بقلم: منعم بلمقدم
بين الشفاء والتشفي حروف تتغير مواقعها فيتغير المضمون بالكامل، وبين تغريدة وتعويذة أو بين تغريدة وضباح البوم ونعيق الغربان، تتغير الأوصاف بحسب طبيعة «السطوري» الذي ابتلينا به في هذا الزمان ليصبح التنابز بدوره ال«موديرن» والمتطور، ولينزل بما تبقى من الأخلاق لدرك منحط وبالإحترام لأسفل سافلين..
كلنا سنتمنى الشفاء لبلهندة بعد كسر فكه المزدوج ولن نتشفى فيه، كما يفعل عدد من المتعصبين لحمد الله وحتى قلة من المحايدين الذين كيفوا قدر الإصابة الذي أعقب سطوريه التويتري بيومين فقط، على أنها رسالة عليه استيعابها.
سأتمنى الشفاء لبلهندة من كسر الفك، لكن قبلها سأتمنى له الشفاء من مرض آخر أكبر من هذا الكسر العرضي الذي سيلتئم وهو ما يعكس قول الشاعر «جراحات السنان لها التئام ولا التآم لما جرح اللسان».
بالنسبة لي وكموقف شخصي فإن وحيد وضع في محك صريح لقياس درجة الكاريزما في نازلة بلهندة٬ ولو تواجد بلهندة في المعسكر المقبل سيكون الشرطي البوسني قد قدم تنازلات سيندم عليها بل و سيدد كلفتها وفاتورتها غاليا مستقبلا.
لذلك لا مكان لبلهندة في عرين الأسود تنزيلا دائما وكما أقول لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة٬، وتفعيلا لناصية العدل وتطبيقا لميثاق أخلاقي داخلي ينبغي أن يري النور داخل الأسود وليحمل «قانون بلهندة» على شاكلة قانون بوصمان كي لا يتكرر هذا العبث وهذا المسخ داخل حرمة بيت الأسود.
فما قام به بلهندة هو إيقاد لجمر الفتة الراقد منذ رحلة الـ«كان»، بعد أن استفز حمد الله وليته ما فعل وهنا كيف لنا أن نلوم ابن آسفي وإن كنت من أشد الرافضين للطريقة التي ظهر بها في مقطع فيديو ذكرنا من خلالها بالوصلات الإعلانية لصديقنا الرائع علي حسن في برامجه الشهير «سينما» سيما لأفلام هيتشكوك..
ومن يوقد الفتنة فهو بطبيعة الحال ملعون٬ وبلهندة أساء في تغريدته ل 3 أفراد لمدربه الذي لم يحترمه بأن سوق صورته للتداول في الفضاء الأزرق وتركها عرضة للتعاليق الساخرة، كما أساء لصاحب السؤال الذي وصف حمد الله بهداف العالم وهو في ذلك لم يكذب إلا إذا كان بلهندة لا يطالع تصنيفات أكبر مواقع الإحصائيات بما فيها تلك التابعة للفيفا والتي تضع حمد الله ضمن هذه الخانة وحاملا لهذا التوصيف وثالثا أساء للاعب نفسه وهنا يحيلنا بلهندة على سوابق عديدة له مرت مرور الكرام وكان لا بد من التصدي الحازم لها.
بلهندة كان أحد اللاعبين الذين حاولوا إيذاء حمد الله في التداريب قبل الكان، وهو نفسه اللاعب الذي أهان جمهور الأسود في دية هولندا وتفوه ببذاءة وكلمات نابية في حقهم لما طالبوا بزياش بل سبهم بقبح ولم يعاقب من طرف رونار ولا لقجع، وهو نفس الذي سب مناصرا في تركيا داخل مستودع الملابس بنفس الصّلف.
لكل هذا قلت سأتمنى الشفاء لبلهندة من هذا الداء، لأن الداء حي يمس الأخلاق ومكارمها فإنه الحالة تصبح مزمنة بالفعل٬ وبلهندة في حاجة للعلاج وأول العلاج هو الكي بمنعه من الفريق الوطني ردعا وتقويما وكي يعرف قيمة العرين قبل أن يغلط في قيمته.
بلهندة لعب للفريق الوطني 9 سنوات استفاد فيها من صفة لاعب دولي وربح «كارط فيزيت» مهم وكبير جدا بفضله، بعدما لعب بالكان والمونديال ليتنقل بين ألمانيا وروسيا وتركيا وغيرها٬ ولم نستفد منه شيئا طيلة هذه الفترة ومن يملك بيانات أخرى عكسية فليتقدم بها.
ما كنت أرغب في هذا الخوض، لكن السكوت عن الحق هو شيطنة لا أقبل بها وللأسف تواجد بلهندة في تركيا لم يفده في تقويم أخلاقه كما ينبغي رغم أن تركيا في التعليم وأخلاق شعبها تحتل ترتيبا متقدما عالميا..