تكاد رياضة الملاكمة تعتبر عضوا حيويا في بدني..لأنني ولدت في زقاق بالرباط " للا أم الكنابش" يعبره يوميا ملاكمون كبار في عهد الحماية، انطلاقا من الأربعينيات: الصدراوي.. رمضان .. بلحاج.. والد رئيس جامعة الملاكمة حاليا، لحسن اجديدي.. الله يرحم.. الله يرحم..وكان بالقرب من الزقاق ناد للملاكمة إسمه المغرب الرباطي" يقابل باب " البويبة ".. بالتحديد أين تقوم بناية مقهى العرب حاليا..
وأول ما كنت أهتم به، هو كيف يسقط ملاكم خصمه بضربة قاضية..؟
كما تعلمت وأنا أمارس مهنة الصحافة أن الملاكمين النادرين هم من تتوفر فيهم الشروط التالية.
ومنهم اليوم ، إبن المغرب البار محمد الربيعي:
1. اللياقة البدنية العالية المتوازية مع الوزن. وبعض الملاكمين، إما أن يقسو على أنفسهم في وقت وجيز لإنقاص الوزن، حتى يحافظوا على حظوظهم أمام من هم في نفس الوزن، وإما أن يركنوا إلى الكسل، إذا هيمنوا على الساحة في وزن من الأوزان.
ولياقة الربيعي باسم الله ما شاء الله.
2. الرد السريع المصيب حتى يأتي بالنقطة.
والربيعي في هذا موهوب وذكي ودقيق ..
3. الثبات في تبادل اللكمات المتتالية " سيري "، وهو ما يعني أن الملاكم جاهز لإفراغ خصمه من أنفاسه من كثرة ما تتعب يداه كامل لياقته.
والربيعي لا ثاني له في الوقفة الصامدة التي لا تتزعزع.
4. عدم الدفع بلكمات خاوية، حتى لا يكتشف الخصم الثغرات.
وفي هذه أيضا الربيعي " بخيل " حتي أنه يضرب ويقبض في الحال.
5. لا يلتحم مع منازله نهائيا، لكي لا يعطيه فرصة للتنفس. وهذا يضعف ـ كذلك ـ ثقة الخصم بقدراته.
والملاكم الربيعي اشتهر بين ضحاياه بأنه لا يهرب من المهاجم مهما كانت المسافة بينهما ..
6. المغازلة باليدين والرجلين معا، أو المغازلة باليدين.
وهذه يتقنها الربيعي كما كان يتقنها الكلاسيكيون ك " مونزا " الأرجنتيني.
محمد الربيعي لا ثاني له في العالم اليوم.. ويوم يخسر.. تأكدوا أن ما حصل شيء غير طبيعي، وما يحرزه الربيعي من ضربات مصيبة كافية لتبقى غالبة ولو تعرضت للنهب من طرف الحكام.. أو أن الربيعي تخلى عن هدية الله إليه، وهي رياضة الملاكمة..
7. توافق الوزن مع القامة وطول اليدين..
شاهدو بنية الربيع كيف هي متجانسة طولا ووزنا
ليس في " ري ودي جانيرو اليوم "، من يحرم الربيعي من حمل ميدالية ذهبية إلى المغرب