بقلم: جمال اسطيفي
لم يعقد منخرطو الرجاء جمعهم العام الذي كان مقررا أول أمس الخميس للإطاحة بالرئيس الحالي سعيد حسبان، فالجمع العام الذي أثير حوله الكثير من الكلام، تحول إلى اجتماع فقط، وهو الاجتماع الذي ألغي بدوره، بعد أن تبين أن المعطيات التي أمدت بها اللجنة التحضيرية إدارة الفندق ومعها السلطات مغلوطة.
لقد كان واضحا منذ البداية أن هذا الجمع لن يعقد، ولن يقدم الحل، خصوصا مع تحديد سعيد حسبان لـ8يناير موعدا للجمع العام العادي والانتخابي، وكان واضحا أيضا أن الجهات المختصة وبينها جامعة كرة القدم لن تبارك هذا الجمع. وقد قلنا في حينه، إنه إذا كان لابد من رحيل حسبان، فلابد من البحث عن حل ثالث، يغلب مصلحة عائلة الرجاء، ويساهم في جمع مختلف الأطراف على طاولة واحدة، بدل هذا الشتات الذي جعل منه البعض وسيلة للاسترزاق والبحث عن منافع شخصية.
كما قلنا، إنه ليس مقبولا أن يحاول البعض الركوب على النوايا الطيبة، ليقدموا أنفسهم في صورة من يملكون الحل، مع أنهم أحد الأسباب الرئيسية للأزمة.وها هو البلاغ قد تحدث بالواضح وبالمرموز، عن ما كنا قد أشرنا إليه أكثر من مرة.لقد استفحلت أزمة الرجاء لأن هناك أوراما خبيثة ظهرت بهذا الفريق، و لأن هناك من أدخلوا ثقافة القوات الاحتياطية والتجييش إليه، إذ أن كل من يدلي برأي مخالف لنزوات ورغبات من يحركون هذه القوات الاحتياطية، يتعرضون للسب و الشتم والتنكيل، و سط صمت السلطات التي تتابع ما يجري دون أن تستشعر حجم الخطر الكامن.
هناك من أدخل عن وعي فئات واسعة من جمهور الرجاء ومتتبعيه إلى هذه المتاهة، حتى بتنا أمام سيناريوهات مستنسخة، لكن بلاغ مجموعات "الماكانا" فيه بعض الإنصاف للأصوات الحرة ولمن يريدون الخير لهذا الفريق.إن فيه رسالة مهمة، وهي أنك يمكن أن تشتري صمت جزء من الإعلام، ويمكن أن تحول البعض إلى أبواق، والبعض الآخر إلى شهود زور، كما يمكن أن تجعل حولك مريدين يهتفون باسمك، لكنك في نهاية الأمر لايمكن أن تشتري الجمهور الحقيقي. لذلك، على جميع الأطراف أن تفهم، أنه لا يمكن إيجاد حلول دون تغليب لمنطق العقل والانتصار لصوت الحكمة، ودون قفز على المصالح الشخصية والسياسية، وما خفي أعظم.