أرض الفراعنة تريد حمد الله

أرض الفراعنة تريد حمد الله

المغرب اليوم -

أرض الفراعنة تريد حمد الله

بقلم - بدر الدين الإدريسي

هل يحتاج هيرفي رونار المدرب والناخب الوطني، إلى من يضغط عليه، حتى يضم عبد الرزاق حمد الله الغوليادور الأطلسي العابر للقارات، للكوماندو الذي سيتوجه شهر يونيو القادم إلى مصر على أمل إهداء كرة القدم الوطنية لقبها الثاني على مستوى المونديال الإفريقي؟
هل نحتاج اليوم إلى قرار «رئاسي» يجبر الناخب الوطني على اصطحاب الرجل الذي وضع إسمه إلى جوار أساطير البطولة السعودية، ليس فقط بتتويجه هدافا للبطولة، وليس فقط بقيادته النصر العالمي للقب الخامس له في دوري المحترفين، ولكن أيضا بالأرقام الفلكية التي حققها وهو يصل على مستوى البطولة السعودية وحدها إلى ما مجموعه 34 هدفا، محطما الرقم الذي صمد لتسعة عشرة عاما، وكان في حوزة حمزة إدريس؟
هل هناك حاجة لأن يحشد المغاربة الأصوات والمهج والآمال، لكي لا يستنسخ الناخب الوطني هيرفي رونار نفس القرار المؤلم الذي كشف عنه وهو يصمم كوماندو الأسود الذي لعب كاس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، باستبعاد الفنان حكيم زياش، فكان لذلك تداعيات وندوبا تحسر عليها رونار بعد ذلك أيما حسرة، بل وندم عليها وهيهات أن ينفع الندم؟
كلنا تابع بكثير من الفخر والغبطة، ما أنجزه بعض الأسود المغاربة خلال الأسبوع المنقضي، بصعودهم إلى منصات التتويج، فالثالوث المغربي (زياش، مزراوي ولبيض) رفع الأربعاء الماضي درع البطولة الهولندية الممتازة، وهو اللقب 34 الذي يحرزه فريق السيمفونيات الكروية الساحرة، أجاكس امستردام، وبالبرتغال توج النجم المغبون عادل تاعرابت مع بنفيكا بلقب البطولة البرتغالية، وبتركيا رفع السقاء الأطلسي يونس بلهندة، كأس تركيا مع ناديه غلطة سراي، وبقطر وفي احتفالية كروية جميلة أهدى الثنائي المغربي المهدي بنعطية ويوسف العرابي ناديهما الدحيل كأس الأمير الثاني له على التوالي، وغير بعيد عن قطر، بالمملكة العربية السعودية، أشرقت شمس النصر العالمي بتتويجه بلقب البطولة (دوري كأس الأمير محمد بن سلمان)، وهو مدين بهذا الإنجاز الكبير لنجميه المغربيين نور الدين أمرابط وعبد الرزاق حمد الله.
ومع تقديري الكبير لقيمة وروعة ما أنجزه هؤلاء الأسود، وكلها بشارات خير ونحن على أعتاب نهائيات كاس إفريقيا للأمم، إلا أنني سأصنف ما أنجزه إبن مدينة آسفي عبد الرزاق حمد الله بالخرافي، فهذا الغوليادور العابر للقارات، لم يأتنا خلال موسمه الهلامي مع النصر السعودي، بما ليس فيه، أو مما ليس من جنس خوارقه وأصل عبقريته، فمنذ أن خرج الفتى من المغرب سنة 2013 هدافا للبطولة مع القرش المسفيوي، ترك في كل بطولة مر عليها في سنواته ما سيذكره به التاريخ، فقد كان هدافا لناديه أليسوند النرويجي وكذا الحال مع ناديه الصيني غوانزو، ويوم أقبل على دوري نجوم قطر رفع العمامة الأطلسية وكشف عن الوجه الملحمي لنجوم كرة القدم الوطنية، كسفراء للإبداع المغربي في مسارح كرة القدم العالمية.
ومع يقيني الكامل بأن البطولة السعودية تمثل في محيطها الخليجي حالة خاصة، ولا يمكن أن تقاس بغيرها من البطولات الخليجية في الريتم والإيقاع والإثارة والتوافدات الجماهيرية، فإن ما قدمه حمد الله في موسم إستثنائي بالبطولة السعودية، والذي عرف استجلابا قياسيا للعديد من نجوم كرة القدم العالمية، يشفع له أن يكون داخل الفريق الوطني في امتحانه القاري القادم، لأنه عند عقد المقارنات مع من عداه من رؤوس الحربة التقليديين، سنجد أن هناك الكثير من الأرقام الفارقة والتي توصل المقارنة أحيانا لدرجة استحالة القياس.
بالطبع لا نريد أن يلدغ رونار من نفس الجحر مرتين فيكرر ذات الفعل الذي ندم عليه مع زياش، ولا نريد أن نعض معه الأيدي ندما على أن المكابرة حالت دون أن يكون للفريق الوطني سلاح ضارب، يستطيع أن يكسبه به المعارك الكروية الإفريقية الضارية، لذلك فالمغاربة كلهم على قناعة كاملة من أن عدم وجود حمد الله ضمن كوماندو الأسود سيكون بالفعل ضربا من ضروب الجنون.
وعندما سيأتي قراؤنا للصفحة السادسة من هذا العدد التي خصصناها لحوار حصري مع حمد الله المتوج بالكثير من النياشين، سيطلعون على خلق وأخلاق بل ووطنية هذا الفتى إبن مدينة آسفي الشامخة، فقد وافق على مضض محاورة جريدة قال أنه أحبها منذ صغره ولا يمكن أن ينكر أفضاله عليها طبعا في هذه الظرفية بالذات، إلا أنه تمنى على الزميل منعم بلمقدم أن لا يخوض في موضوع دعوته من عدمها للفريق الوطني، أولا لأنه لا يزايد في مغربيته وثانيا لأنه يعتبر اللعب للفريق الوطني تكليفا يسعد به أي مغربي وثالثا لأنه لا يحب ممارسة الإستقواء، ورابعا لأنه لا يريد أن يمارس أي ضغط على المدرب والناخب الوطني هيرفي رونار، ولو أن ما فعله حمد الله في موسمه الخرافي مع النصر السعودي، هو في حد ذاته ضغط رهيب وثقيل تنوء بحلمه الجبال. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرض الفراعنة تريد حمد الله أرض الفراعنة تريد حمد الله



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya