الفياق بكري بالذهب مشري

"الفياق بكري بالذهب مشري..!"

المغرب اليوم -

الفياق بكري بالذهب مشري

بقلم: محمد زايد

فرَضاً لو سجل زياش وتأهلنا، هل كنا سنُنازل السينغال بذات النّسق؟ أم أن عصاً سحرية ستغير الوضع و"سنتسيّف عليهم"، بصوت حسن الفذ وطريقته في الإلقاء.

يجب أن نعلم أن هذه النتائج التي حققناها في هذه الدورة، تعد من أفضل النتائج بلغة الأرقام في تاريخ مشاركاتنا القارية، إذ في أربع مباريات، فزنا في ثلاث وتعادلنا في واحدة، بمعدلٍ يحاكي تقريبا معدلات انتصارات دورة 1976 و2004، طبعا الفرق بين الأمس واليوم، أننا تجرعنا مرارة الإقصاء، الذي ألِفناه وألِفنا.. لماذ الاستغراب؟

هل تعلم عزيزي عزيزتي أنه وإذا استثنينا دورة تونس 2004، تبقى أفضل آخر مشاركة لنا هي التي كانت قبل أكثر من ربع قرن؟ وذلك حين ظفرنا بالمركز الرابع في الدورة التي أقيمت هنا في المغرب سنة 1988،  أي منذ 31 عاما بالتحديد، مركز رابع جاء بعد انتصار وحيد، نعم، انتصار وحيد وتعادلين وهزيمتين، آخرها وقتها كانت بركلات الترجيح أمام منتخب الجزائر في مباراة الترتيب.

كنا وسنبقى دائما ضيوفا على مسابقة كأس أمم أفريقيا، حتى لو صرَفنا أضعاف ما نصرفه اليوم من ملايير السنتيمات عشرات المرات (وتلك قصة أخرى)، لأننا ببساطة نبحث دوما عن نجاح الصدفة، نجاح الاستثناءات لا نجاح القاعدة، هيبتُنا استُمدت من نجاحات الصُّدف هذه، ومن بعض المباريات التاريخية، وديربيات الجوار، وتألق أسماء لاعبين بعينهم، غير ذلك، ماذا حققنا في هذا "الكان" على مر التاريخ؟ حتى من اللقب الوحيد الذي دُوّن باسمنا، يرجع الفضل الكبير في تحقيقه لتمرد "بابا" الذي شاء الله أن يصدر منه في آخر 5 دقائق من مباراة مرّ عليها من الزمن 43 عاما كاملا.

هل تعلمون أن الكونغو الديموقراطية والسودان يملكون تاريخا أفضل منا في كأس أفريقيا؟ وهل تعلمون أن جمهورية الكونغو وإثيوبيا يملكون نفس ألقابنا في "الكان"؟ وهل تعلمون أن هدف بابا أنقذنا من بياض صفحة إنجازاتنا في كأس الأمم، وإلا وجدنا اسمنا بجانب أوغندا وغينيا وبوركينافاصو والشقيقة ليبيا، كمنتخبات لعبت نهائي وحيد في تاريخها؟ إذن فلماذا التحسر على خروج اعتدناه وألِفناه في جل مشاركاتنا السابقة؟

صحيح يسيطر علينا الطمع قبل كل بداية هذه المنافسة، وننتظر إنجاز الصدفة ذاك، لكن سرعان ما نعود لواقعنا ونرضخ لما اعتدنا تحقيقه، فيعود الإحباط واليأس إلى مساعينا وتُدفن آمالنا أكثر من ذي قبل، وكأننا أبطال المسابقة جئنا لندافع عن لقبنا، ونحن الذين أقصينا من الدور الموالي في المشاركة الفائتة، في أفضل إنجاز لنا منذ سنة 2004.. لماذا الأسى؟

اعلموا أننا في وطن يسعى القائمون فيه على شأنه الرياضي التسرع في حصد النتائج لتُكتب بإسمهم، حتى لو كانت مؤقتة ونحن نعلم أنها كذلك، سياسة التكوين و خُطط المدى المتوسط والبعيد ليست لُغتنا، نركز مع المظهر الخارجي ونتجاهل الماهية، نضع مساحيق التجميل على وجه رياضتنا البئيسة، وكلما جاء وقت زوال المساحيق، انكشف وجهها الأصلي وعُدنا إلى نقطة البداية، وطرحنا التساؤل الأزلي، من يستطيع وضع "ماكياج" أفضل مما سبق؟ فنُعجب باللحظة و"نعيشها"، وننسى ما بعدها أو ربما نتناساها.

سيطرت مصر في على ألقاب القارة ولازالت متربعة على عرشها بسبعة ألقاب، بل في آخر 8 مشاركات لها لعبت 5 نهائيات وحققت 4 كؤوس، منها 3 متتالية، مستفيدة من قوة فرقها المحلية وتجاربهم الأفريقية، خاصة النادي "الأهلي"، في أنجح تجربة جِوار على الإطلاق، فهل نتعمد رفض تجريبها؟

لما لا نستثمر تلك الملايير الطائلة التي تصرف على التربصات والهبات وغيرها في إنشاء أكاديميات تكوين تابعة للأندية، تستفيد منها الفرق والمنتخبات، ونجعله مشروع استعجالي نُرزق نِتاجه بعد 4 أو 5 سنوات، وبذلك نصبح أمام خيارات متاحة أكبر،بين لاعبين محترفين في الخارج، ولاعبين محترفين داخلا.

صدقوني لن نلمس النجاح على صعيد المنتخبات، ونتحدث هنا عن النجاح الثابت وليس نجاح "الصدفة المشؤوم"، إن لم يصبح الدوري المغربي أول دوريٍّ في القارة، ولن يصبح كذلك إن بقي هذا اللاعب ينتظر صرف راتبه الشهري ومنحة توقيعه، وهذا الفريق يبحث عن ملعب لاستقبال مبارياته، وذاك المدرب يبحث عن نادٍ لينقذ عطالته وإعلام يتصيد الفرص ليحقق مآربه ويجلد بسوطه.. النجاح هذا لا يتحقق بورقة كورقة "الجوكر" لأننا في ميدان لا يؤمن بالمقامرة، بل يؤمن بمقولة "إيلا بغيتي تربح خاصك تفيق مع النجمة.. الفياق بكري بالذهب مشري.. "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفياق بكري بالذهب مشري الفياق بكري بالذهب مشري



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya