«الكان» يأتي طوعا للمغرب

«الكان» يأتي طوعا للمغرب؟

المغرب اليوم -

«الكان» يأتي طوعا للمغرب

بقلم: بدر الدين الإدريسي

كان لزاما أن تستنفذ الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم طاقة الصبر عندها، وتأتي على ما بقي من أريحية لديها وهي تضغط على نفسها، قبل أن تتوصل إلى القرار الذي كان متوقعا منا جميعا، سحب تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019 من الكامرون، للحجج الدامغة والقرائن العينية التي تقول بأمن بلاد الأسود غير المروضة، لم يقو على الإمتثال بالكامل لأحكام ومعايير دفتر التحملات المحين والمحظور الخروج عنه.

وبرغم ما كنا نعتبره نحن مخاطرة، والكونفدرالية الإفريقية تؤجل القرار الصادم، إلا أن فرقة الملغاشي أحمد أحمد أتت على هامش الإحتمال كله، وأعطت للكامرون ما يكفي من الوقت لإقناع «الكاف» وكل فرق التفتيش التي تعددت زيارتها لمواقع الملاعب، بأنها تسابق الزمن لتكون جاهزة في الموعد المحدد، قبل أن تطفو على السطح نتوءات جديدة، هي ما جعل قرار سحب تنظيم نسخة 2019 لكأس إفريقيا للأمم من الكامرون يصدر بإجماع أعضاء المكتب التنفيذي لـ «الكاف» وبتوصية لا جدال فيها، من التقارير التي صدرت عن لجان التفتيش سواء تلك التي تحرت عن الظروف الأمنية التي تسود البلاد بفعل الحراك السياسي العنيف الذي تشهده مناطق بعينها في الكامرون، أو تلك التي تفقدت البنى التحتية الرياضية والمصاحبة.

ومع ما اعتبرته «الكاف»، جهدا مقدرا من الكامرون للإمتثال أولا لمقتضيات دفتر التحملات الذي جرى تحيينه بمجيء الملغاشي أحمد أحمد، للإلتزام بقرار عائلة كرة القدم الإفريقية خلال مناظرتها بالصخيرات، برفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم إلى 24 منتخبا اعتبارا من نسخة 2019، وللتطابق ثانيا مع النظام الجديد، وهي التي تقدمت أصلا لتنظيم كأس إفريقية من 16 منتخبا، إلا أنها ستجد نفسها مرغمة على الكشف عن القرار الذي لا مفر منه، قرار إعفاء الكامرون من تنظيم نسخة تراهن «الكاف» على إخراجها في أجمل صورة ممكنة، كيف لا وهي النسخة التي ستنظم بمشاركة 24 منتخبا وستجرى صيفا بعد عقود من الزمن، توزع فيها التنظيم على شهري مارس ويناير.

ومع تقديري وتفهمي الكبيرين لحالة الإحباط، الأقرب منه إلى التذمر والسخط إلى أي شيء آخر، والتي تسود اليوم الكامرون، حكومة وشعبا، برغم ما يوجد من اختلاف في تحديد الجاني الحقيقي على حلم بلاد الأسود غير المروضة، إلا أنني أحيي في الفريق الجديد الذي يقود اليوم الكونفدرالية الإفريقية، كونه رفع السقف لمستويات لا يمكن دونها، أن ننتظر أي تطور للكرة الإفريقية، وكونه أيضا فرض على نفسه التقيد الصارم بدفاتر التحملات المحينة بلا محاباة وبلا مزايدات سياسية، فكأس إفريقيا للأمم هي مرآة القارة، والإستمرار على الحال الكارثي الذي قبلت به الكونفدرالية عند تنظيمها مثلا للمونديال الإفريقي سنة 2015 بغينيا الإستوائية وسنة 2017 بالغابون، هو شروع فعلي في الإنتحار.

وأذكر أن نقاشات دارت ساخنة في كواليس مناظرة كرة القدم الإفريقية، التي إنبرى المغرب لتنظيمها بالصخيرات مع مجيء أحمد أحمد لمركز القيادة، حول تبعات القرار التاريخي بنقل عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24، فمن قال بأن تنظيم «الكان» بـ 24 منتخبا وبالشروط المتصلبة والقوية الجديدة، سيجعل من الصعب جدا إيجاد بلدان جاهزة لتنظيم حدث كروي قاري ينظم كل سنتين، والحال أن في الأمر استنفارا للقوى ودعوة صريحة لدول إفريقية صدرت مشاهد البؤس والحروب الأهلية الدامية، لأن تستثمر في ملاعب الحلم والأمل بالمستقبل الأفضل لشباب القارة، عوض أن تتخصص في تصدير صور الدمار واليأس.

وطبعا عندما يكون إجماع الأفارقة من خلال مناظرتهم الأخيرة، على إحداث نقلة نوعية في شكل ومحتوى كأس إفريقيا للأمم، التظاهرة الأرفع في قارتنا، فإن ذلك يعني أن تتغير المقاربة رأسا على عقب، فيتم التحري والتدقيق لتوفير كل شروط النجاح الممكنة، بخاصة وأن السواد الأعظم للاعبين الذين يؤثثون فضاء كأس إفريقيا للأمم، يأتون من نواد أوروبية ومن طقوس متقدمة في كل مناحي الإعداد والإيواء واللعب المساعدة على الإبداع.

بإسم هذه المقاربة الجديدة الذي حصل عليها الإجماع، قررت الكونفدرالية الإفريقية سحب تنظيم نسخة 2019 من الكامرون، وهي تعرف جيدا أنها لن تتعب كثيرا في إيجاد البديل المثالي الذي سيكون بمقدوره بعد أقل من سبعة أشهر، تنظيم مونديال إفريقي يجرى لأول مرة صيفا ويشارك فيه لأول مرة 24 منتخبا، ويكون أيضا مرجعا، في نوعية الكأس الإفريقية التي يحلم بها كل الأفارقة.

فمن يكون البديل المثالي، غير المغرب؟    


عن صحيفة المنتخب المغربية

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكان» يأتي طوعا للمغرب «الكان» يأتي طوعا للمغرب



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya