بقلم - محمد فؤاد
حقا، عندما تبلغ السذاجة والغباء لدى ناخب يعتبر نفسه بطلا مع زامبيا والكوت ديفوار سابقا وفي مباراة غير مقروءة على الإطلاق على مستوى الكونغو الديموقراطية العادي كليا والحلقة الأضعف حتى وإن فاز بالنتيجة وقال لك «اربح بسيطرتك وامتلاكك للكرة» فيعني ذلك أنه مدرب محظوظ مع الآخرين وفاشل معنا، محظوظ مع الآخرين للطريقة التي وصل بها زامبيا إلى البوديوم برغم هيكل الفريق العادي، ومحظوظ مع الكوت ديفوار لأخر جيل فاز معه أيضا في ظرف ثلاثة أشهر ومن دون بناء استراتيجي، وفاشل معنا لأنه أظهر عجزه الكلي في إختيار الكوموندو من دون قاعدة موسعة كما قلنا ذلك في أكثر من مرة، وفاشل في التواصل والإقناع، وفاشل في المكاسب التي غيرت وضع الفريق الوطني نحو حالة من التسيب والهشاشة، ومتعجرف كونه يقلل من شأن اللاعبين وهو الذي اختارهم وشكل أكبر ضربة لنواة الفريق الوطني قبل عام وما يزيد، وفاشل لأنه أغرب مدرب في العالم يغير التشكيلة في كل مباراة بنصف الوجوه، ويسطر الخطط كيفما شاء من دون أن ينجح اليوم في ترجمة عمل سنة وما يزيد في إيجاد الفريق المثالي والمحفوظ بأسمائه ، وفاشل لأنه كان وراء إصابة بوفال وأمرابط وطنان وبلهندة ولم يرغم الأندية الأوروبية على تسريح الدوليين مسبقا قبل إصابتهم كما فعل أغلب مدربي المنتخبات الإفريقية واستقطبوا أسماءهم خوفا من الإصابات، وفاشل لأنه قلب مباراة فينلندا رأسا على عقب وغير الوجوه في إطارها الودي إلى عناصر أخرى لم تلعب نفس اللقاء من البداية إلى النهاية، وفاشل لأنه أيضا خارج نص القراءة التقنية للخصم في جولة الحسم التي افتضها الكونغوليون بهدف مسروق من سوء نباهة الدفاع، وخارج نص تحويل المباراة إلى جهنم من أجل الفوز في وقت كان من المفروض أن يقاتل لا أن يتفرج واقفا، وينام طويلا قبل أن يزج بالعرابي مع أن دخول الشاب النصيري لم يقدم أي شيء على الإطلاق، وحتى كارسيلا لم يعظ المنتظر منه إلا في أحايين قليلة، كما كان هذا الرجل مع طاقمه التقني في خبر كان على مستوى الاختيارات الأولى هجوميا وبنائيا وأبدا لم يكن هناك ارتباط وثيق بين كارسيلا وبوحدوز، بينما كان الواقع هو العرابي وفجر أو القادوري قياسا مع منظومة اللعب التي اشتغل بها على شاكلة 3 ــ 5 ــ 2 أي بمثلث ثقيل لا يصلح أن يلعب جماعيا وبأطراف لم تجد السند الحقيقي لترجمة البناء الهجومي وبوسط فقد الكثير من البطاريات البدنية لدرجة لم تكتمل صورة البناء الهجومي كما هو مفترض أن يكون في سياق الاستراتيجية. ما يعني أن فشل رونار أمام فنلندا أعيد شريطه بنفس الاستراتيجية وبنفس سرقة الأحلام أمام الكونغو الديموقراطية. ولست أدري ماذا يفعل مصطفى حجي في الاستشارة والعين المجردة؟ وكيف لا يغير منكر الناخب في بعض الأحيان من أن خطة اللعب لم تكن موفقة مع فنلندا، فكيف لها أن تعاد بنفس الوضع مع تغيير جذري على الفريق الوطني وعدم الزج باللاعبين الاساسيين ، أو تغيير الوضع المريح للفريق الوطني حسب المنظومة التي يراها ملائمة له، ولذلك لا نلوم الفريق الوطني على خسارته بقدر ما نلوم المدرب على نهجه واختياراته وسوء تبديلاته. وأبدا لا يبدو الخصم الكونغولي أفضل من المغرب، وأفضليته كانت في سرقة موصوفة للهدف والدفاع عنه بشراسة، بينما كان المغرب أفضل من دون فعالية ولا نجاعة تامة ولا صرامة في الضغط والضغط رغم النقص العددي كامتياز آخر. فأين كان هذا الرجل الذي يعتبر نفسه رونارا ليسرق أضواء المباراة ويحولها من الهزيمة إلى تعادل ونصر؟ وأين هي نباهته المفترض أن تجسد على أرض الواقع في سياق المقولات التي تؤكد أن الجولة الأولى هي قراءة مسبقة لكشف الدهاء في الجولة الثانية؟
حرام أن يدمر هذا المسمى بطلا مشروع فريق وطني يقول عنه أنه يؤسس جيلا جديدا، بينما هو يبعثر أوراق 70 لاعبا جربهم من دون أن يقف على11 لاعبا أساسيا وفريقا صارخا على كل المستويات. هذا هو رونار الجامعة الذي اختارته كخبير في أفريقيا، بينما هو لا يدري كيف يؤسس مشروع منتخب مغربي لا من البطولة ولا من الاحتراف، ولا يدري كيف يفوز في عز الامتحان القاري، ولا يناقش الأسود ذهنيا ونفسيا لتحضير وطمس معالم الخصم.
على كل، خسرنا النزال الأول، ونتمنى أن يدرك هذا الرجل أن سباق الدولة على فريقها الوطني ليس هو سباق المدينة على فريقها العادي، ويفترض أن لا ينام ليلة الجمعة ليغير منكره بالفوز على أستاذه كلود لوروا في ملحمة يريدها الشيخ ترجمة فعلية لأقواله التي سبقت الكان من أنه لن يشارك في النهائيات من أجل التمثيل، بل بإزعاج الأقوياء وإرغامهم على التنازل، فهل يرى رونار أنه قادر على التنازل والاستقالة فيما لو خسر للمرة الثالثة على التوالي؟
ليلة سعيدة يا رونار وجمعة مباركة على نصر يرفعك إن كنت فعلا أهلا لهذا النصر، أما وإن خدلتنا فلست منا وهيئ حقائبك للرحيل: ؟
بقلم محمد فؤاد صحافي في جريدة المنتخب الرياضية