رحل رونار

رحل رونار

المغرب اليوم -

رحل رونار

بقلم محمد الروحلي

أنهى المدرب الفرنسي هيرفي رونار الجدل بخصوص مستقبله مع الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، وكالعادة اختار المدرب  المدلل، وسائل التواصل الاجتماعي، ليعلن رسميا رحيله عن الإدارة التقنية للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، بعد 3 سنوات ونصف من تحمله هذه المسؤولية، "41 شهرا". 
عدد رونار المنجزات التي حققها "أسود الأطلس" تحت قيادته وانسبها لنفسه فقط، حيث حصرها في تحسن الترتيب عالميا، وبلوغ  دور الربع في كأس إفريقيا للأمم في دورة 2017 بالغابون ودور الثمن في نسخة 2019 بمصر، بالإضافة إلى عودة المغرب تحت قيادته إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعد 20 سنة من الغياب.
هكذا حبك رونار سيناريو مغادرته، وهو الذي أفشى سره للاعبين مباشرة بعد الهزيمة الثانية في المرحلة الإعدادية ضد زامبيا بمراكش، عندما قال لهم داخل مستودع الملعب "هذه آخر مباراة له مع المنتخب المغربي". 
رحل الفرنسي إلى مصر بالطريقة التي أراد، وفي قرارة نفسه أنه سيغادر لا محالة، كيفما كانت نتائج هذه المشاركة، وما محطة مصر، إلا مساهمة في تلميع صورته في حالة تحقيق نتائج إيجابية، وهو الرهان الذي خسره بعد إقصاء مخجل أمام منتخب بنين المتواضع. 
بعد المشاركة المتواضعة بـ "الكان"، وحتى وهو في اتصال مع جهات خارجية وصل لمراحله النهائية، لم يقبل أن تتم إقالته من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وفضل إعداد سيناريو المغادرة بالطريقة التي تحلو له، حفاظا على ماء وجهه، دون مراعاة للمكانة الاعتبارية للجامعة، وشخصية مسؤوليها. 
ناور بعدد من الخرجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأخير احتمى ببند يتضمنه العقد الذي يربطه بالجامعة، يعفيه من أي شرط جزائي في حالة فسخ العقد من طرف واحد، وهذا يتناقض مع ما سبق أن أعلن عنه رئيس الجامعة مباشرة بعد العودة من مونديال روسيا، عندما أكد خلال لقاء إعلامي بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء، بأن أي طرف يريد فسخ العقد عليه تأدية مبلغ يصل إلى أربعة ملايير سنتيم، أي القيمة المالية إلى متم العقد الممتد لسنة 2022. 
انتهت مرحلة رونار بما لها وما عليها، لكنها خلفت دروسا بليغة للمسؤولين عن جامعة كرة القدم، دروس تتعلق بكيفية تدبير العلاقة مع المدربين الأجانب، وتحديدا الفرنسيين منهم، خاصة وأن مسؤولي الجامعة الحالية عاشوا تجربة مريرة مع "عنترية" رونار إلى درجة أنهم أصبحوا بالنسبة له لا يساوون شيئا.
 وكدليل على ما نقول، فحتى رسالة الوداع لم تشر قطعا لفوزي لقجع بصفته رئيسا للجامعة، مع أنه في نفس الوقت رئيس لجنة المنتخبات، قدم خدمات لا تعد ولا تحصى، سهلت بدرجة كبيرة مهمته، لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، والمؤكد أن رونار هذا جاحد وناكر للجميل.
فطيلة تجربة الجامعة الطويلة منذ فجر الاستقلال إلى الآن، لم يسبق لأي مدرب أجنبي أن تعامل بكل هذه العجرفة والأنانية وقلة الاحترام كتلك التي تعامل بها رونار مع الجامعة الحالية، وحالة رونار غير مسبوقة حتى مع مدربين كبار مروا من هنا، من أمثال الفرنسيين خلال العشرين سنة الأخيرة، كهنري ميشيل وروجي لومير، والبولوني كاسبارجاك، والبرتغالي كويلهو، البلجيكي ايريك غيريس،  وغيرهم من كبار المدربين الذين تعاقبوا على قيادة المنتخب المغربي، وكان مرورهم دون تداعيات تذكر، كما لم ينهوا عهدهم على إيقاع العلاقة المتشنجة كتلك التي طبعت فترة رونار.
والحقيقة التي على الجميع الإقرار بها، ورغم أنه بطل القارة مرتين، فانه مباشرة بعد رحيله يترك فراغا مهولا بعد رحيله، وخذوا مثالا من منتخبي زامبيا وكوت ديفوار، فزامبيا التي توج معها سنة 2012 بالكأس القارية، اقصيت  خلال نسخة 2013  بجنوب افريقيا في الدور الاول بعد ثلاث تعادلات، كما أقصيت سنة 2015 من دور المجموعات، كما غابت عن دورتي الغابون ومصر.
أما كوت ديفوار فقادها إلى التتويج سنة 2015 باللقب القاري، بعد ذلك لم تقم القائمة للفيلة، في نسخة 2017 ودعوا البطولة من دور المجموعات، في مجموعة كان يتواجد بها المنتخب المغربي، ثم غادروا نسخة مصر من دور ربع النهائي على يد الجزائر البطلة، كما لم يحقق تأهيله لمونديال روسيا، بعد أن خسر المقابلة الفاصلة ضد "أسود الأطلس" بأبيدجان.
 مقابلة أبيدجان الفاصلة شهدت كما يتذكر الجميع ملحمة كروية مغربية بامتياز، ساهم فيها حضور وازن للجمهور المغربي، كما لعبت فعاليات الجامعة دورا أساسيا في جعل المنتخب المغربي في أفضل الظروف، سواء داخل الملعب أو خارجه، وفي الأخير جاء السيد رونار ينسب لنفسه هو فقط، إيجابية الإنجاز  التاريخي بالتأهل للمونديال. 
مع المنتخب المغربي لم يخرج عن هذه القاعدة التي تعامل بها مع زامبيا والكوت ديفوار، والدليل على ذلك تشبثه إلى آخر لحظة بمجموعة معينة من اللاعبين، رغم وصولهم تلقائيا لسن التقاعد الرياضي، وهذا يبين أن المستقبل لا يعنيه، ومع على إدارة الجامعة الحالية، إلا تدارك الموقف في اقرب وقت ممكن، قصد تجاوز مرحلة الفراغ الذي يمكن أن يتركها رحيل رونار ومن معه.
فأكثر من نصف الفريق سيغادر تلقائيا صفوف المنتخب، وفي مقدمتهم المهدي بنعطية ونبيل درار ومروان داكوستا، ومبارك بوصوفة وكريم الأحمدي وخالد بوطيب، ويمكن أن نضيف كذلك يونس بلهندة الذي تشبث به رونار إلى آخر لحظة، رغم أنه من أقدم اللاعبين، لكنه لم يقدم أي إضافة تذكر، رغم مقامه الطويل مع المنتخب، والذي فاق العشر سنوات، مع تطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص مصير فيصل فجر، وسلوكاته المريبة وغير المنضبطة، وتحوله في المدة الأخيرة إلى منفذ لمخططات اللوبي المسيطر على المنتخب. 
مسؤولية المنتخب ليست بالمسؤولية السهلة، وتأثير نتائجه كبير وكبير جدا على جل مكونات كرة القدم الوطنية، وأي إخفاق يعصف بمجهود سنوات، وهذه حقيقة يعيها كل من قادته الظروف لمنصب رئاسة الجامعة.
المتعارف عليه أن موضوع المنتخب الأول، والقرارات التي تتعلق به، تقتضي عادة مراعاة مجموعة من الإكراهات ولعبة التوازنات، وأحيانا انتظار الضوء الأخضر قبل الأقدام على أي اختيار، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، وعلى هذا الأساس كان المنتخب الأول لكرة القدم الحلقة الأهم في هرم الجامعة، يحظى برعاية خاصة الاستثنائية، وعدم نجاحه يعني تلقائيا إخفاق الجامعة بكل مكوناتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل رونار رحل رونار



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya