نتائج الفِيـتْـرينا

نتائج "الفِيـتْـرينا"

المغرب اليوم -

نتائج الفِيـتْـرينا

بقلم - محمدعفري

الطريقة التي أُقصي بها منتخب "الأمل " أو كما يحلو لهم تسميته " الأولمبي "، تعطي الانطباع على أن العمل في قواعد الأندية والمنتخبات الوطنية للفئات الصّغرى والأكاديميات،على غير ما يرام.الأكثر من ذلك فإنها تضع الإدارة التقنية الوطنية لكرة القدم موضع مساءلات بل محاسبات كبرى،لأنها هي المسؤولة الأولى على التكوين ووضع البرامج الناجحة ووضع الرجال المناسبين في الأمكنة المناسبة. وبما أن المسؤولية هرَمية نازلة من القمة إلى القاعدة، أو على العكس صاعدة من القاعدة إلى القمة ذاتها، فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هي المسؤول الأول والأخير عن الإخفاق،الذي لا يتحدد هنا في هزيمة هذا المنتخب بالكونغو والاقتصار على انتصار صغير في الرباط،لم يُسعف في تدارك فارق الأهداف والتأهل إلى الدور الموالي، وإنما يتسع (الإخفاق) إلى الإقصاء من الدور الأول للإقصائيات على الرغم من "الهَالة "التي ضَربت لهذا المنتخب والآمال التي عُقدت عليه والأموال الطائلة التي صرفت من أجله، ناهيك عن "السرية" التي صاحبته وصاحبت الإطار أو الأطر التقنية المشرفة عليه.وحينما نقول أن العمل على غير ما يرام،يكفي أن نعيد مشاهدة الهدفين اللذين تلقاهما هذا المنتخب والبناء الكروي المنعدم لديه في خط الوسط وخلق الفرص في خط الهجوم،وعدم الانضباط التكتيكي الذي كان عليه خط الدفاع.
تشَكّل العمود الفقري لهذا المنتخب من لاعبين واعدين من أبناء الجالية المغربية بالخارج،وبالضبط من الأراضي المنخفضة التي هي بلد وأصل المدرب الوطني الذي على يديه جاء هذا الإخفاق / الإقصاء. وفيما تم الرهان عليهم وعليه على اعتبار أن اللغة المشتركة بينهم يمكن أن تكون نفس اللغة الكروية التي يستحدثونها كلهم على رقعة الملعب،غاب على الأذهان أن باقي لاعبي هذا المنتخب(المحليون)، لا يجيدون نفس اللغة الكروية والتقنية، وحتى إن حاولوا إجادتها، فقد يلزمهم الكثير من الوقت للاندماج والتواصل الكروي بينهم.
في الأراضي المنخفضة ،هولندا وبلجيكا، وفي فرنسا وإسبانيا وإنجلترة وغيرها،هناك عناية تامة بالفئات الصغرى للاعبين في الأندية،التي هي مشاتل حقيقية للمتخبات في مختلف الفئات العمرية..هناك أيضا مدارس كروية بالمعنى الحقيقي وإدارات تقنية قائمة في هيكلتها على مفاهيم علمية للتكوين الخاص بالإطار التقني، قبل التكوين الخاص باللاعب ، هناك أطر حقيقية ، لاعبون قدامى يتلقون التكوين الأكاديمي بإشراف الإدارات التقنية في الفرق أولا قبل إشراف الإدارة التقنية الوطنية، لذلك تجد اللاعبين يتحدثون على المستطيل الأخضر نفس اللغة الكروية أينما حلوا في الفرق التي تنتدبهم أوبالمنتخبات التي يعززون صفوفها.
رغم سنوات الدعوة إلى إصلاح منظومة الكرة الوطنية ،ظل،في الفرق المغربية كما في مختلف منتخبات الفئات العمرية ، الاعتناء والاهتمام بالواجهة ،أي"الفيترينا- Vitrine" هي السمة السائدة. وحين نقول الواجهة نفهم منها فريق الكبار داخل الأندية، وما دونه يدخل في باب العبث ، كما نفهم الاهتمام بالمنتخب الأول الذي يتكون من لاعبين جاهزين، تكوّنوا في مدارس كروية أوروبية، لكن من مستويات متدنية، لأن لاعبي المستوى الرفيع بهذه المدارس،يتم تجنيسهم ودعوتهم إلى منتخبات دول الإقامة.هنا وفي علاقة مترابطة بين الفرق والمنتخبات، نفهم كيف يضيع الوطن في منتوج كروي سليم وقادر على الدفاع على العلم الوطني عبر كل المنتخبات العمرية،وليس منتخب الكبار فقط.
لقد تم فرض دفتر للتحملات للاعتناء بالفئات الصغرى دون احترامه من طرف الفرق ودون تحريك عقوبات حقيقية رادعة لا من العصب الجهوية، ولا من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ليستمر النزيف..
بمفهوم المحاسبة في ارتباطها بالمسؤولية ،تمت إقالة المدرب بعد سنوات طوال قضاها على رأس هذا المنتخب ليقصى في أول دور، فهل تطال المحاسبة جميع الذين وقفوا ويقفون وراء هذه الإخفاقات المتكررة، و إلا سنظل أوفياء للازمة "طاحت الصّمعة علقوا الحجّام".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتائج الفِيـتْـرينا نتائج الفِيـتْـرينا



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya