بقلم - يونس الخراشي
عندما يخرج مسؤول كبير في جامعة الكرة ليشتكي من إغلاق الملاعب، عوض أن يخرج ليعلن عن الحل، فهذا يعني شيئًا واحدًا لا غير، هو أن الجامعة، بمن فيها من مسؤولين، "عطات حمارها"، وقررت أن تصطف، مثل أي عاجز آخر، إلى جانب الجمهور، وترفع صوتها بالاحتجاج، ولم لا ترفع لافتة كتبت عليها "هذا عار هذا عار.. البطولة في خطر".
الغريب فيما حدث، قبل أيام، أن الجامعة التي خرج منها بيان حقيقة؛ كان يفترض أن يوجه للمعنيين وليس إلى العموم، عبر موقع فيسبوك ، وتقول فيه التالي :"تهيب الجامعة الملكية بوسائل الإعلام كافة الانخراط في الدفاع عن ملف ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم، باعتباره مشروع بلد بأكمله، والتكتل لمواجهة المغالطات التي تستهدف إضعاف الملف"، هي نفسها الجامعة التي خرج منها مسؤول كبير يقول للرأي العام بأنه لا يفهم كيف يمنع فريقه، من اللعب، بزعم أن هناك دواع أمنية.
وأضاف "أنا أريد أن أفهم فقط، هل المغرب في وضع أمني خطير، أو أننا في حالة حرب، حتى تمنع الفرق المغربية من الاستقبال في ملاعب المملكة؟ أم أن هؤلاء المسؤولين، لا يريدون الاشتغال ، أمامنا خياران لا ثالث لهما، إما أن تفتح لنا أبواب الملاعب، وأن نلعب مبارياتنا في البطولة، أو نغادر هذا المجال، بشكل نهائي، ونتوقف عن التسيير الكروي، مثل هاته الأمور هي التي تدفعني جديا في تقديم الاستقالة".
صحيح أنه من حق أي مسؤول أن يحتج، ويقول "ما في قلبه" ، غير أنه لا يصح الدعوة إلى شيء والإتيان بضده ، وهذا ما حدث تمامًا عندما راحت الجامعة تدعو الإعلاميين إلى التصدي لما تصفه بأنه مغالطات، من شأنها أن تمس صورة الملف المغربي، ثم صدرت إلى منافسيها صوتا قويا جدا من داخلها، يقول، بقوة، إن هناك خللًا خطيرًا، وربما يؤدي إلى استقالة المسيرين، بما أن الفرق لا تستطيع استقبال ضيوفها، وتجد كل الأبواب موصدة في وجهها.
لنكن واقعيين ما قاله عبد المالك أبرون، رئيس المغرب التطواني لكرة القدم، بشأن الملاعب، فيه قدر كبير من الواقع، وإن جاء بصوت فيه غضب؛ والغضب عادة ما يخرج عن الصواب التام ، والجامعة التي تنشغل بمقال صحفي يفترض فيها أن تنشغل أساسًا بأداء عملها، بحثا عن حل لمشكلة الملاعب، التي جعلت من لجنة البرمجة أضحوكة العالم طيلة الأسبوع الماضي ، حتى إن رواد "فيسبوك" استخرجوا كل نكتهم ليعبروا عن امتعاضهم من وضع مخز، من شأنه هو الآخر أن يضر بالملف المغربي بشأن كأس العالم 2026.
للحق، إن أول من يسيء لملف كأس العالم هو نفسه الذي دعا إلى ألا يساء إليه ، وذلك من حيث لا يعلم أو يعلم ، فما معنى أن يلعب ثلث البطولة في ملعب الأمير مولاي عبد الله ثم يقال للإعلاميين تصدوا للمغالطات؟ وما معنى أن تبرمج مباريات أزيد من ثلاث مرات، ثم يقال للإعلاميين تصدوا للمغالطات؟ وما معنى أن "يخبأ" خبر ذهاب وفد مغربي إلى زيوريخ، ثم يقال لنا تصدوا للمغالطات؟ وما معنى أن تختار الجامعة ألا تتعامل مع الهيئات الممثلة للإعلام الرياضي، في ما يتعين، ثم تطلب منا أن نتصدى للمغالطات؟
يا سادة، نحن هنا فقط كي نتصدى للمغالطات، هذا هو الدور الحقيقي للإعلام ، ولكن ما تعلمناه دائمًا ، ممن ربونا، ودرسونا، أن المغالطات ليست ملونة وذات مذاق منوع، بحيث إذا أعجبتنا مغالطة نتصدى لها، وإن لم ترقنا، "نديرو مشفنا ما رينا".