بقلم - رياض غازي
لم أكن أود الخوض.في هذه المواضيع التافهة التي تطرق لها الإعلام المصري أو التونسي فيما يتعلق بنفوذ المغرب في منظومة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لكن الحملة المسعورة التي يتعرض لها المغرب من طرف الإعلام المصري والتونسي، حز في نفسي كثيرا ولابد من تذكيرهم حتى لاينسوا ما قاموا به خلال تحكمهم في دواليب كرة القدم الإفريقية.
الأندية المغربية عانت بشكل كبير وتعرضت أكثر من مرة لقرارات تحكيمية ظالمة في عهد عيسى حياتو، واستفادت من هذه الفترة وبشكل كبير الأندية التونسية وكذلك المنتخب التونسي، ولعل نهائي الترجي والرجاء سنة 1999، ونهائي النجم الساحلي والجيش الملكي، أكبر شاهد على استغلال المسؤولين التونسيين تواجدهم في مراكز القرار، أيضا بالنسبة للمصريين اللذين بدأ يتباكون ويظهرون تخوفهم من سلطة لقجع في "الكاف", أنسيتم أنكم استفدتم بشكل كبير من تواجد مقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالقاهره على جميع الأصعدة إداريا وتحكيميا، كأن الكاف باتت محمية خاصة بالمسؤولين المصريين.
لقد عاد المغرب بقوة، ولعل تألق الرجاء والوداد ونهضة بركان لم يأت.من فراغ، وإنما هناك عمل كبير يقام وثورة كروية وضعت لبناتها جامعة كرة القدم وبدأت ترخي بضلالها على الأندية المغربية، ويكفي أن نتحدث عن الرجاء الذي فاز بالنسخة الماضية لكأس الكونفدرالية الإفريقية والسوبر كوب، وأيضا الوداد، الذي تربع على سيادة كرة القدم الإفريقية، في النسخة قبل الماضية والسوبر كوب، وهاهو في طريقه إلى الفوز بنسخة هذه السنة، ونهضة بركان ، هذا الفريق الذي اشتغل وفق مشروع احترافي ومهيكل، وبدأ يحصد نتائج استتماراته الإدارية والتقنية واكتسب من التجارب ما لم تكتسبه أندية إفريقية عريقة.
نعم تواجد فوزي لقجع داخل مؤسسة الكاف، إستفادت منه الأندية المغربية بالعدل، وحمايتهم من التعرض للمجازر التحكيمية، لكن في المستطيل الأخضر أظهروا تقنيات ومستويات تفوق بكثير الأندية في شمال افريقيا، ولعل الهزيمة القاسية للترجي التونسي أمام الرجاء، والصفاقسي التونسي أمام بركان، وحسنية أغادير الذي أحرج الزمالك في ميدانه لولا الأخطاء التحكيمية، وترقبوا ثورة كروية داخل المستطيل الأخضر للاعبي الوداد أمام الترجي ونهضة بركان أمام الزمالك، وستكون فرحة العيد فرحة كبيرة ليست بعودة الأندية المغربية إلى منصات التتويج، لأن كرة القدم المغربية كانت سباقة فعلا إلى التتويج، ولكن الفرحة ستكون عندما ستكذب الأندية المغربية على المستطيل الأخضر الاتهامات الباطلة لإخواننا في قلب تونس وقلب القاهرة.