجرد بداية في انتظار نتائج أفضل في الأدوار المقبلة.